الثورة- منهل إبراهيم:
لا يزال عدد اللاجئين السوريين هو الأكبر على مستوى العالم، تم الإبلاغ عن أكثر من 6.5 مليون لاجئ سوري في 130 دولة، وتستضيف معظمهم دول مجاورة، بما في ذلك تركيا ولبنان والأردن.
ووفقاً للبيانات المذكورة ضمن التقرير للنصف الأول من عام 2023، استضافت تركيا (3.4 مليون)، وألمانيا وكولومبيا (2.5 مليون لكل منهما) أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، بحسب ما ذكرت “سي إن إن “.
ومع نهاية عام 2024، بلغ عدد اللاجئين وطالبي اللجوء السوريين 6.1 مليون شخص، بينما نزح الملايين داخل البلا، وقد جدد سقوط نظام الأسد في سوريا في 8 كانون الثاني الأمل في العودة إلى الوطن رغم كل التحديات.
ووفق تقديرات منظمات الأمم المتحدة والمنظمات السورية المعنية، بلغ عدد اللاجئين السوريين حول العالم نحو 6.5 ملايين سوري، في حين يبلغ عدد النازحين داخل البلاد نحو 6 ملايين نازح.
وتشير الأرقام الرسمية للدول التي يوجد فيها اللاجئون السوريون إلى ملايين من الأشخاص المسجلين فمثلاً بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا بموجب الحماية المؤقتة نحو 3.4 ملايين سوري، وفي لبنان أيضاً، تتحدث البيانات الرسمية الصادرة عن السلطات اللبنانية عن وجود مليونين و80 ألف لاجئ سوري أغلبهم لا يملكون أوراقاً نظامية، بينما تقول المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إن اللاجئين السوريين المسجلين لديها يبلغ عددهم 840 ألف لاجئ.
كما يتوزع مئات آلاف اللاجئين السوريين في دول عربية أخرى مثل الأردن والعراق ومصر ودول الخليج العربي إضافة إلى المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي. وتوقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن عودة نحو 200 ألف لاجئ سوري من المسجلين لديها إلى بلادهم بحلول نهاية عام 2025، فيما أكد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية عودة نحو 97 ألفاً طوعاً إلى سوريا منذ بداية العام.
وأظهرت نتائج مسح نوايا العودة السريعة الذي أجرته المفوضية في مطلع 2025، أن 40% من اللاجئين السوريين في الأردن أعربوا عن نيتهم العودة إلى بلادهم خلال العام الحالي.
وقالت المفوضية إن أكثر من 100 ألف لاجئ سوري عادوا طوعاً من الأردن إلى بلادهم، منذ الـ 8 من كانون الأول 2024 وحتى الـ 30 من حزيران 2025. وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في منشور على منصة “إكس” عودة أكثر من مليوني لاجى ونازح سوري إلى ديارهم منذ كانون الأول الماضي.
وفي إطار الجهود الحكومية لتسهيل عودة اللاجئين أعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا عن إجراءات جديدة لتسهيل عودة السوريين المقيمين في لبنان عبر المعابر الرسمية. ووفقا لذلك فإن المواطنين الذين دخلوا لبنان بشكل قانوني بعد تاريخ 2024/12/01 وانتهت أوراقهم، يسمح لهم بمغادرة الأراضي اللبنانية باتجاه سوريا مع إعفائهم من دفع الغرامات المالية المتعلقة بمخالفتهم لنظام الدخول والإقامة في لبنان ودون وضع أي منع دخول عليهم مستقبلا.
وأيضا، المواطنين الذين دخلوا لبنان بشكل قانوني قبل عام 2011 وحتى 2024/12/01، وانتهت أوراقهم، يسمح لهم بمغادرة الأراضي اللبنانية بعد تسديد الرسوم المترتبة عليهم، مع عدم وضع أي منع دخول عليهم لاحقا. والمواطنين الذين دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية خلال سنوات الثورة السورية وحتى اليوم، يسمح لهم بمغادرة الأراضي اللبنانية مع إعفائهم من جميع الرسوم المترتبة عليهم لمخالفتهم لنظام الدخول والإقامة في لبنان، ودون وضع أي منع دخول عليهم لاحقا، وآخر موعد للاستفادة من هذه التسهيلات هو 15 تموز القادم.
وكان وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني وفي سياق إجراءات الإدارة السورية الجديدة بما يخص اللاجئين قد أجرى اتصالات عديدة، مع مسؤولي دول تستضيف لاجئين سوريين، ومنها الاتصال بالممثلة الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. وتطرق الجانبان إلى قضية اللاجئين إذ ناقشا “تنظيم وبدء خطط لبحث العودة الكريمة والطوعية لهم، بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة ومنا تركيا والأردن ولبنان وبالشراكة مع الجهات الدولية المعنية”.
كما أعلنت الحكومة القبرصية توقيع اتفاق ثنائي مع الحكومة السورية يقضي بإعادة المهاجرين السوريين الذين يتم اعتراضهم في عرض البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزيرة.
الإعلان الذي جاء على لسان نائب وزير الهجرة نيكولاوس يوانيديس، يؤشر إلى مرحلة جديدة في تعامل قبرص مع ملف الهجرة، خصوصا في ما يتعلق بالسوريين، الذين كانوا يحظون سابقا بتعامل خاص نظرا للوضع السياسي في بلدهم.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أكد ضرورة ضمان العودة الطوعية والتدريجية والمدروسة للاجئين إلى سوريا ودعم المجتمع الدولي لجهود تعزيز الاستقرار فيها لتحقيق ذلك، وشدد على دعم المفوضية لجهود الحكومة السورية في هذا الإطار.