الثورة – فردوس دياب:
تعتبر “الشائعات” من أهم الأسلحة التي يستخدمها البعض لبث الفتن والكراهية والنزعات الطائفية، بغية تهديد استقرار المجتمع، وإبقائه في حالة من الغليان والتوتر والترقب، والذي قد ينفجر في أي لحظة، مهدداً جميع أبناء الوطن الواحد بأخطار لا يعلم نتائجها وآثارها إلا الله عز وجل.
حول خطورة “الشائعات” وتأثيرها على بنيان الوطن، التقت صحيفة الثورة المحامي جميل خربوطلي- ماجستير في القانون الجنائي، الذي أكد على خطورتها بشكل كبير، خاصة وأن سوريا تمر اليوم بلحظات فاصلة في تاريخها بعد انتصار ثورة الحرية وإسقاط النظام البائد، وهي بأمس الحاجة لأن تكون دولة قوية ومتماسكة، يجتمع أبناؤها تحت رايتها، في بوتقة الانتماء لوطنهم، ويعملون كخلية نحل من أجل النهوض بوطنهم بعد سنوات من الحرب.
المحامي شدد على أهمية أن يكون هناك وعي مجتمعي لما يدبر لبلدنا من مكائد ومخططات، من قبل الخاسرين والمغرضين والذين باتوا يروّجون لأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، وجميعها تصب في زرع الفتن والتحريض على الطائفية والكراهية والبغض بين السوريين، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تفسخ المجتمع وظهور ولاءات غير وطنية.
خطورة الانجرار
وأوضح خربوطلي، أن هناك جانباً من استهداف الدولة السورية، له طابع خارجي، يهدف إلى الضغط على الحكومة السورية من أجل تقديم تنازلات معينة في العديد من الملفات والقضايا، والأهم من ذلك إبقاء الدولة السورية التي تمر بمرحلة انتقالية وتبذل جهوداً جبارة للنهوض ودفع عجلة الاقتصاد والتنمية المجتمعي في حالة توتر وتخبط وضغط دائم، الأمر الذي يؤخر خطواتها في التنمية والنهوض، وفرض القانون وإرساء الاستقرار والأمن.
ونوه بخطورة الانجرار إلى الشائعات التي تبثها وتنشرها آلاف المواقع والصفحات المشبوهة المجهولة المصدر، لأن ذلك يدفعنا جميعاً إلى حافة الخطر، فمن ينجر وراء هذا التحريض المفضوح والمكشوف يساهم بشكل غير مباشر في أخذ الوطن الى مسارات أخرى هدامة ومخربة، مشدداً على ضرورة وأهمية تفنيد الأكاذيب أمام الجمهور حتى لا يقع فريسة سهلة لها، مع الحرص على أخذ المعلومات من مصادر صحيحة وموثوقة وتتمتع بمصداقية عالية، وهذا الأمر ينطبق في ظل هذه الظروف الصعبة على المؤسسات الرسمية الحكومية فقط.
وختم المحامي خربوطلي حديثه بالقول: “إننا اليوم بحاجة إلى سوريا واحدة قوية لا يستطيع أحد المس بأمنها، ما يتطلب منا جميعا العمل بفكر متطور متقدم نساعد في بناء سوريا الدولة القوية العصرية، خصوصاً بعد أن تخلصنا من نظام فاسد وقاتل بفضل الله تعالى، والفرصة أمامنا متاحة لبناء دولتنا الجديدة القوية بعيداً عن كل أشكال وصور التمييز، فنحن أقوياء بفضل الله ما دمنا متلاحمين ومتآخين ومتكاتفين يشد بعضنا بعضاً.