الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
في خطوة مفاجئة، تقدّم أعضاء مديرية الرياضة والشباب في المحافظة، باستقالة جماعية إلى وزارة الرياضة والشباب، وسط حديث عن أسباب إدارية وتنظيمية وراء القرار، إلا أن خلفياتها وأسبابها تكشف عن واقع معقد، يمر به العمل الرياضي والإداري في المحافظة التي لطالما عرفت بأنها معقل الرياضة السورية.
استقالة بتوجيه وزاري
بدأت المديريات كلجانٍ مؤقتة، وخضعت لتقييم شامل خلال الأشهر الستة الماضية، كشف عن أخطاء إدارية دفعت الوزارة لطلب الاستقالة الجماعية.
إلى ذلك، أكد المدير ” المستقيل ” للرياضة والشباب بحلب، فوزي حجار، في تصريح خاص لصحيفة ” الثورة ” أن الاستقالة جاءت بناء على توجيه مباشر من الوزارة، مشيراً إلى أن جميع الأعضاء أدوا واجبهم منذ اللحظة الأولى لتكليفهم قبل نحو ستة أشهر، وأنهم سعوا بكل طاقاتهم لتحقيق استقرار القطاع الرياضي في حلب، والنهوض به قدر الإمكان، وأضاف حجار أن الوزارة، التي عيّنت اللجنة المؤقتة سابقاً، تملك الصلاحية بعزلها أو إعادة هيكلتها، مؤكداً احترامه الكامل لتوجهات الوزارة، متمنياً لرياضة حلب أن تعود إلى مكانتها الريادية، وأن تحظى بالكفاءات المناسبة لقيادتها في المرحلة المقبلة.
الأعضاء يلتزمون الصمت
وعند تواصل ” الثورة ” مع عدد من أعضاء المديرية المستقيلين، فضّل معظمهم عدم التصريح، تاركين الأمر بيد المدير، إلا أن مصدر مطّلع على الإجراءات الوزارية “فضل عدم ذكر اسمه” كشف للصحيفة عن السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة، موضحاً أن الاستقالة جاءت بطلب مباشر من الوزارة، لأسباب إدارية وتنظيمية متعددة، وأوضح المصدر أن أساس تشكيل المديريات في المحافظات كان عبر “لجان مؤقتة” لتسيير شؤون اللجان التنفيذية، قبل أن تتحول رسمياً إلى مديريات، مضيفاً أن فترة ستة الأشهر الماضية خضعت لتقييم شامل من الوزارة، التي رأت أن هناك أخطاء إدارية واضحة وترهلاً في العمل داخل مديرية حلب، ما استدعى إعادة النظر في تركيبتها.
إعادة هيكلة
وبيّن المصدر أن هذا الإجراء لا يقتصر على حلب فقط، بل هو توجه عام سيشمل جميع مديريات الرياضة في المحافظات، ولكن مع بعض الفوارق، موضحاً أنه من المتوقع أن تستمر المديريات التي أثبتت كفاءتها خلال الفترة الماضية دون تغيير، بينما يعاد تشكيل غيرها وفق رؤية الوزارة،
كما أشار إلى إمكانية إعادة تعيين بعض الأعضاء المستقيلين في الهيكل الإداري الجديد إذا رأت الوزارة أنهم جديرون بالاستمرار، وأكد المصدر للصحيفة أن الوزارة، وفي تقييمها الأخير، لم تكتف بالنتائج الرياضية فحسب، بل أولت أهمية كبيرة للعمل الإداري، والذي اعتبرته الأساس الحقيقي لأي نجاح رياضي، وأبدت الوزارة استياءها من ضعف الأداء الإداري والتنسيقي في مديرية حلب، خصوصاً في العلاقة مع الجهات المعنية بالشأن الرياضي داخل المحافظة.
تصريحات رسمية
من جهته، صرّح رئيس مكتب التنظيم في وزارة الرياضة والشباب، إسماعيل المصطفى، بأن قرار الاستقالة الجماعية، جاء بناء على توجيهات من الوزير، على خلفية شكاوى واردة من محافظة حلب تتعلق بعدم التعاون، إلى جانب تقصير إداري من بعض مفاصل المديرية، وأضاف المصطفى أن الكادر العامل في المديرية كان قد تحول إلى الصفة الوظيفية بموجب عقود تنظيم العلاقة مع الوزارة، وذلك بعد تحوّل الاتحاد الرياضي العام إلى وزارة، ما تطلب إعادة تقييم شاملة.
إنهاء العقود
وبحسب ما علمته ” الثورة “، فإن تقديم الاستقالة الجماعية كان ضرورياً من الناحية القانونية، كون عقود الأعضاء تنتهي بنهاية العام، أما الإعفاء من المهمة فهو لا ينهي العقد تلقائياً، ما يعني استمرار دفع الرواتب رغم التوقف عن أداء العمل، وهو ما أرادت الوزارة تفاديه، وفي ظل هذه التغييرات، تتجه الأنظار إلى الخطوة التالية للوزارة، حيث من المنتظر أن تعيّن شخصية قيادية جديدة على رأس مديرية الرياضة بحلب، تتمتع بالكفاءة الإدارية، والقدرة على التواصل الفعّال مع مختلف الجهات، بما يسهم في إعادة الحيوية للقطاع الرياضي في المحافظة، وبيّن المصدر ذاته، أن الوزارة تتجه لتشكيل فريق عمل جديد، يتسم بالتناغم والفعالية، بعيداً عن الترهل الإداري الذي شاب المرحلة الماضية، ليقود مرحلة جديدة تتطلب جهداً مضاعفاً في ظل التحديات الحالية التي تواجه الرياضة السورية.
الاستقالة الجماعية لمديرية الرياضة والشباب بحلب، لم تكن إلا خطوة ضمن خطة إصلاح إداري شاملة، تنتهجها وزارة الرياضة والشباب، بهدف تحسين الأداء، وضمان أن تتولى القيادة الرياضية شخصيات تليق بحجم التحديات والطموحات، المشهد الرياضي في حلب ينتظر قيادة تنفض غبار الترهل، وتعيد للأندية والجمهور وهج المنافسة والروح التنظيمية لها.