كيف نتجاوز قلق انتظار نتائج الشهادة الإعدادية؟

الثورة – رزان أحمد:

مع اقتراب موعد إعلان نتائج امتحانات الشهادة الاعدادية، تعيش آلاف الأسر السورية مشاعر متباينة، يختلط فيها الترقب بالأمل، والقلق بالحلم، والتوتر بالإيمان في قدرة الأبناء على النجاح.

 

هذه المرحلة التعليمية تُعدّ مفصلية في حياة الطالب، إذ تمثل أول اختبار لمرحلة تعليمية رسمية طويلة على مستوى الدولة، وتفتح من خلالها باب الانتقال إلى التعليم الثانوي أو المهني..

لكن، وسط هذا الزخم تبرز تساؤلات مهمة، حول ما الأثر النفسي لهذه المرحلة؟.

وكيف يمكن للأسرة والمجتمع أن يتعاملا معها بتوازن تربوي بعيداً عن الضغط والمبالغة؟.

في ذلك تقول الخبيرة التربوية وصال علي في حديث لصحيفة الثورة: إن قلق ما قبل النتائج يحمل مشاعر ثقيلة وتساؤلات بلا أجوبة، ويعيش الطالب في الأيام التي تسبق صدور النتائج حالة من التوتر الداخلي، يعجز في كثير من الأحيان عن التعبير عنها، حيث يخوض مع نفسه حواراً يومياً يتساءل فيه: “ماذا لو لم أنجح؟.ما ردة فعل أهلي؟.

هل خيّبت ظنهم؟”وتابعت: هذه التساؤلات لا تترك له مجالاً للراحة، وتجعله في حالة توتر، تؤثر على نومه، شهيته، وحتى قدرته على التفاعل مع الآخرين، فيبدو عصبياً، مشتت الذهن، سريع الانفعال، ويفضل العزلة أحياناً على الجلوس مع العائلة أو الأصدقاء.

دور الأهل دعم لا لوم

و نوهت الخبيرة علي بأنه يظهر هنا الدور المحوري للأهل، فهم الضوء الذي ينير درب الأبناء في اللحظات المعتمة، وعليهم أن يدركوا أن دعمهم النفسي في هذه المرحلة لا يقلّ أهمية عن متابعتهم الدراسية.

وأوضحت أنه في مرحلة ما قبل صدور نتائج الشهادة سواء الإعدادية أم الثانوية يجب على الأهل تقديم كلمات إيجابية تخفف من التوتر، وتمنح الطالب شعوراً بالطمأنينة، كذلك الابتعاد عن التوبيخ أو المقارنة أو إطلاق الأحكام المؤلمة مثل كلمة “فاشل” أو “خيبت آمالنا”.

وتنصح الخبيرة علي الأهل بتوفير بيئة هادئة، تشجع على الراحة النفسية لا على تصعيد القلق، ومشاركة الطالب لحظات الترقب بالأمل، لا بالخوف والتهديد، وإشغال وقت الطالب بأنشطة خفيفة أو رياضية لتخفيف وطأة الانتظار.

سلوكيات يجب ملاحظتها مبكراً

وتشير إلى أنه في كثير من الأحيان، يظهر على الطالب قبل صدور النتائج عدد من السلوكيات التحذيرية مثل: فقدان التركيز أو كثرة النسيان، والأرق أو اضطرابات النوم، والعصبية المفاجئة أو تقلبات المزاج، الانسحاب الاجتماعي “الانطواء”.

تلك العلامات، بحسب الخبيرة التربوية، لا تعني تمرداً، بل نداء استغاثة نفسي يجب أن يُقابل بالاحتواء والتفهّم، لا بالعقاب أو التجاهل.

وعن المجتمع حين تتحول النتيجة إلى مقياس قيمة الطالب تؤكد الخبيرة علي من المؤسف أن بعض شرائح المجتمع تبالغ في تقديرأهمية هذه المرحلة، معتبرة أن نتيجة الصف التاسع هي الحاسمة لمستقبل الطالب، فتبدأ المقارنات، الشماتات، والضغوط الاجتماعية التي ترهق الطالب والأسرة معاً.

