الثورة:
ما من أحد في العالم يحق له الحديث عن ثقافة ويقين النصر وزرع الأمل، وبالتالي صناعة الحياة، أكثر من السوريين الذين أبهروا العالم بما أنجزوه، فها هي عجلة الحياة تدور من جديد لنشهد في كل يوم إنجازاً سواء في الإعلام أم الاقتصاد أم الثقافة أو المجتمع.
ومن حق السوريين اليوم، وبعد مضي ستة أشهر، أن يحتفلوا بإنجازاتهم، ويعقدوا حلقات النقاش، ويقيموا الأمسيات والاحتفالات التي تليق بما أصبحوا عليه، ولاسيما أن سوريا استعادت وجهها العربي والإنساني وبالتالي دورها الفاعل لا التابع، دورها الفعل لا الكلام ورفع شعارات طنانة لا تساوي غباراً.
وأن تكون مدينة حلب- وقلعتها تحديداً، للإعلان عن النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، هذا له دلالته التي يجب أن تقرأ برؤى عميقة، فقد كانت حلب واسطة العقد بين الشرق والغرب ودرة العالم العربي فيما قدمته، هي بوتقة لتفاعل الثقافات والحضارات وإعادة توجيهها بشكلها الإنساني المعطر بتضحيات السوريين.
نعم، إننا أمام مشهدية الفعل المدهش ومن الطبيعي أن تكون ملامح الإبداع والعمل الثقافي قادرة على الاستجابة والمضي قدماً في صناعة الأمل لنكون على مستوى الحدث.
في لحظة فارقة من تاريخ سوريا المعاصر، وإيماناً بما حققه السوريون من إنجازات على مختلف الصعد، نؤكد أن ثقافة النصر أصبحت هوية وطنية متجذّرة في وعي السوريين وسلوكهم اليومي.