الثورة – إيمان زرزور:
تشهد معظم مناطق سوريا زيادة ملحوظة في حوادث السير، وسط تحذيرات متكررة من الجهات المختصة، بما في ذلك فرق الدفاع المدني، من تداعيات عدم الالتزام بقواعد المرور، خاصة السرعة الزائدة، إضافة إلى سوء حالة الطرق التي تعاني من غياب الصيانة لفترات طويلة.
سُجلت خلال الأشهر الماضية عشرات الوفيات بين المدنيين نتيجة حوادث سير مختلفة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 31% من هذه الحوادث ناجمة عن السرعة الزائدة، فيما تتوزع الأسباب الأخرى على أعطال فنية مفاجئة، ضيق وسوء حالة الطرق، ظاهرة قيادة الأطفال للمركبات، وسلوكيات قيادة خاطئة.
تعكس هذه الأرقام تفاقم أزمة السلامة المرورية في سوريا، وتبرز الحاجة الملحة لتطوير البنية التحتية، تكثيف حملات التوعية، وتطبيق القوانين المرورية بحزم، بهدف الحدّ من الخسائر البشرية والمادية.
تُعد السرعة الزائدة السبب الرئيسي للحوادث، يليها السير في الاتجاه المعاكس، عدم احترام الأولويات المرورية، التوقف المفاجئ، رداءة الطرقات، وسلوكيات غير آمنة مثل قيادة الأطفال وعدم التحقق من سلامة المكابح والإضاءة خلال القيادة الليلية. كما تسهم الكثافة السكانية، السفر لفترات طويلة دون فحص فني، والازدحامات في تفاقم المشكلة.
في الشمال السوري، شهدت حوادث السير ارتفاعاً ملحوظاً، حيث استجابت فرق الدفاع المدني خلال كانون الثاني 2025 لـ182 حادث سير أدت إلى وفاة 15 مدنياً بينهم طفل وامرأة، وإصابة 191 بجروح، من بينهم 42 طفلاً و24 امرأة. وتوزعت الحوادث بين تصادم سيارات وخروجها عن المسار بنسبة 57%، حوادث الدراجات النارية 31%، والشاحنات والمركبات الثقيلة 11%.
تعمل فرق الخوذ البيضاء على عدة محاور للحدّ من الحوادث، تشمل التوعية المباشرة، وصيانة الطرق، وتخطيط الطرقات، وإصلاح اللوحات الإرشادية، ضمن الإمكانات المتاحة.
وتظل المسؤولية الأساسية للحدّ من الحوادث تقع على عاتق السائقين والمواطنين بالالتزام بقواعد السلامة، إلى جانب ضرورة تفعيل القوانين المرورية وتحسين البنية التحتية في المناطق التي دمرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عاماً، مما يستوجب جهوداً متكاملة للحدّ من حوادث السير في البلاد.