أن تصنع أنموذجاً مصغراً لسوريا الجامعة لأبنائها، وترى في التنوع ثروة، وفي العطاء المشترك هوية سوريا، هو إنجاز حقيقي استطاعت دورة دبلوم الإدارة الاستراتيجية والتحريرية في المؤسسات الإعلامية تحقيقه، في مرحلة صاخبة بالمتغيرات، التي يضع المتربصون بنا أصابعهم الخفية، لإشعالها بنار الفتنة، وإبعادها عن الهدف الوطني الأسمى في وحدة السوريين ونهوضهم.
بالنسبة لي اعتبر نفسي محظوظة بحضور هذا التدريب الاحترافي، بعد جمود استهلك معارفنا سنوات طويلة، من دون اهتمام بتوفير سبل مواكبة مستجدات العمل، الذي اعتمد على جهود فردية، وسط ضغوطات معيشية ومهنية قاهرة.
وقد جاء ضمن سلسلة برامج تدريبية، حرصت على توفيرها مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، ومؤسسات الإعلام الوطني بالتنسيق مع الأكاديمية السورية للتدريب والاستشارات، لتفتح آفاق نقلة نوعية، تعيد ثقة الإعلاميين بقدراتهم، وثقة الجمهور بالإعلام، من خلال إعادة ترتيب الأولويات التحريرية، باتجاه نبض الشارع، وبناء خطاب إعلامي مسؤول يصل إلى العالم عبر أدوات انتشار متطورة.
خصوصية هذه الدورة أنها نجحت في حوكمة الآراء والرؤى بشفافية، أجمع المتدربون على أنها -وإن بدت متباينة، نتيجة ظروف ندركها جميعاً، إلا أن الإدارة الرشيدة التي جسدها المدرب أكرم الأحمد باحتواء حوارات مسكونة بوجع الوطن، أثبتت نجاحها في الوصول إلى تآلف مهني، استطاع من خلاله ثلاثون إعلامياً، من مؤسسات حكومية وثورية، العمل على مشاريع تخرج مشتركة، ما جعل من التدريب مشروعاً وطنياً يعيد تعريف الممكن، في بلد أنهكته الحروب، وهو يتطلع إلى نهضة شاملة للإعلام المحوكم، فيها دور حيوي، من خلال سياسات تحريرية، كان قد أعلن عن ملامحها رئيس تحرير صحيفة الثورة الأستاذ نور الدين الإسماعيل عبر اجتماعاته، لتوضيح الرؤية الاستراتيجية، والقيم التي توحّد الأهداف تحت سماء الوطن.