“رياديو المناخ السوري”.. نشاط تطوعي ينشر الوعي البيئي

الثورة – غصون سليمان:

في مشوار البحث عن المعرفة تستوقفك بعض التفاصيل الصغيرة لتدرك عن قرب مدى أهمية سلوك العنصر البشري حين يكون قويماً في التعاطي مع ما حوله من محيط بيئي أو اجتماعي وغيره.

في هذه السطور نفتح النوافذ على ماهية عمل فريق الموارد البشرية في مؤسسة “رياديو المناخ السوريّون”، الذين يحرصون على تواجدهم في كل مؤتمرات وملتقيات فرص العمل وعلى مدى سنوات، إذ نجد الفرصة مفتوحة لكل حالات التطوع الذي خلق ليبني قدرات من هم على استعداد ليعطوا من وقتهم وجهدهم لقضية أحبوها وأسموها “رحلة بناء ناشط، مناصر بيئي”.

يشير كل من ميس محي الدين، رفاه الرفاعي، ومحمد نبهاني، من فريق الدعم اللوجستي بالمؤسسة، في حديث لـ”الثورة” على أن المؤسسة غير ربحية، مرخصة ومسجلة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مقرها الرئيسي بدمشق ولها فروع في محافظات حمص، حماة، طرطوس، اللاذقية، دير الزور، وتهدف إلى نشر التوعية في صفوف الشباب فيما يخص البيئة، وأن يكون لدى أبناء المجتمع إدراك فكري لموضوع العادات اليومية الخاطئة والتي تزيد في حالة التغير المناخي، بمعنى تعزيز التوعية على الصعيد المحلي والعالمي بالنسبة لتغير المناخ بالدرجة الأولى.

وأشارت المتطوعة ميس محي الدين إلى أهمية ودور ورشات العمل التدريبية والمشاريع الهادفة للحفاظ على البيئة ودعم وتمكين الشباب، كي يصبح لديهم رؤية إيجابية فيما يخص أساليب وطرائق العادات، بمعنى يصبح لدينا سلوكيات جديدة تفيد بتغيير بعض الأعمال التي نقوم بها من دون دراية بإيجابياتها وسلبياتها.

وقالت محي الدين: نحن كمؤسسة لا نستعمل الورق، أي نحدّ من استخدامه اليومي، وخاصة أن موضوع استهلاك الورق له الكثير من التبعات، كذلك الحال بالنسبة لكاسات الورق والبلاستيك وهذه جميعها لا نستخدمها، والخيار هو استخدام الزجاج.

البصمة الكربونية

وفيما يتعلق بالبصمة الكربونية نوهت المتطوعة كنانة -في هذا الجانب- بأن أهم غاز يرفع درجة حرارة الأرض هو غاز ثاني أوكسيد الكربون كونه يحبسها ويضخها باتجاه الأرض، فلدينا من ٤- ٥ من الغازات الدفيئة، وبالتالي فإن البصمة الكربونية الناجمة عن نشاطات الإنسان هي التي ترفع نسبة الكربون، لافتة إلى أن التغير المناخي الذي بدا واضحاً بعد الثورة الصناعية حين زاد نشاط الإنسان أكثر من اللازم، فبعض الدول أخذت تطلق عبر نشاطها الصناعي غاز الكربون أكثر من اللازم.

وأوضحت أنه من خلال الأمثلة- وإن تبدو بسيطة- لكنها معبرة وذات مدلول يدركه أكثر أهل المعرفة والاختصاص، فحين كنا نوجه ملاحظة للأبناء في المنزل بضرورة إطفاء الضوء غير الضروري في بقية الغرف، تكون ردة الفعل أو الجواب، ما قيمة ذلك، ماذا يؤثر إذا أشعلنا جزءاً أو كامل الإنارة؟ هي لمبة، أو نيون؟.

