“توماس باراك” في زيارة مفاجئة إلى الجولان المحتل رفقة مسؤولين إسرائيليين
الثورة – خاص:
أجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، زيارة مفاجئة إلى الجولان السوري المحتل برفقة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف كاتس، والوزير رون ديرمر.
كما رافقهم رئيس أركان جيش الاحتلال وعدد من القادة العسكريين، في وقت يشهد فيه الجنوب السوري تصعيداً عسكرياً جديداً.
زيارة باراك تزامنت مع تصعيد إسرائيلي في الجولان المحتل
وتزامنت الزيارة عقب تصعيد إسرائيلي مع إعلانها يوم أمس سقوط صاروخين في الجولان مصدرهما الأراضي السورية، وردها بغارات جوية استهدفت مواقع في ريف درعا، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة رسالة سياسية واضحة في سياق ترتيبات أمنية جديدة على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة.

إسرائيل تعلّق على زيارة باراك وواشنطن تمتنع
ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن باراك اطّلع على الأوضاع الأمنية في الجولان خلال زيارته، وزار مواقع عسكرية استراتيجية، في إطار تنسيق أمني متقدم بين واشنطن وتل أبيب، خصوصاً بعد التحولات التي شهدتها الساحة السورية إثر سقوط نظام الأسد البائد.
وبينما امتنعت تل أبيب عن الكشف عن تفاصيل الزيارة، لم تُصدر الإدارة الأميركية أي تعليق رسمي بشأن أهداف الجولة أو نتائجها، ما زاد من التكهنات بشأن توقيتها ورسائلها الإقليمية.
وكان زعمت إسرائيل، سقوط صاروخين في الجولان المحتل مصدرهما سوريا، وقامت بتصعيد من القصف الجوي استهدف مواقع في درعا وريف دمشق، في وقت اتهم فيه وزير الدفاع الإسرائيلي الإدارة السورية الجديدة بالوقوف وراء العملية.
الخارجية السورية تدين القصف الإسرائيلي
من جهتها، نفت وزارة الخارجية السورية أي علاقة لها بالحادثة، وأكدت أن سوريا لا تمثل تهديداً لأي طرف في المنطقة، مشيرة إلى أن هناك جهات تسعى لاستغلال الأحداث لزعزعة الاستقرار الإقليمي.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إنها لم تتحقق بعد من صحة التقارير المتعلقة بإطلاق صواريخ من الأراضي السورية، مؤكدة أن أولويات الدولة السورية تتمثل في بسط سيادتها على كامل أراضيها وإنهاء وجود السلاح خارج المؤسسات الرسمية، وأدانت القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في محافظة درعا، واعتبرته انتهاكاً لسيادة سوريا وتصعيداً يعوق جهود التهدئة والحلول السياسية.
رويترز تكشف عن محادثات مباشرة وغير معلنة بين سوريا وإسرائيل
هذه التطورات تزامنت مع الحديث عن محادثات مباشرة وغير معلنة بين سوريا وإسرائيل، بحسب ما كشفته وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر سورية وغربية وإقليمية، وأشارت الوكالة إلى أن هذه اللقاءات تهدف إلى تخفيف التوترات الأمنية في المنطقة العازلة، بدعم أميركي مباشر للحكومة السورية الجديدة.
جو ويلسون يدعو الحكومة السورية للالتزام بعدم تهديد إسرائيل
في سياق متصل، دعا عضو مجلس النواب الأميركي جو ويلسون الحكومة السورية الجديدة إلى ضمان حرية حركة وزارة الدفاع في كافة أرجاء البلاد، حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه الإدارة الأميركية، وأكد في تغريدة على منصة “إكس” أن سوريا أكدت التزامها بعدم تهديد إسرائيل، لكنه حذر من أن تقييد حركة القوات الأمنية قد يُستغل من قبل جهات معادية لإعادة إشعال التوتر.
إسرائيل لا تنوي التدخل في الشأن السوري الداخلي
وسبق أن صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأن إسرائيل لا تنوي التدخل في الشأن السوري الداخلي أو دعم أي جهة ضد أخرى. وأشار إلى أن تل أبيب تراقب الحدود السورية مع لبنان والعراق عن كثب، ولفت المصدر إلى أن إسرائيل تولي اهتماماً خاصاً للدروز في جنوب سوريا، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المناطق التي تمركز فيها مؤقتاً، إلى حين استقرار الأوضاع ميدانياً.
وتعكس زيارة توماس باراك للجولان وما تلاها من أحداث ميدانية، مرحلة جديدة من التفاعل الأميركي الإسرائيلي مع الملف السوري، في ظل حكومة سورية جديدة تسعى لفرض الاستقرار الداخلي والتعامل مع الضغوط الإقليمية والدولية بحذر متزايد.
من هو توماس باراك؟
توماس جوزيف باراك الابن هو رجل أعمال ملياردير ومستثمر عقاري أمريكي من أصول لبنانية، يشغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا.
باراك زار دمشق والتقى بالرئيس الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
باراك صديق مقرب للرئيس دونالد ترامب ومستشار سياسي له، حيث اضطلع بدور بارز في حملة ترامب الرئاسية عام 2016 وتولى رئاسة لجنة تنصيب ترامب رئيسًا. إلى جانب حياته السياسية، يُعد باراك مؤسساً ورئيساً تنفيذيًا لشركة كولوني كابيتال (Colony Capital) للاستثمار في العقارات، وكان لفترة ضمن قائمة أثرياء العالم بثروة تجاوزت المليار دولار.
اقرأ أيضاً: المبعوث باراك: ترامب لا يريد رؤية سوريا منصّة لتهديد جيرانها