الثورة – رنا بدري سلوم:
إيماناً منهم بأن الكلمة الصادقة لا تُفرّط بالحق، ولا تساوم على الكرامة، ورفضاً للعدوان الإسرائيليّ الغاشم على العاصمة دمشق، واستهدافه للأراضي السوريّة وللمواطنين من أفراد الجيش والأمن العام والمدنيّين، قام أعضاء فرع حماة لاتحاد الكتّاب العرب مؤخراً بوقفة احتجاجيّة تعبيراً عن وقوفهم الثابت إلى جانب بلدهم سوريا في وجه هذا العدوان المتكرّر على سيادة الوطن وأمنه وأمانه.
عضو اتحاد الكتاب العرب فرع حماة الشاعر حسان عربش كان من بين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية في حماة، والتي حملت شعارات “العدوان على دمشق عدوان على كل سوري” و”نقف مع دولتنا لحماية التراب السوري ورفض التبعية والانقسام”.
وقد أكد عربش في تصريحه لصحيفة الثورة أن وقفتهم الاحتجاجية صدى للحقّ، وهي موقف قوي في وجه القصف والقتل وانتهاكِ الأرضِ والإساءة إلى الرموز الوطنيّة والدينيّة، مبيناً أن سوريا موحدة بكلمتها التي تجمع جميع أطياف المجتمع، وتقف مع السيادة الوطنية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وهي تؤكد بوقفة مثقفيها وأدبائها أنها ضد أي انتهاكات يمارسها المحتل الصهيوني على أرضنا.
وبرأيه إن المثقف عليه أن يثبت ولاءه وانتماءه في أحلك الظروف، مبيناً أنّ الأحداث المؤلمة والدامية قد تجعل المثقف ينأى بنفسه أحياناً بقول رأيه عما يجري بشفافية، ولكن عندما يكون دم السوري على السوري مستباحاً لا بد من الكلام والتنديد ومناهضة فكرة الانقسام والتجزئة حفاظاً على وحدة سوريا التي نادى السوريون من أجلها طوال سنوات الثورة وأمام النظام المخلوع، ونلاحظ عند بعض المثقفين قد يكون الصمت عندهم أبلغ من الكلام في مرحلة استثنائية تعيشها سوريا.
وأشار عربش إلى أن المرحلة الانتقالية تتبلور إلى دولة مدنية ديمقراطية تحترم جميع السوريين، خاتماً بالقول:”نحن نثق بالقيادة الجديدة لإيصال سوريا إلى بر الأمان” ضاماً صوته إلى صوت اتحاد الكتاب العرب في دمشق الذي قال في بيان له “لأنّ الكرامة الوطنيّة هي كرامة كل سوري غيور على وحدة هذه الأرض، ولأنّ العدوان على الأرض لا ينفصل عن إزهاق الأرواح.. نعبر عن أسفنا الشديد إزاء ما يجري في محافظة السويداء من أحداث أسالت الدماء بين أبناء الوطن، فأزهقت أرواح العديد من قوّات الأمن العامّ ومن المدنيّين الأبرياء في السويداء”.
هكذا هم المثقّفون السوريون جسر فكري، وورثة حقيقيون لقيم الكرامة والانتماء، في مواجهة التحدّيات الداخليّة والتهديدات الخارجيّة معاً.