هنا توضح المتطوعة الخبيرة، بالقول، هناك محطات كهربائية تعمل لتوليد الإضاءة، ومحطات تعمل على الوقود وهذه تحرق بشكل زائد عما هو مطلوب، فكل نشاط نقوم به في المنزل مهما كان تفصيلاً صغيراً ينعكس على نسبة الكربون في الجو.. كذلك الأمر بالنسبة للورق حين نكتب ونستثمر وجهاً من الورقة على حساب الآخر، فهذا هدر لقيمة الورق، داعية إلى استثمار الوجهين وإحضار دائماً حالة الوعي وحسن التدبير في الأشياء التي نملكها وبين أيدينا، فالورق الذي يتم رميه في أحضان الطبيعة مصنوع من السيللوز وأساسه هو الأشجار التي هي رئة الطبيعة ورئة الأرض، وحين تتنفس تأخذ وتمتص كمية من الكربون وتطرح ضعف ما تطرحه من الأوكسجين.

فإذا لاحظنا خصوصيات عمل البصمة الكربونية، تقول الخبيرة كنانة، ندرك أن نشاطات الإنسان وفق دراسات علمية عديدة هي المسبب الأكبر، بشكل عام والشركات والمؤسسات والأفراد بشكل خاص.

الثقافة البيئية

كما بينت أن ما يتم العمل عليه حالياً على مستوى الأفراد من خلال التواصل مع المدارس نشر هذا الوعي، مشيرة إلى وجود مشروع جرى العمل عليه منذ سنوات، “وهو دليل تعليم الأخضر” الذي قطعنا شوطاً فيه مع وزارة التربية بهدف إدخال الثقافة البيئية لطلاب المدارس.

ولعلّ الأهم هو البدء مع الصغار منذ المراحل الأولى للتعليم وربما قبلها، فحين نقول للطفل والولد والابن، لا ترمِ الورق في غير مكانه أو أطفئ الضوء خلال النهار وغيرها من الأشياء البسيطة، سوف يصبح ذلك سلوكاً عندما يكبر بالتأكيد.

وذكرت أيضاً كيف تمّ العمل على تدريس وتدريب شرائح مختلفة صغاراً وكباراً، وطلاب مدارس وجامعات لإتقان جميع السلوكيات الإيجابية تجاه أنفسنا والبيئة المحيطة بنا، مؤكدة أن التدريب على الإقناع عبر مهارات التواصل في المراحل الأولى من التربية هي الأكثر تأثيراً حين يكبر المرء، فربما لا يستطيع حينها أن يدرك أبعاد القدرة المطلوبة على الاستجابة.

وحول التغير المناخي الذي نعاني منه حالياً، ذكرت أنه لغاية العام ٢٠٢٠ كانت الفصول الأربعة ضمن المناخ المتوسطي، لكن ما نلحظه هو كيف بدأت تتلاشى وبشكل تدريجي مقومات فصلي الربيع والخريف، بمعنى أصبحنا نطفئ المروحة ونشعل المدفأة، هذا التبدل بالمناخ ومع استمرار النشاط البشري ربما يتقلص كمدة زمنية من 10 سنوات إلى خمس سنوات بحيث نلحظ تغيراً كبيراً بالمناخ ، وربما نخسر العديد من الموارد التي لم تعد كافية أو حتى نحتفظ فيها لأجيالنا، نتيجة الجفاف وتبدلات المناخ، إضافة للحرائق التي زادت على مأساة الواقع.

فمع نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة بات الجفاف هو المشكلة الأكبر، وأصبح فقدان بعض المحاصيل صورة واضحة في مزروعاتنا، فهل لفت نظر أحدنا غياب مادة الذرة البيضاء، وأنها تقلص حضورها إلى الحدود الدنيا بسبب درجات الحرارة غير المناسبة، هذا الواقع لاشك يؤثر على الأمن الغذائي والحياة اليومية، وخاصة واقع المياه.

باختصار.. يمكن القول: نحن كمجتمع، تقع علينا مسؤولية كبيرة يجب أخذها بعين الاعتبار لناحية الترشيد في الطاقة والمياه وتقليص وسائل الهدر، واعتماد سياسة حسن التدبير، لنبقى على قيد التوازن لفترة طويلة على الأقل في ظل الظروف التي نواجهها كمؤسسات وأفراد.

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية