الثورة – ميساء العلي:
الفرص الاستثمارية الواعدة في أغلب القطاعات في سوريا خاصة بعد رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عنها أصبحت تشكل الملاذ الآمن لكل من يريد الاستثمار في سوريا، ولاسيما الأموال السورية المهاجرة وأموال المستثمرين العرب من دول الخليج.
مجرد الكلام عن الاستثمار يذهب الجميع نحو الاستثمار بالعقارات والسياحة مع أن الواقع يقول: إنه يجب الاستثمار بالزراعة وخاصة أننا أمام خطر داهم يهدد الأمن الغذائي جراء الجفاف وقلة المياه، لذلك من المفروض التركيز على هذا القطاع ومن المستثمرين المحليين في الداخل.
ضمن هذا الإطار يقول المحلل الاقتصادي شادي سليمان في حديثه لـ”الثورة”: إن الظروف الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية تنبئ عن كارثة على صعيد الغذاء والأمن الغذائي، لدرجة الوصول إلى مجاعة عالمية بحسب تقديرات منظمة “الفاو”.
ويضيف سليمان: إن هذا يجعلنا نُعيد التفكير ألف مرة بالقطاع الزراعي من خلال نظرة مختلفة للاستثمار بهذا القطاع لكونه أولوية تتقدم على كل أنواع الاستثمار بل هو الحاضنة للاستثمارات الأخرى التي ستنطلق مستقبلاً، خاصة أن سوريا بلد زراعي بامتياز ورغم قلة الأمطار والموسم الجاف، إلا أن الخبراء يستبعدون أن تحصل أي مجاعة أو نقص بالغذاء في سوريا لتنوع المناخ الذي يساعد على الزراعات المختلفة.
ويقول سليمان المطلوب اليوم تحويل الريف إلى منطقة جاذبة للاستثمار من خلال إقامة قرى تصديرية بعد فشل تلك المحاولات سابقاً أيام النظام المخلوع لعدم توفر محفزات حقيقية بحسب العديد من الراغبين بالاستثمار بالقطاع الزراعي والدليل أن وزارة الزراعة آنذاك طرحت منذ عامين 60 مشروعاً لم يتقدم إليها أحد.
وهنا يسأل سليمان عن سبب الإحجام عن الاستثمار بهذا القطاع الذي يجب أن توليه الحكومة الجديدة الأهمية ولاسيما ضمن قانون الاستثمار الجديد من خلال العديد من الميزات منها على سبيل المثال: الإعفاء الكامل من الضرائب على مدى حياة المشروع والدعم لكافة مراحل المشروع بأسعار تفضيلية.
وختم سليمان حديثه: إن الأسباب التي أدت إلى العزوف عن الاستثمار بالقطاع الزراعي باتت معروفة ومن الأفضل للجهات الحكومية المسؤولة أن تبحث عن الحلول وتقدمها من خلال مُغريات كثيرة للاستثمار الزراعي.
أخيراً وحتى لا نُطيل الكلام فإن إعادة النظر بقطاع الزراعة والاستثمار فيه لم يعد خياراً وإنما ضرورة مُلحة لإعادة إقلاعه بالشكل الذي يحقق الريعية الحقيقية، لأن الأمن الغذائي أصبح في خطر وحزامنا الأخضر بات يتدرج إلى ألوان أخرى غير جاذبة، وكل ما علينا أن نستثمر قطاعاً يحمل ميزات ومقومات تحويل أرضنا إلى ذهب أخضر.