سقطوا.. وأنتِ ولدت من القمّة، رحيمة يا بريئة الذمة، أنتِ هويتي أو لا أحد، عشقتك حتى اللحد، وإن أرادك العدو جناحاً مكسوراً فاقد الشرعية لينكّس أعلام طهارتك، ليخترق حدودك ويدمر مساكنك.
سوريا.. قضيتهم الألوان، وأنتِ بلاد الشمس لن تغربي وإن أيقظوا الموت فيكِ، قاوميه.. قاومي بحكمة الحلم بغضب القلم واستأصلي شأفة الخوف والألم، اطمئني لن يهجرك صوتي، فقد اقتلعت صمتي منذ أن أعلنتِ الحرية، منذ أن أذّن الحب في أذنكِ أنك أكبر من كل القيود والذنوب والمؤامرات.
حدثني التاريخ عن سيفك الأمويّ وأسطورة قوتك وجماليّة استثنائك، عن أبوابك السبعة والسنوات العجاف وأنت أم ثكلى تتوق لاحتضان أبنائها الثائرين والمهاجرين.. اطمئني لن أغرّد خارج سربكِ وأحمل جواز سفر، أرضكِ لن تُحتل أو تُغتصب.. فأنتِ المنيعة الشريفة وهم أتوا من السقوط وهل مآل السقوط إلا السقوط؟!.
سوريتي.. أنتِ اليوم جريحة ولابد لجرحك من أن يلتئم وعدوك أن ينهزم، وتطيح العدالة بكفتيّ الميزان.. فكل الأراجيف قد حرقتها بنور صبرك وصمودك وعنفوانك وعفّتك يا سيّدة الشّمس، فها قد حدثني التاريخ أنه مهما طالت لياليكِ الحالكة تبقين نور عيوننا.. وهل هناك نورٌ إلا ما تراه العيون؟!.