الثورة – عبد الغني العريان:
عقد محافظ حلب المهندس عزام الغريب اجتماعاً موسعاً مع وفد غرفة تجارة حلب برئاسة محمد سعيد شيخ الكار، جرى خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين المحافظة والقطاع التجاري، بما يخدم التنمية الشاملة وتحسين البيئة الاستثمارية في المحافظة.
وأكد المحافظ خلال اللقاء على أهمية التكامل بين مؤسسات الدولة والفعاليات الاقتصادية، مشدداً على أن دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل حجر الأساس في عملية التعافي الاقتصادي، ولاسيما في محافظة حلب التي تحمل إرثاً اقتصادياً وثقافياً كبيراً.
وأشار إلى ضرورة تسخير الإمكانات المتاحة لتذليل العقبات أمام المستثمرين، وتقديم التسهيلات المطلوبة، بما يُعيد لحلب دورها الطبيعي كمركز اقتصادي وتجاري فاعل على مستوى البلاد.
من جانبه، استعرض رئيس غرفة تجارة حلب خطط الغرفة في مجال جذب الاستثمارات ورعاية المبادرات الداعمة للقطاعات الإنتاجية، مؤكداً أن الغرفة تعمل على توفير مناخ استثماري جاذب من خلال التواصل المستمر مع رجال الأعمال والجهات المعنية، وتنظيم الفعاليات الاقتصادية والتجارية التي تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد.
وتناول اللقاء عدداً من المشاريع الحيوية التي يعول عليها في دعم التنمية المحلية، وجرى التباحث في تفعيل مطار حلب الدولي وضرورة إدخاله في الخدمة الفعلية ضمن منظومة النقل الجوي الوطنية، لما له من دور محوري في تعزيز حركة التجارة والسياحة وتيسير تنقل المستثمرين ورجال الأعمال. وتم التأكيد على أن تشغيل المطار بكامل طاقته سيسهم في إعادة الربط الاقتصادي بين حلب وباقي المحافظات، إضافة إلى تعزيز انفتاحها على الأسواق الإقليمية.
كما تمت مناقشة مشروع إعادة تشغيل مدينة المعارض باعتبارها منصة رئيسة لعقد الفعاليات الاقتصادية، وتمكين الصناعيين والتجار من عرض منتجاتهم وتعزيز التواصل بين المنتجين والمستهلكين، إلى جانب بحث سبل تأهيل الطرق الحيوية داخل المدينة وفي محيطها، لتسهيل عمليات النقل والإمداد التجاري.
وشدد الحضور على ضرورة تنفيذ خطوات عملية تُترجم التفاهمات إلى مشاريع ملموسة على الأرض، مع التأكيد على التشاركية في العمل بين المحافظة والغرفة، بما يتيح متابعة الملفات ذات الأولوية في مجال الاستثمار وتطوير البنية التحتية الاقتصادية.
حضر اللقاء نائب المحافظ فواز هلال، ومستشار المحافظ لشؤون الاستثمار المهندس حازم لطفي، وأكدا بدورهما أهمية هذا النوع من اللقاءات في بلورة الرؤى المستقبلية للتنمية الاقتصادية في حلب، والتفاعل الإيجابي مع مبادرات رجال الأعمال.
وفي ختام اللقاء، أكد محافظ حلب أن المحافظة ماضية في تنفيذ خطة متكاملة تهدف إلى استعادة مكانتها الاقتصادية، عبر سلسلة من المشاريع الاستراتيجية التي تسعى إلى تأهيل البنية التحتية وخلق مناخ آمن وجاذب للاستثمار.
ولفت إلى أن تفعيل مطار حلب الدولي يشكل أولوية قصوى، نظراً لما يمثله من أهمية بالغة في ربط المحافظة بالعالم الخارجي، فضلاً عن دوره في دعم القطاعات التجارية والسياحية والخدمية.
وأضاف: إن تشغيل المطار لا يقتصر فقط على البعد اللوجستي، بل يحمل أبعاداً اقتصادية وتنموية متعددة، كونه يمثل بوابة مهمة للانفتاح على أسواق جديدة واستقطاب رؤوس الأموال والمستثمرين من داخل سوريا وخارجها. كما يُسهم في تعزيز موقع حلب كمركز اقتصادي حيوي في الشمال السوري، ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين الواقع المعيشي وخلق فرص عمل جديدة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه أوسع تتبناه محافظة حلب بالشراكة مع القطاع الخاص، لإعادة الإعمار وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة تتناسب مع حجم التحديات والفرص في المرحلة المقبلة.