الثورة – خاص
أطلق الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة عملية عسكرية واسعة داخل الأراضي الإيرانية، تحت اسم “الأسد الصاعد”، نفذ خلالها عشرات الطائرات الحربية غارات جوية متزامنة استهدفت مواقع عسكرية ونووية حساسة في طهران ومناطق أخرى، في ضربة اعتُبرت الأكبر من نوعها منذ سنوات.
وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية في إيران مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، أبرزهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، واللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي، وذلك جراء غارات طالت مراكز عسكرية في قلب العاصمة.
كما أكدت المصادر مقتل عدد من العلماء النوويين، من بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، إلى جانب أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية في إحدى الجامعات الإيرانية.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن منشأة نطنز النووية في وسط إيران تعرّضت لعدة ضربات مباشرة، وأظهرت المشاهد المصورة تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف من محيط المنشأة، في حين سُمع دوي انفجارات قوية شمال شرق طهران، طالت حي “محلاتي” ومجمع “لويزان” العسكري، الذي يضم مقار قيادية عليا في الجيش والحرس الثوري.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إن المرحلة الأولى من العملية اكتملت، وتم خلالها استهداف “عشرات المواقع العسكرية والنووية في عمق إيران”، مؤكداً أن العملية تهدف إلى إزالة التهديد الوجودي الذي تمثله القدرات النووية الإيرانية، كما أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ الخاصة في الجبهة الداخلية، وأوقفت الدراسة وجميع الأنشطة غير الضرورية تحسباً لهجوم صاروخي محتمل من إيران.
ووصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، العملية بأنها “تاريخية وغير مسبوقة”، لكنه حذّر من أن نتائجها قد لا تكون حاسمة بالكامل، داعياً الإسرائيليين إلى الاستعداد لأي ردّ محتمل، قائلاً: “لا أعد بنجاح مطلق، وسنواجه تحديات غير معتادة”.
في السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الجوية، لكنها تلقت بلاغاً مسبقاً من إسرائيل، مؤكداً أن العملية جاءت في إطار “دفاع إسرائيل عن نفسها”، وطالب روبيو إيران بعدم استهداف المصالح أو القوات الأميركية في المنطقة، مشدداً على أن “أولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية”.
على الأرض، أعلنت السلطات الإيرانية تعليق جميع الرحلات الجوية في مطار الخميني الدولي، في الوقت الذي هرعت فيه سيارات الإسعاف والإطفاء إلى مواقع الضربات في طهران والمناطق المستهدفة. ولم يصدر حتى اللحظة رد رسمي إيراني على مستوى القيادة السياسية أو العسكرية بشأن طبيعة الرد المتوقع.
تمثل هذه العملية الإسرائيلية أول ضربة مباشرة وواسعة النطاق داخل العمق الإيراني، وتأتي بعد تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”. وفي الوقت الذي التزمت فيه واشنطن موقف الحذر، يتصاعد الترقب الدولي لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الساعات المقبلة، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية شاملة تشمل إسرائيل، إيران، ووكلاء طهران في المنطقة.