الثورة – سهيلة إسماعيل:
لا يخفى على أحد تأثير النفايات الصلبة والمكبات العشوائية على البيئة، فهي مصدر تلوث للجو والتربة والمياه الجوفية، كما أنها تشكل خطراً على الصحة العامة، إذ تصبح مرتعاً مناسباً لانتشار الذباب والحشرات والبعوض والقوارض وغيرها.
يشتكي الكثير من المزارعين في حمص بسبب قرب المكبات العشوائية من أراضيهم، وقد أصبحت المكبات العشوائية في المحافظة مصدراً جديداً للتلوث بكل أشكاله يضاف إلى المصادر القديمة الموجودة فيها من قبل، كمعمل الأسمدة والمصفاة ومعمل مزج الزيوت، ولاسيما عندما نعلم أن عددها نحو 70 مكباً منتشرة في مختلف مناطق المحافظة.
وعلى الرغم من جهود الجهات المعنية الرامية إلى إحداث مطامر صحية نظامية- وقد أحدثت عدداً لا بأس به- تحتاج المكبات العشوائية إلى حل سريع لتجنب خطرها المديد، مع الإشارة إلى أن موضوع فرز النفايات الصلبة بهدف إعادة تدويرها والاستفادة منها ما زال قيد الدراسة رغم أن العديد من الدول قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال.
ولمعرفة المزيد عن موضوع النفايات الصلبة تواصلت صحيفة الثورة مع رئيس دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية المهندس ثائر النادر.
محطات نقل وسيطة
وذكر في حديثه أن هدف دائرة النفايات الصلبة في المحافظة هو تحسين واقع النظافة لدى الوحدات الإدارية والتخلص من المكبات العشوائية الموجودة في ريف المحافظة، لذلك تم إنشاء محطات للنفايات الصلبة (محطات نقل وسيطة)، وهي موجودة على كامل مساحة المحافظة الجغرافية لتخديم 135 وحدة إدارية تشمل المدن والبلدان والبلديات، مع جميع القرى التابعة لها، كما تم إنشاء مطامر صحية في كل من دير بعلبة والقصير والفرقلس تتم فيها معالجة النفايات القادمة من الوحدات الإدارية ومحطات الترحيل.
وتوسع م. النادر بالحديث عن المطامر الصحية الموجودة فقال: يقع مطمر دير بعلبة على بعد 7 كم شمال مركز المدينة، وهو مستملك من قبل مجلس مدينة حمص، وتبلغ طاقته التصميمية اليومية 600 طن من النفايات الصلبة، ويتم ترحيل النفايات إليه مباشرة من دون المحطات الوسيطة من مدينة حمص والوحدات الإدارية القريبة منها (فيروزة- كفرعايا- زيدل- شنشار- الزهورية- مسكنة- المختارية- سكّرة- الزعفرانة- المكرمية والشركة العامة لمصفاة حمص)، وسيتم إغلاقه والاستعاضة عنه بمطمر الفرقلس بعد أن يتم الانتهاء من استكمال أعمال إنشاء محطة ترحيل نفايات مدينة حمص الواقعة على طريق حمص- تدمر، وتأمين الآليات اللازمة لها وبأعداد كافية، ويلزمها عشر سيارات مزودة برافعات خطّافية.
أما مطمر الفرقلس فيقع جنوب البلدة بالقرب من حمامات أبو رباح، ويبعد عن مركز مدينة حمص 555كم، وتبلغ طاقته التصميمية 1000 طن في اليوم، وتُحل إليه النفايات الصلبة من الوحدات الإدارية في ريف المحافظة الشرقي والمخدمة بمحطات ترحيل كالرقامة وصدد والمكب المركزي في أم العمد، فيما يقع مطمر القصير الصحي بالقرب من قرية العبودية، ويبعد عن مدينة حمص 45 كم، وتبلغ طاقته التصميمية 400 طن باليوم، وتُرحل إليه النفايات الصلبة القادمة من مدينة القصير وربلة، والوحدات الإدارية في ريف المحافظة الشمالي والغربي والمخدمة بمحطات ترحيل النفايات كمدينة تلكلخ، وقرى قرب علي- حديدة- الشرقلية- تارين- الحوز- أكراد الداسنية- تلذهب ومنطقة شين والمكب المركزي في الضاحية العمالية.
