الثورة – جودت غانم:
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق مدينة السويداء حركةً تجاريةً نشطة، وازدحاماً ملحوظاً، لتأمين مختلف احتياجات ومستلزمات العيد من ثياب وأغذية وحلويات.. وتتركز الحركة في شارعي الشعراني وأمية مركز محال الألبسة والأحذية، ومحال بيع الحلويات على الشارع المحوري وامتداد شارع البلدية شرقاً وغرباً، فيما تنتشر في أسواق المدينة الشعبية بسطات الحلويات والسكاكر والخضار والفواكه.. تتعالى أصوات الباعة كل على طريقته وبأسلوبه لجذب الزبائن مع بروز حالة من المنافسة على جودة المواد وأسعارها.
مرتفعة قياساً مع الدخل
وخلال جولة على بعض الأسواق، وثّقت “الثورة” بعض أسعار الألبسة في المتاجر الخاصة بها، والتفاوت بأسعارها بين متجر وآخر، واعتبرها الكثير من الأهالي، مقبولة، لكنها مرتفعة قياساً للدخل.
يُقبل غالبية المواطنين على بسطات الألبسة في الأسواق الشعبية، لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار المحال التجارية، بالنظر إلى انخفاض جودتها، وهناك إقبال على محال “البالة” ملاذ الفقراء ومقصد ذوي الدخل المحدود.
وارتفعت هذا العام أسعار أطقم الملابس الولادية وسجّل سعر بلوزة وتنّورة عمر 4 سنوات، 200 ألف ليرة سوريّة، أمّا بنطال ولادي عمر 7 سنوات بين 100- 150 ألف ليرة، ليلحقه سعر كنزة صيفية صناعة وطنية بـ 50000 ليرة لنفس العمر، أما أحذية الأطفال فسجّلت بين 50 ألف 100 ألف، على البسطات، بينما بالمحال 130 – 175 ألفاً، والأحذية النسائية بأشكالها تراوحت أسعارها من 150 ألفاً إلى 250 ألفاً.
وسجل سعر البنطال الرجالي الكتان والجينز نحو 150 ألف ليرة، ومثله القميص الرجالي، وكنزة صيفية بين 100- 150 ألفاً، والحذاء الرجالي من 100 ألف حتى 200 ألف، والألبسة النسائية وسطياً 200 – 350 ألف ليرة.
ركود الحلويات الشعبية
وشهدت أسعار الحلويات في المحال الشعبية ركوداً، سببه ارتفاع أسعارها عزاه أصحابها إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة بتصنيعها كالزيوت والسمون والطحين والسكر، مؤكدين أن الحركة لا تتناسب مع نسبة الشراء من جراء انخفاض القدرة الشرائية.
وحسب صاحب أحد محال بيع الحلويات العربية فإن نسبة الشراء لا تتجاوز 25 بالمئة مقارنة مع موسم الأعياد في السنوات السابقة.
وسجل سعر الكيلو من الشعيبيات بالسمن الحيواني بين 40 و 45 ألفاً، والهريسة بالسمن النباتي 30 ألفاً للكيلو و 40 و 45 ألفاً للكيلو بالسمن الحيواني، وقالت إحدى السيدات: إنها أكتفت هذا العيد بشراء الكعك والبرازق فقط، مبديةً عدم قدرتها على شراء الحلويات العربية.
وتراوح كيلو الحلويات الناشف من بيتفور وبرازق بالزبدة بين 40 و 45 ألفاً، أما أسعار السكاكر والكارميلا على البسطات تراوحت بين 15 و 40 ألفاً حسب النوعية لتبقى أنواع البسكويت التركي الأقل سعراً، فيما تلجأ بعض ربات البيوت لصناعة الحلويات المنزلية رغم ارتفاع أسعار مكوناتها.
وفي نظرة على أسعار بيع اللحوم البيضاء، فقد وصل سعر كيلوغرام الفروج 26 ألفاً، الأفخاذ 23 ألفاً، الشرحات 26 ألفاً، الكستا 24 ألفاً.. وسجل كيلو لحم الغنم 150 ألف ليرة، العجل 100 ألف، الأمر الذي دفع المشترين للتسوق بـالأوقية.
شراء اللحوم يتراجع
رئيس جمعية القصابين بالسويداء مفيد القاضي، أشار إلى تراجع الطلب على شراء المادة بنسبة 80 بالمئة، بسبب ضعف السيولة، إضافة لتراجع عملية الذبح في المسلخ البلدي، ولا تتجاوز أكثر من 20 ذبيحة يومياً، فيما كانت تسجل سابقاً أكثر من 100 ذبيحة.
نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة السويداء شفيق غرز الدين أشار إلى التواصل مع التجار لطرح المواد بأسعار مقبولة، والتأكيد على توفيرها وتنويعها بالشكل المطلوب، جراء ضعف القوة الشرائية، وتأثيرها على حركة الأسواق.
من جهته لفت رئيس دائرة حماية المستهلك بالسويداء، أيمن أبو حمدان إلى أن عملها يتبدىء بالإعلان عن الأسعار وحيازة الفواتير لدى الباعة إضافة سحب عينات من المواد المعروضة، وجولات الضبط تقتصر على تفعيل الضابطة العدلية وأضاف أبو حمدان: إن دائرة الأسعار بالمديرية تخاطب الوزارة بشكل دائم لوضعها بصورة الأسعار المعمول بها، مشيراً إلى الجهود المبذولة لدمج دائرة الرقابة الصحية بعمل مديرية التجارة، ما يؤثر إيجاباً على الرقابة الصحية للأغذية بالأسواق.
يشار إلى بروز مظاهر التكافل الاجتماعي إضافةً للجانب التجاري، وتوزيع بعض الجمعيات الخيرية الطرود الغذائية والمساعدات على الأسر المحتاجة، لضمان مشاركة الجميع في فرحة العيد.