المنح الدراسية…حظ.. فرصة.. أم نتيجة للمجهود معاون وزير التعليم لـ الثورة: الشفافية بالمفاضلة
تمثل المنح الدراسية حلماً يقود الطلاب وعائلاتهم إلى آفاق أوسع، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، لكنها في الوقت ذاته، كانت تعاني من مظاهر الواسطة، والمحسوبية، وغياب الشفافية، ما أجهض أحلام الكثيرين وأقصى حقوق المبدعين والمجتهدين.
واليوم، في مرحلة ما بعد التحرر، يتغير المشهد، وتتبدل المعايير، لكن هل استطاعت المنح أن تعبر عن طموحات جيل يسعى لإعادة بناء وطنه وتحقيق ذاته، أم لا تزال أمام تحديات تتطلب الإصلاح والشفافية؟
شهادات طلاب
أما عن قصتها الشخصية، تابعت بالقول: لم أتمكن من الحصول على منحة رغم تفوقي ومعدلي العالي، فيما حصل عليها طالب آخر من عائلة أحد المسؤولين في الحكومة السابقة، ومعدله لا يخوله لأن يحصل على أي شيء، فما بالكم المنحة.
في ذات السياق اعتبر أحمد مسعود- طالب جامعي في كلية الصيدلة، أن المنحة الدراسية كانت في زمن سبق التحرير عبارة عن حيازة لأحد أقارب المسؤول أو شخص ذي نفوذ، وأنه لم يجد الفرصة على الرغم من كونه من الأوائل في الثانوية.
والدته تقول: كنت أتابع دائماً أخبار المنح، وكنت أسمع أن الكثير من الطلاب يفوزون بها بوساطة أو محسوبية، وليس على أساس الكفاءة، مما كان يحبطنا ويجعلنا نخشى ألا يحصل أبناؤنا على حقوقهم، ولم نحصل فعلاً.
على المقلب الآخر، أكدت الطالبة لانا العلي، أنها حصلت على المنحة الدراسية بعد اجتيازها الناجح للامتحانات والتحصيل الدراسي الممتاز الذي حققته وتقول: لقد حصلت على معدل دراسي عال يعكس التزامي وجهودي، ما أهلني للحصول على المنحة بشكل مستقل، من دون أي وساطة أو تدخل خارجي.
حالات كثيرة نسمعها هنا وهناك، نعم متباينة، لكن أغلبها يؤكد الفساد الذي كان قائماً وتحديداً بما يخص المنح الدراسية، الأمر الذي دفعنا لمعرفة واقع التعليم العالي بعد التحرير.
تحولات جوهرية
قرارات حاسمة
رقمنة وإصلاحات تشريعية
ربط الجامعات بسوق العمل
وحول ملف المنح الدراسية، يؤكد د. الخالد أن سوريا شهدت بعد التحرير تنوعاً غير مسبوق في مصادر المنح، سواء داخلية أم خارجية..
معايير دقيقة لضمان العدالة

عقبات الوصول إلى الفرص
وعن سُبل الدعم المالي، أوضح الخالد أن الجامعات الخاصة تقدم منحاً مجانية بنسبة 5 بالمئة من عدد طلابها لوزارة التعليم العالي، وتُعلن عنها ضمن المفاضلة العامة، وأضاف: “توجد بعض المبادرات الفردية من المغتربين السوريين أو جهات محلية لتقديم الدعم”.
مستقبلاً.. توسيع فرص المنح
وفي معرض حديثه عن تطوير برامج المنح، يوضح د. الخالد أنه يمكن تحسين وتوسيع برامج المنح من خلال إعادة تفعيلاتفاقيات التعاون الثقافي السابقة مع الدول، وتوقيع اتفاقيات جديدة مع دول أو مؤسسات تعليمية دولية، وأيضاً دعم مبادراالجاليات السورية في الخارج والمغتربين الراغبين بالمساهمة، لكنه أقرّ بوجود بعض الإخفاقات، وتم تقديم منح في الأعوام الأخيرة من دول مث الهند، لكنها واجهت بعض الصعوبات، ولم يُعترف ببعض الجامعات التي أُرسل الطلاب إليها، ما أدى إلى مشكلات في معادلة الشهادات، مؤكداً أن الوزارة تسعى لتجاوز هذه العقبات وضمان الاعتماد الأكاديمي للمنح المستقبلية.وحثّ معاون الوزير القطاع الخاص والمنظمات الدولية على المساهمة في دعم التعليم العالي في سوريا، من خلال تقديم منح تعليمية للطلاب في الداخل، ودعم برامج تبادل علمي وأكاديمي، بالإضافة إلى المساعدة في بناء القدرات الأكاديمية والتقنية للجامعات السورية، والتعاون مع الوزارة لتحديد احتياجات القطاع والعمل المشترك على معالجتها.
المنح تصنع الفارق
وفي ختام حديثه، شدد معاون وزير التعليم على أهمية المنح في تغيير مصير الطلاب قائلاً: المنح تُمثل فرصة حقيقية للطلاب لمتابعة تعليمهم وتحسين مستواهم الأكاديمي، وهي تساهم بشكل فعّال في رفع سوية التحصيل العلمي والاستمرار في الدراسة، خاصة لمن يواجهون صعوبات مادية.
وأضاف: توجد علاقة مباشرة بين نوعية المنح والمستوى العلمي أو فرص التوظيف المستقبلية، فبعض المنح قُدمت من جامعات محدثة أو غير معترف بها، ما أدى لصعوبة في معادلة الشهادات لاحقاً، مشدداً على أن الوزارة تحرص على ضمان الاعتمادية والجودة في كل منحة تُقبل رسمياً.