إزالة الأنقاض في معرة النعمان: خطوة مهمة نحو التعافي

 

الثورة – سيرين المصطفى:

أطلقت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، من خلال برنامج “تعزيز المرونة المجتمعية” مشروعاً لإزالة الأنقاض في مدينة معرة النعمان، بتمويل من “صندوق مساعدات سوريا” (AFS)، وفق ما أفاد مصدر في المؤسسة لصحيفة “الثورة”.

ويُعد هذا المشروع واحداً من المبادرات الحيوية التي تهدف إلى دفع عملية التعافي في المدينة وتسهيل عودة السكان إليها، ضمن إطار الجهود المتواصلة للمنظمة في تمكين المجتمعات المحلية وتحسين الوصول الإنساني.

وجاء في تقرير المؤسسة، أن الهدف الأساسي من المشروع يتمثل في إزالة وترحيل الأنقاض من المناطق المتضررة داخل المدينة، وذلك وفقاً لحقوق الملكية والضوابط القانونية، مع الالتزام بمعايير السلامة المهنية لحماية العاملين والسكان، كما يتضمن المشروع إعادة تدوير الأنقاض لاستخدامها في تأهيل الطرق الزراعية المحيطة بالمدينة، ما يعزز البنية التحتية المحلية ويدعم سبل العيش.

وأضاف التقرير أن المشروع يمتد على مدار تسعة أشهر، بدءاً من آذار وحتى تشرين الأول 2025، ويتضمن ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى: انطلقت بعمل الفرق الهندسية للخوذ البيضاء على تقسيم المدينة إلى 11 قطاعاً، بهدف تحديد الكميات المستهدفة من الأنقاض وإعداد خطة للإزالة.

تشير التقديرات إلى أن الكمية الإجمالية تبلغ نحو 70 ألف متر مكعب، موزعة على أنقاض داخل الأحياء السكنية (20 ألف م³)، أبنية عامة متضررة تتطلب الهدم والترحيل (10 آلاف م³)، بالإضافة إلى مبانٍ خاصة تحتاج إلى موافقات قانونية من أصحابها (40 ألف م³).

وتبدأ المرحلة الثانية في 29 نيسان 2025، وتشمل قيام فريق إزالة مخلفات الحرب بمسح شامل للقطاعات المستهدفة لضمان سلامة الفرق العاملة، ومن ثم إزالة الأنقاض القابلة للتدوير ونقلها إلى مواقع إعادة التدوير، في حين يتم ترحيل الأنقاض غير القابلة للتدوير إلى مواقع خاصة للتخلص منها بطرق آمنة.

وتركز المرحلة الثالثة على إعادة تأهيل الطرق الزراعية باستخدام المواد المعاد تدويرها من الأنقاض، حيث من المتوقع تأهيل نحو 7500 متر طولي من الطرقات، ما يسهم في تسهيل التنقل ودعم النشاط الزراعي في المنطقة.

وذكر التقرير أن تنفيذ هذا المشروع يجري بالتنسيق مع مجلس محافظة إدلب وإدارة منطقة معرة النعمان، إلى جانب التواصل المستمر مع المجتمع المحلي.

ويُعد هذا التعاون أساسياً في تحديد الأولويات، وضمان الالتزام القانوني، ومعالجة المخاطر الناجمة عن الأبنية الآيلة للسقوط، بما يضمن سلامة المدنيين العائدين إلى المدينة، ويمثل المشروع نموذجاً عملياً للاستجابة الإنسانية المستدامة، ويعكس التزام الخوذ البيضاء بدعم المجتمعات المتضررة في مسيرتها نحو الاستقرار والتعافي.

يُذكر أن مدينة معرة النعمان، الواقعة في جنوب محافظة إدلب، كانت قد تعرضت لدمارٍ شديد نتيجة عمليات القصف الممنهج التي نفذها نظام الأسد البائد وحلفاؤه، وخلال فترة سيطرتهم على المدينة بين عامي 2019 و2024، طال التخريب المنظّم المباني العامة والخاصة، كما حدث في العديد من المدن الحيوية في المحافظات السورية.

وبعد تحرير المدينة وسقوط نظام الأسد، بدأت فيها المبادرات الخدمية والتطوعية، وسارع المواطنون إلى العودة إليها، في محاولة لوضع نهاية لرحلة نزوحٍ شاقة امتدت لسنوات.

آخر الأخبار
لقاء أميركي أوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب حرب تجارية التكنولوجيا ليست ترفاً.. المهندس هرم جمول لـ"الثورة": "الخطوط النارية" لحماية الغابات سوريا الجديدة.. سعي مستمر لصناعة السلام ودفع عجلة الاقتصاد القبض على عناصر خلايا إرهابية بعمليات نوعية في اللاذقية غزة .. ممرات إسرائيلية مزعومة والمجاعة تواصل فتكها بالأطفال إعادة النظر بخططنا السابقة للحفاظ على ما تبقى من غاباتنا ويتكوف: الأوضاع في سوريا في طريق التسوية بالفعل "التعويم المدار" يحد من التأثيرات السلبية للضغوط الاقتصادية إلى متى العجز عن تأمين السيولة وتزويد المصارف بالكاش..!؟ حرائق الساحل.. حكايات تروى للمرة الأولى استقرار الليرة.. أحد أبرز الفوائد في ضخ الاستثمارات الأجنبية لقاء باريس.. بين الرمزية السياسية والتعقيدات الأمنية العاصفة العيش المشترك ضرورة للتعافي.. سوريا لا تنهض إلا بوحدة أبنائها الشائعات".. سموم في جسد الوطن المحامي جميل خربوطلي: تفنيدها أمام الجمهور كي لا يقع فريستها تعاون سوري - سعودي في مجال الطاقة المتجددة والحوكمة الإدارية القيم الفطرية.. وانعكاسها على النفس والمجتمع قراءة الكتب المطبوعة.. هل ودعها جيل الشباب؟ جنبلاط ينتقد محاولات الهجري الاستفراد بالقرار في السويداء الاتصالات المقطوعة تُعيق التعافي في إدلب.. مطالب بإعادة تأهيل الشبكات وتوسيع التغطية عودة الطلاب المهجرين يفسح المجال أمام الدروس الخصوصية والدورات التعليمية