فؤاد مسعد:
كان الجمهور المُحب للسينما والمتعطش لسحرها، على موعد مع رائد السينما السياسية المخرج الفرنسي ذو الأصول اليونانية “كوستا غافراس” عبر حوار مفتوح أقامه مساء أمس “صالون دمشق السينمائي” في غاليري زوايا، عبر بث مباشر من خلال برنامج “غوغل ميت”، خاتماً بذلك فعالية استمرت لمدة لثلاثة أيام شهدت عرض عدد من أهم أفلام المخرج.
انطلقت الأمسية الأخيرة بعرض فيلم “مفقود” “Missing” الذي أنجزه غافراس عام 1982 وحصد عدداً من الجوائز، منها السعفة الذهبية في مهرجان كان 1982، أوسكار أفضل سيناريو مُقتبس 1983، جائزة نقابة الكتاب الأمريكية، واعتبرته الصحافة الأميركية من أفضل الأفلام السياسية العالمية.
جاء الفيلم محبوكاً بكثير من الذكاء ليوصل ما يُبطن من أفكار بسلاسة، متناولاً قصة حقيقية عن انقلاب تشيلي عام 1973 ودعم الحكومة الأمريكية له، مسلطاً الضوء على تصفية شخصيات أمريكية في تشيلي عرفت بهذا الدعم، الأمر الذي طرحه المخرج بإطار مشوق، مقدّماً الممثل جاك ليمون بإطار مختلف مُظهراً تبدل المفاهيم لديه، في رحلة بحثه عن ابنه المفقود، الذي وجد في النهاية مقتولاً.
عقب انتهاء الفيلم دار حوار مع المخرج “كوستا غافراس”، حيث توجهت إليه “الثورة” بسؤال انطلاقاً مما قاله في مهرجان “كان” حين تحدث عن غزة بأن الوقت حان ليكون هناك رد فعل حقيقي من جانب السينما العالمية، ولكن ما دور هذه السينما اليوم؟.أهو في التوثيق للتاريخ أم أن لها قدرة على التغيير حقاً؟..
وفي معرض إجابته أعرب عن حزنه لما يسمعه من أخبار عن الفلسطينيين وأوضاعهم السيئة فهو أمر مؤسف، قائلاً: “لا نستطيع رؤية ما يحدث معهم إلا من خلال الريبورتاجات الإخبارية، والحل برأي عبرالسينما وإنجاز الكثير من الوثائقيات” مؤكداً أن هناك أفلاماً صورت في من خلال الجوالات.
كما تحدث عما عاناه لدى تصويره فيلم “هانا ك” الذي أنجزه عن الفلسطينيين في وقت لم يكن لدى الجميع الرغبة بالحديث عنهم، فالمنتجون رفضوا إنتاجه، وعندما صوره لم يرد أحد عرضه.
وشدد “غافراس” على أهمية عيش طقس مشاهدة الفيلم ضمن الصالة السينمائية، مؤكداً أن السينما ليست خطاباً سياسياً وإنما هي “ترفيه بأكثر الطرق نبلاً”.