لكن الحقيقة التربوية، والكلام للخبيرة التربوية إن الشهادة الإعدادية محطّة مهمة وليست نهاية الطريق، وفرصة لتعلم المسؤولية والانضباط، كذلك مساحة لتقييم الذات، لا للحكم عليها، كما أن نتيجة الطالب لا تعني نجاحه الأبدي أو فشله الأبدي، بل هي انعكاس لمرحلة يمكن البناء عليها وتحسينها لاحقاً.

وإذا لم تكن النتيجة مرضية ماذا بعد؟..

هنا تجيب أنه على الأهل أن يتعاملوا مع النتيجة أياً كانت، كفرصة للتقييم، لا للإحباط، وعليهم احتواء مشاعر الطالب، وسؤاله: ما التحديات التي واجهتك؟. كيف يمكننا مساعدتك في المرحلة المقبلة؟.

ومن المهم هنا تجنب الصراخ والغضب، وتعزيز ثقته بنفسه، والقول له: “أنت بذلت جهدك، ونحن نثق بك”، عدم مقارنته بالآخرين، والتركيز على خطط التحسين للمستقبل لا على جلد الذات.

ولتحسين نفسية الطلاب، وتقليل الضغط النفسي في هذه المرحلة، هنا تنصح الخبيرة علي الحديث بصوت هادئ ومليء بالتعاطف، واستخدام كلمات تشجيعية مثل: “أنا فخور بك” .. “أنا أثق بك” ..”كل خطوة تقربك من حلمك”.

كذلك إدخال الموسيقا الهادئة ضمن أوقات الراحة، والاهتمام بالغذاء الصحي والنوم الكافي، وممارسة الرياضة، ولو لمدة بسيطة يومياً.

لنُعدّل بوصلتنا المجتمعية

وتنوه بأن الشهادة الإعدادية مرحلة مهمة، لكن ليس الحَكَم النهائي على قدرات الطالب أو على مستقبله، وهي مقياس أولي، فرصة للتعلم، ومساحة لاكتشاف الذات، وعليه يجب أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع هذه المرحلة، كمجتمع وأسر، وأن نُبدّل الضغوط الزائدة بمزيد من الثقة، والدعم، والتوجيه الواعي.

وفي الختام نقول: أبناؤنا لا يحتاجون نتائج كاملة بقدر ما يحتاجون قلوباً كاملة تحتضنهم في النجاح.

آخر الأخبار
المئات من أهالي العنازة بريف بانياس يقولون كلمتهم: سوريا واحدة موحدة ويجمعنا حب الوطن مشاركة لافتة للمغتربين في "كيم أكسبو".. أثبتوا جدارتهم في السوق الدولية فرنسا تلغي مذكرة التوقيف بحق المخلوع  الأسد وسط تصاعد المطالبات بالمحاسبة الدولية فعاليات من اللاذقية لـ"الثورة": سيادة القانون والعدالة من أهم مرتكزات السلم الأهلي وزير الاستثمار السعودي يطلع على الموروث الحضاري في متحف دمشق الوطني مذكرة تفاهم سياحي بين اتحاد العمال وشركة "لو بارك كونكورد" السعودية كهرباء ريف دمشق تتابع إصلاح الأعطال خلال يوم العطلة وزير الاستثمار السعودي يزور المسجد الأموي محافظ درعا: استقبلنا نحو 35 ألف مهجر من السويداء ونعمل على توفير المستلزمات باريس تحتضن اجتماعاً سورياً فرنسياً أمريكياً يدعم مسار الانتقال السياسي والاستقرار في سوريا فيصل القاسم يدعو إلى نبذ التحريض والتجييش الإعلامي: كفانا وقوداً في صراعات الآخرين الحفاظ على السلم الأهلي واجب وطني.. والعبث به خيانة لا تغتفر  الأمن الداخلي يُجلي عائلة أردنية علقت في السويداء أثناء زيارة لأقاربها "الصمت الرقمي".. كيف غيّرت وسائل التواصل شكل الأسرة الحديثة؟  عودة اللاجئين السوريين.. تحديات الواقع ومسارات الحل  نائبة أميركية تدعو لإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة وئام وهاب… دعوات للعنف والتحريض الطائفي تحت مجهر القانون السوري الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتعتبرها خطوة حاسمة لتعافي البلاد الاستثمار السعودي حياة جديدة للسوريين ..  مشاريع استراتيجية لإحياء العاصمة دمشق  الباحثة نورهان الكردي لـ "الثورة": الاستثمارات السعودية  شريان حياة اقتصادي لسوريا