المنتدى السوري – السعودي..يختصر المراحل للتعافي الاقتصادي ويحرك الركود في سوق العمل
الثورة – عبد الحميد غانم:
أكد الباحث الاقتصادي الدكتور أحمد السليم أن المنتدى السوري السعودي الذي تستضيفه دمشق يعد خطوة جدية وفعلية إضافية في الطريق الاستثماري على المدى الاستراتيجي الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، ومن أعلى المستويات السياسية منذ اليوم الأول للتحرير.
عمق استراتيجي
وقال السليم في تصريح لـ”الثورة”: إن المملكة كانت الوجهة الأولى للرئيس أحمد الشرع بعد التحرير، ما يؤكد العمق الاستراتيجي الذي تريده القيادة السورية في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما هو أفضل من أن تكون المملكة هي الظهير الاقتصادي والاستثماري لسوريا في المرحلة القادمة وخصوصاً في هذه السنوات التي تشهد فيها بلاد الحرمين نهضة اقتصادية ضمن رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعام 2030.
ولفت إلى أن المنتدى السوري السعودي الذي سبقه العديد من خطوات التعاون بين البلدين على جميع المستويات، ولاسيما على المستوى الاقتصادي، فقد أبدت السعودية كماً كبيراً من الدعم، وأبدت العديد من بوادر حسن النية كانت من أهمها تسديدها بالتعاون مع دولة قطر تسديدات سوريا للبنك الدولي التي بلغت نحو 15 مليون دولار، ما مكن الأخير من استئناف نشاطاته في سورية بعد انقطاع دام لأكثر من 14 عاماً.
وبين السليم الدور الفاعل لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوضع كل ثقل المملكة في رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، ما ساهم في كسر الجمود الاقتصادي والاستثماري الذي كان سائداً في سوريا، وصولاً لتوجيه من ولي العهد وبرعاية وزارة الاستثمار السعودية ممثلة بالوزير خالد الفالح بانطلاق المنتدى السوري السعودي بمشاركة وفد من المستثمرين السعوديين بلغ أكثر من 130 مستثمراً ورجل أعمال، إضافة لممثلين عن القطاع العام والخاص.
حدث كبير
وقال السليم: لن تتأخر نتائج اليوم الأول من هذا الحدث الاقتصادي والاستثماري الكبير، إذ دشن وزير الاستثمار السعودي أول مصنع للإسمنت الأبيض في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق بتكلفة استثمارية تبلغ 100 مليون ريال سعودي، وبطاقة إنتاجية تبلغ 150 ألف طن سنوياً، وذلك بهدف دعم قطاع الاسمنت وتوفير فرص أكبر ووتيرة أسرع في مرحلة إعادة الإعمار الذي تنتظرها سورية بدءاً من شهر كانون الأول القادم.
ولفت إلى أهمية الإعلان عن إطلاق مشروع برج الجوهرة العقاري للأعمال والتجزئة على مساحة 25 ألف متر مربع بتكلفة استثمارية 100 مليون دولار متضمناً 15 طابقاً للوحدات الفندقية إضافة لتخصيص 1300 متر كمساحات للبيع بالتجزئة.
تنوع استثماري
وأشار السليم إلى أنه هناك ما يقارب من نحو نصف مليار ريال سعودي سيتم البدء باستثمارها في سوريا على الفور، ما يدل على جدية القرار الاستثماري والاستراتيجي التي جاءت به المملكة العربية السعودية، إضافة للتنوع الكبير في طبيعة الاستثمارات التي يحملها الوفد السعودي الذي من الواضح أنه يخطط لضخ مليارات الريالات في قطاعات الطاقة والاتصالات وتقنية المعلومات والعقارات والصناعات التحويلية ونقل الخبرة السعودية خصوصاً في السنوات الأخيرة في جميع المجالات إلى الأراضي السورية.
ونوه بأن من يهتم بالاقتصاد يدرك بشكل مؤكد أهمية هذه الخطوة الجبارة التي قامت بها الحكومة السورية بدعم من المملكة.
وبين أنه على الصعيد الاستثماري، من الواضح أن هذا المنتدى يعطي رسائل واضحة وجلية للمستثمرين سواء على الصعيد الفردي أم على المستوى الحكومات أن سوريا في الطريق الصحيح نحو توفير بيئة استثمارية آمنة ومستقرة وتسريع عملية استقطاب رؤوس الأموال الكبيرة للنهوض بسوريا الجديدة، واختصار المراحل باتجاه اقتصاد متعاف في طريق النمو والرخاء الذي ينعكس على المستثمر والمواطن السوري على حد سواء.

شراكة وثقة
وأكد السليم أن هذا المنتدى جاء بعد أيام قليلة من القرار الصادر من السفارة السعودية في دمشق المتعلق بإتاحة تراخيص السفر للراغبين من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين والسوريين، بما يسمح لهم تبادل الزيارات واستكشاف الفرص الاستثمارية في كلا البلدين.
مشيراً إلى أن هذا القرار جاء ليعطي مؤشرات واضحة على حجم الثقة من المملكة العربية السعودية في سوريا الجديدة وتوفير كل ما يلزم لتأسيس شراكة استثمارية تعود بالنفع على الجميع في البلدين.
مشيراً إلى أن هذا القرار جاء ليعطي مؤشرات واضحة على حجم الثقة من المملكة العربية السعودية في سوريا الجديدة وتوفير كل ما يلزم لتأسيس شراكة استثمارية تعود بالنفع على الجميع في البلدين.
قاعدة استثمارية
وفي السياق نفسه، تطرق السليم لتصريح وزير الإعلام السوري، أن هذه الاستثمارات ستوفر 50 ألف فرصة عمل للشباب السوري في جميع مراحل هذه العمليات الاستثمارية، الأمر الذي يحرك المياه الراكدة في موضوع البطالة، إذ يشغل الكثير من أصحاب الكفاءات السورية والخريجين الجدد من جميع الاختصاصات في الجامعات السورية ويفتح لهم أبواب التدرج في مسيراتهم المهنية بعد التخلص من سنوات المحسوبيات وتهميش الكفاءات، إضافة لتشجيع السوريين المغتربين للعودة لبلادهم والاستفادة على المستوى الشخصي، والمستوى الوطني من خلال بناء الاقتصاد السوري الحديث.
وشدد السليم على أن المنتدى السوري السعودي وجه رسائل مباشرة وفي عدة اتجاهات لعل أبرزها التأكيد بشكل عملي ووفق خطوات فعلية أن المملكة العربية السعودية هي العمق العربي الأكبر لسوريا الجديدة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية، وبأنها لن تألو جهداً في مساعدة الشعب السوري على بناء وطنه وتقديم يد العون على شكل استثمارات كبرى للتسريع بخطوات النهوض الاقتصادي وتأسيس قاعدة استثمارية متينة في سوريا يمكن البناء عليها بشكل كبير في قادم الأيام.