إغلاق ومعالجة 85 مكباً عشوائياً
وأكد أن الهدف من مشاريع إدارة النفايات الصلبة التخلص الآمن من المكبات العشوائية والحد من آثارها السلبية على الصحة والبيئة ومجاري الأنهار ومنع انتشار الحيوانات الشاردة، وضمن هذا الإطار عملت الدائرة في السنوات السابقة على معالجة وإغلاق المكبات العشوائية في 85 موقعاً، تقضي خطة العمل خلال العام القادم إغلاق ومعالجة النفايات في بقية المكبات العشوائية المنتشرة في المحافظة وعددها 70 مكباً عشوائياً، تشمل مكبات صغيرة مؤقتة مُحدثة من قبل الوحدات الإدارية خلال العام الحالي، ومكبات قديمة استخدمت خلال السنوات السابقة، وذلك بعد تأمين الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ الخطة.
هل ترى النور؟
ولفت رئيس دائرة النفايات الصلبة إلى وجود دراسة قديمة لدى مديرية المديرية بخصوص إنشاء محطة فرز ميكانيكية مهمتها فرز المواد القابلة لإعادة التدوير وتحقيق مردود اقتصادي منها، بالإضافة إلى إنشاء محطات معالجة بيولوجية لتحويل المواد العضوية إلى سماد ومحسنات للتربة، لكن لم يتم تنفيذ الدراسة وبقيت حبيسة الأدراج بسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على بلدنا، والآن وبعد رفع العقوبات نتمنى أن تتم إعادة النظر بالدراسة كي ترى النور وتعديلها بما يتوافق مع المستجدات والتقنيات الحديثة المستخدمة في عمليات فرز النفايات ميكانيكياً ومعالجتها بيولوجياً، ليتم بعد ذلك رصد الاعتماد المالي اللازم لتنفيذ المشروع.
وعن النفايات الطبية التي تشكّل خطراً مضاعفاً قال م. النادر: “توجد خلية خاصة لمعالجة النفايات الطبية في مطمر دير بعلبة، يتم فيها معالجة كافة النفايات المتولدة عن المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات والصيدليات عن طريق إطفائها بالكلس وتغطيتها بالتربة بموجب شروط فنية وبيئية معروفة”.
صعوبات العمل
وعن أهم صعوبات العمل في دائرة النفايات الصلبة، بيّن أنه ومع تحرير البلاد من النظام المخلوع وحتى الشهر الرابع من العام الحالي، وبسبب الحالة الأمنية التي سادت بعد ذلك توقف العمل بمشاريع ترحيل النفايات المتعاقد عليها خلال العام الماضي، ما أدى إلى نشوء مكبّات عشوائية جديدة كانت قد أغلقت وعولجت في السنوات السابقة، وسيتم لحظها في العقود المزمع الإعلان عنها خلال العامين 2025 و2026 وفق الاعتمادات المتوفرة.
بالإضافة إلى تراكم النفايات في محطّات ترحيل النفايات في كلّ من تلكلخ وشين وقرب علي، بسبب عدم وجود عقود ترحيل، وتمّ الإعلان عنها في نهاية العام الماضي ولم يتم استكمالها لعدم توفر بيان حالة اعتماد في العام الحالي بسبب عدم صدور موازنة، منوهاً بمبادرة المديرية بحلّ إسعافي تمّ بموجبه ترحيل النفايات المتراكمة، كما أن عدم صدورالموازنة الاستثمارية للعام الحالي حتى الآن يعيق الإعلان عن أي عقود ترحيل.