الثورة – حسن العجيلي:
يقف محمد قياس في معمله بالمدينة الصناعية الشيخ نجار في حلب أمام آلة واحدة، تئن منفردة، تنتج الحد الأدنى من طاقتها وسط صمت خيم على عشر آلات أخريات.
حال الصناعي محمد حين يفكر في أمرين أحلاهما مر، إما الإغلاق أو نقل المعمل إلى مصر، لا يختلف عن حال الكثير من صناعيي النسيج وخاصة الألبسة الجاهزة, يهددهم شبح الإغلاق والتوقف, بسبب إغراق السوق بالمستوردة والمهربة من عدة دول القريبة والبعيدة.
تهريب يغرق السوق
ويصف الصناعيون واقع السوق الحالي “بالمنافسة غير الشريفة” بسبب إغراق السوق بألبسة مهربة لا تخضع لقيمة جمركية مرتفعة، يقول الصناعي محمد نجار في حديثه لـ”الثورة”: لدينا منتجات تغطي السوق المحلية والعربية والإقليمية والمشكلة ليست بسعر البضائع المحلية بل بدخول الأجنبية تهريباً وهي ذات جودة متدنية مقارنة بالمحلية لكن سعرها أقل بكثير من الملابس المصنوعة محلياً.
ويضيف: البضائع التركية الداخلة ليست ذات جودة عالية بل على مبدأ “الشريات”، والمطلوب رفع قيمة الجمركة للألبسة المستوردة حتى تتمكن الألبسة الجاهز المصنعة محلياً من منافستها.
“أعطونا فرصة كصناعيين حلبيين ليرى العالم كيف ندخل جميع الأسواق، نحن منهكين لا يوجد طاقة ولا يد عاملة ولا مستلزمات إنتاج”، يضيف الصناعي عبد القادر نحاس على كلام زميله، مؤكداً أن صناعيي حلب خاضوا جولات كثيرة خلال السنوات الماضية ولم يستسلموا، مطالباً بدعم حكومي في مجال الطاقة بشكل خاص ودخول المواد الأولية اللازمة للإنتاج، والتخفيف من المنتج الصيني والتركي وتخفيض أسعار الكهرباء.
الكهرباء تخرجهم من المنافسة
“قارب الوقت على النفاد.. أنقذوا الصناعة السورية” بهذه الجملة يصف الصناعي براء اسكيف واقعها، مبيّناً أن أسعار الكهرباء المضاعفة يخرجها عن المنافسة مع دول الجوار، مضيفاً أن الصناعة تتطلب الكثير لتنتعش منها تسهيل زيارات الوفود الاقتصادية وتشغيل مطار حلب الدولي وتشجيع الشحن والمعارض الخارجية واستهداف الدول المستوردة وخاصة الألبسة واستقطاب التجار العرب للمعارض الداخلية.
عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب ورئيس لجنة الألبسة محمد زيزان أكد على أحقية مطالب الصناعيين، قائلاً إن السوق يغرق بالأنواع الرديئة من الألبسة المستوردة والمهربة، ما يؤثر سلباً على الصناعة النسيجية وصناعة الألبسة وتشكل نسبتها 65 بالمئة في حلب وتستوعب أكبر حجم عمالة بالإضافة لصناعة الأحذية.
وشكى زيزان من أسعار الكهرباء المرتفعة مقارنة بدول الجوار ويبلغ 22 سنتاً بينما في دول الجوار 12 سنتاً وفي مصر 4 سنتات، مشدداً على دعم حوامل الطاقة لتحقيق المنافسة، ورفع شعار “صنع في سوريا”.
استهداف أسواق خارجية
وأشار زيزان إلى استمرار غرفة صناعة حلب بالعمل على النهوض من خلال المعارض الداخلية والخارجية، لافتاً لمعرضين للألبسة الجاهزة منذ التحرير الأول في دمشق والثاني في حلب، وتخطط لعدة معارض داخلية قبل نهاية العام والمشاركة بمعارض خارجية منها معرض في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في شهر كانون الأول القادم وحجز عدة صالات لصناعيين بهدف استهداف الأسواق الخارجية.
المكلف بتسيير أعمال غرفة صناعة حلب مؤيد النجار أكد أن الحكومة مع كل ما من شأنه النهوض بالصناعة، مضيفاً: إن الهموم واحدة وخاصة ما يتعلق بالكهرباء لكن الحلول صعبة وتحتاج إلى وقت.
وأشار النجار إلى وجود العديد من الأعمال الجارية حالياً للنهوض بالصناعة الوطنية والسعي لتخطي الصعوبات في ظل غياب حركة السوق وتصريف المنتجات مشيراً إلى وجود تحد جديد من خلال انفتاح الأسواق، وبالتالي على الصناعي تغيير سياسة العمل كمنظومة اقتصادية وسوق حر ومنتجات عالية الجودة وتصريفها مع نهاية كل موسم.