الثورة :
في أكثر الضربات نوعية وخطورة وتصعيد تاريخي ، نفذت إسرائيل أولى ضرباتها الافتتاحية كما وصفتها ،مخلفة تدمير منشآت استراتيجية واغتيال قادة في الحرس الثوري وعلماء نوويين إيرانيين بهجوم يبدو كان مرتباً وواضحاً بعد التصريحات الأمريكيّة بشأن تعثّر المفاوضات الأمريكيّة الإيرانيّة..
وبعد الضربة الإسرائيلية فجر اليوم لإيران والتي تعد تهديداً للاستقرار في المنطقة حسب متابعين، إذا ما جاء الرّد الإيراني المزعوم قوياً ، وحسب الأخبار المتلاحقة فإن إيران أعطت القرار بالرّد على الضربات الإسرائيليّة حيث أطلقت أسراباً من الطائرات المسيرة الانتحارية تجاه إسرائيل، وسط تهديدات متبادلة من قبل الطرفين، وهكذا تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث يقول مسؤولون أمريكيون وغربيون إن إسرائيل ستواصل شن ضربات موجعة على إيران، لإرغامها على الرضوخ وقبول الاشتراطات، بعد فشل المفاوضات وعدم تحقيق أي تقدّم يذكر وخاصة المتعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن، حيث جاءت الضربات الاسرائيليّة الافتتاحيّة ، لشل القدرات الإيرانيّة وتدمير أي إمكانيات للتطوير والانتاج، ما يفتح الأبواب لقبولها أيضاً رضوخاً بمفاوضات الأمر الواقع.
حتى اللحظة، الواضح أن مدى ونوع الهجوم الذي نفذته إسرائيل كان قوياً ،أسفر عن اغتيال قادة وعلماء نوويين، وهذا يشير إلى هشاشة الواقع الداخلي الإيراني، علماً أن الضربات جاءت بعد موجات من التهديدات المتبادلة والتوتّرات المتصاعدة و بعد أشهر من حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حليفه ترامب على “استغلال” ما تراه إسرائيل “لحظة ضعف إيران” وتوجيه ضربة قويّة لمنشآتها النووية. حيث تعتقد إسرائيل أن لديها فرصة تاريخية للقضاء على البرنامج النووي لطهران، لكن المتشككين يتساءلون عما إذا كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قادرة على تدمير المنشآت النووية المحصنة بعمق والمنتشرة في مختلف أنحاء إيران.
وحسب الإعلام الإسرائيلي أن الضربات أسفرت عن مقتل كل من: رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد غرفة الطوارئ الإيرانية غلام رضا جلالي، وكما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيفي دفرين، إن الجيش قتل “رؤوس المنظومة الأمنيّة الإيرانيّة”، و تم استهداف “المنظومة الدفاعيّة الإيرانيّة، وأن 200 مقاتلة شاركت في الهجوم على إيران، وأن “طيارينا يهاجمون وما زالوا يهاجمون المنشآت النوويّة الإيرانيّة”.
وأوضح أن “إيران كانت قريبة من الحصول على سلاح نووي، وهدف عمليتنا هو القضاء على التهديد” ،معلنا “قتلنا رئيس الحرس الثوري ورئيس الأركان وبعض الأسماء التي سنعلن عنها لاحقا”
وقال إن إيران أطلقت 100 مسيرة وجاري التعامل معها، وأمامنا ساعات صعبة” وفي وقت أكدت قيادة الجيش الإيراني أن القوات المسلّحة تلقّت الأوامر لتنفيذ “عقاب شديد بحق المعتدين” بإشارة إلى الرد على الهجوم الإسرائيلي.
وبقراءة سريعة للضربات الإسرائيلية يتبين قوة ودقّة الضربات، وتوضح أن القدرات الإيرانية لم تكن بمستوى تصريحات قادتها ، وما هي إلا بروبوغندا إعلاميّة هشّة ..
هذا قد وواجهت المفاوضات بين الجانبين تعقيدات وعقبات عدة ترتبط بعدد من القضايا في مقدّمتها “تخصيب اليورانيوم” والصواريخ الباليستية الإيرانية والمدى الزمني للاتفاق، وهنا السؤال : ما هي قصّة تخصيب اليورانيوم، ومتى بدأت، وكيف تطورت الأوضاع حتى وصلت إلى ما عليه الآن؟ من صدامات وضربات وربما يصل الأمر إلى تهديد الاستقرار بالمنطقة برمتها ..؟
من جهة ثانيه ووفقا لما ذكرته الرابطة النووية العالمية World Nuclear Association، فإن اليورانيوم هو معدن ثقيل يستخرج من الأرض،و لاسيما دول أستراليا وكندا وكازاخستان وناميبيا وروسيا، ويتم استخدامه كمصدر وفير للطاقة المركزة، منذ أكثر من 60 عاماً.
وتم اكتشاف اليورانيوم في عام 1789 بواسطة مارتن كلابروث، الكيميائي الألماني، في المعدن المسمى بيتشبلند، وقد سمي “يورانيوم” نسبة إلى كوكب يورانوس الذي كان قد اكتشف قبل 8 سنوات حينها، ويبدو أن اليورانيوم قد تشكل في المستعرات الأعظمية منذ نحو 6.6 مليار سنة.
وفضلاً عن استخدامه لإنتاج قنابل نووية، فإنّ لليورانيوم استخدامات أخرى مثل صُلب اليخوت وكأثقال موازنة لأسطح التحكم في الطائرات، وكذلك للوقاية من الإشعاع.