محمد علاء الدين – صحفي وكاتب سوري
هو أكبر عيد مرَّ علينا جميعاً في رحلة أعمارنا.. يكفي أن نظام استبداد وطغيان وإجرام قد انتهى..
النظام المبطن بطائفية وأقلوية والمغلف بشعارات سَتراً لعمالته ، نعم.. قبلَ كلِّ سنين أعمارنا، بل وقبل سنة كان ذلك يكفي.. يكفي أن يتحقق حلمٌ تباعد، ونحن نجتر خيبات ثورتنا بأن: (يرحل نظام متهالك كشجرة من شرورأعطبها النخر ولم تسقط). كان ذلك قبل أعوام تجاوزت ستيناً من حكم استبدادي..
تحول من حكم حزب شمولي إلى طائفيةٍ فأسرةٍ فعصابة..
ومن ثم عبر أكثرمن عقد من ثورة شعب تباهي تضحياته بأن ثورته هي فريدة ألفيتها الثالثة في التاريخ الميلادي.
كل ذلك كان حلماً يتباعد ويتدانى حتى قبل عام واحد..
ثم تحقق في أيام فارقة في تاريخنا ما تباعد عن حلمنا الثوري.
بعد ستة أشهر فقط، وأيام قليلة، ما زلنا بحاجة لقرصةٍ..وقرصات.. لندرك أننا نعيش واقعاً لا حلماً في غيابات النوم، بتنا نتعجل تكويناً جديداً لدولة لا مثيل لها في الوجود، ولا في عالم المُثل العليا، ونتجاوز ضرب ما تلقناه، من غيرإدراك، من ضرب للأخماس بالأسداس، لنحلق في ملكوت ضرب (سباعيات) ب(اثني عشريات) لا يدرك متوالياتها لا (الراسخون في العلم) ولا (أدعياء علوم الباطن المحفوف بالخرافات وتهويمات الفراغ الكوني وايهاماته).
بعد ستة أشهر، وأيام قليلة، من تحرر جعلنا لا نعرف مواطىء القدم ولا الرأس، ونحار في تَوضِّعِ كلٍّ منهما وأولويته، نحلم بوطن يرتقي إلى أقصى الأقصى في أغوارنا التي لا ندرك منها سوى تقافزاتٍ لأفكار وآمال تعبرنا، فتجعلنا أشبه ب(سكارى) وما نحن بسكارى، وتجعلنا في برازخنا نتساءل بأسئلةٍ أكبر منّا، وأكبر من بلدنا الصغير في هذا العالم، وأكبر من كل من يتوهم في حلمه التنطح لقيادة هكذا بلد، وفي وهمه أن يتجاوز عاجلاً عالماً أكبر منه بأكثر مما يظن، وتجعلنا نطمح لأدوار أكبر. من حقنا أن نطمح لأدوار أكبر وأكبر.. ومن حقنا أن نفكر في استعادة ريادة حضارية كنّا فجرها.. ومن حقنا أن نتأفف من أخطاء لا يقع فيها إلا أغرار في الحكم.. ومن حقنا أن نتخوف من أن يُعيد أغرارٌ سيرة أسلاف وغابرين.
ومن حقنا أن ننتقد من غير قعود، ونعمل معاً ليكون عيدنا كبيراً.. نعم..
من حقنا الوطني الذي لا ينفصل عن مسميات في وجداننا:
أن ننتقل، من عيد ديني هو كبير دائماً، إلى عيدنا الوطني ال(أكبر).
وكل عام والوطن بخيرأكبر