مشاتل غراس وبساتين في زراعة اللاذقية.. مزارعون لـ”الثورة”: وجهتنا المشاتل الخاصة

الثورة – سهى درويش:

تعتبر الغراس الزراعية داعماً مهما للقطاع الزراعي الذي يُعد من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.. وتكمن أهمية الغراس سواء كانت للأشجار المثمرة أو المحاصيل الحقلية، في تأمين الغذاء للسكان، وتخفيف الاعتماد على الاستيراد الخارجي، مما يعزز الأمن الغذائي، وتنمية المناطق الريفية.

ومن هنا تبرز ضرورة دعم المزارعين وتوفير الغراس بنوعية جيّدة، وتحديداً في محافظة اللاذقية الغنية بالموارد الطبيعية والمناخية التي تجعلها بيئة خصبة للنشاط الزراعي، وركيزة أساسية في حياة سكانها واقتصادها المحلي.

وعلى الرغم من الدعم الحكومي للمشاتل الزراعية التابعة لمديرياتها، إلا أن بعض المزارعين لا تزال وجهتهم إلى القطاع الخاص لتأمين شتولهم الزراعية، مما يثير الاستفسار عن الأسباب التي جعلت المزارع يرغب بالشراء من المشاتل الخاصة.

توفير الغراس المتنوعة

مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية تولي اهتماماً كبيراً لدعم المزارعين بمستلزمات العملية الزراعية، ومنها الشتول الزراعية وفق ما بيّنه رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية الدكتور عمار ناصر لـ”الثورة “، موضحاً المتابعة المستمرة لحالة الغراس وتتبع تنفيذ الخطة الإنتاجية، وأن هناك ستة مراكز زراعية لإنتاج الغراس وأربعة بساتين أمهات.

وبين أنه تختلف هذه المراكز بأنواع الغراس المنتجة فيها، فهناك مركزان لإنتاج غراس الزيتون، وهما مركزا (بوقا، والهنادي زيتون) وهي تنتج أصناف (الخضيري، الدرملالي، الصوراني،السكري، القيسي).. أيضاً هناك مركزان لإنتاج الحمضيات (فديو، والهنادي حمضيات) وهي تنتج مجموعة البرتقال (أبو صرة، يافاوي، فالنسيا، دموي ) ومجموعة الحامض (ماير، انتردوناتو، موناكيلو، سانتا تريزا) ومجموعة اليوسفي (كلمنتين، ساتزوما، هجن، مندلينا)، ومجموعة الكريفون ( الأحمر، والأبيض) والبوميلو، والكمكوات والزفير.

وأضاف الدكتور ناصر: إنه يوجد مركزان متخصصان بإنتاج الغراس المتنوعة (تفاح، إجاص، خوخ، مشمش، كرمة، تين ، رمان، كيوي، عناب، أكدنيا، أفوكادو، جوز، كاكي، وردة شامية).

آلية الاكتتاب

وأشار الدكتور ناصر أن الاكتتاب على الغراس يبدأ من ٨/١٥ من كل عام ولنهاية موسم التشجير عن طريق القطاع التعاوني بالاكتتاب في الجمعيات التعاونية وفق الخطة الإنتاجية لكل جمعية في كل قرية للفلاحين الراغبين بالاكتتاب على الغراس لزوم الترقيع أو الزراعة وفق نموذج جداول وزارية، ويتم التنظيم الزراعي باسم الجمعية بناءً على محضر اجتماع للجمعية مصدّق من الرابطة الفلاحية ورئيس اتحاد الفلاحين، على أن يتم موافاة مديرية الزراعة/ دائرة الشؤون الزراعية والوقاية بالنسخة الأصلية لهذه المحاضر متضمنة القوائم الاسمية للمكتتبين ولكل جمعية على حدة في بداية الشهر العاشر ومصدقة أصولاً و باسم المعتمد المفوض.

أو عن طريق القطاع الفردي إذ يتم الاكتتاب للإخوة غير التعاونيين لدى الوحدات الإرشادية التابعين لها في كل منطقة على أن يتضمن طلب الاكتتاب معلومات وفق جداول وزارية أيضاً، حيث يتم الكشف من قبل المهندس الزراعي في القرية ورئيس الوحدة الإرشادية وعلى مسؤوليتهما يتم التأكد من صحة البيانات وصلاحية الأرض للزراعة ويتم إفراغ الطلبات ضمن جداول وترسل الجداول عن طريق دوائر المناطق إلى دائرة الشؤون الزراعية والوقاية.

مواسم البيع

أوضح رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية أن موسم بيع الغراس للإخوة المزارعين يبدأ في الأول من شهر كانون الأول من كل عام ويستمر حتى نهاية الشهر الثالث للزيتون والحمضيات، ولغاية 10 آذار بالنسبة للغراس المتنوعة، ويتم البيع بموجب قسائم معتمدة من الوزارة يركز فيها معلومات المزارع والقرية والوحدة الإرشادية التابع لها وعدد الغراس، ووفق التنظيم الزراعي أصولاً، على أن يتم البيع من الغراس المدورة أولاً ثم الحديثة، أو بموجب البطاقة العائلية بواقع ٥٠ غرسة لكل بطاقة من أجل عمليات الترقيع والحدائق المنزلية.

تحميل أنواع على المطلوب

المزارع أحمد صالح يفضل الشراء من المشاتل الخاصة لعدة أسباب، كونه يأخذ الغراس التي يفضّل زراعتها بأرضه ذات الجدوى الاقتصادية من دون تحميل غراس لا يرغب بشرائها كما يحدث في مديرية الزراعة، إضافة إلى وجود مشاتل كثيرة ،مما يساهم في التنافس بينها من حيث الجودة والسعر.

أحد أصحاب المشاتل الخاصة بين أن الإقبال على شراء الشتول هذا العام ضعيف بسبب الجفاف، والتوّجه نحو زراعة الزيتون والتيل الفرنسي الورقي، لسهولة إروائها.

وأضاف: إن أبرز أسباب الشراء من المشاتل الخاصة هو النوعية الجيّدة والسعر حسب كل شتلة وحجمها، ومن مصلحة صاحب المشتل أن تكون غراسه منتجة ونوعية خالية من العيوب حفاظاً على تجارته من الخسارة، وأغلب المشاتل الخاصة تكفل التبديل في حال كانت الغراس غير صالحة للزراعة، وهو ما لا نجده في القطاع العام.

 

أسعار الشتول

وبالمقارنة بين أسعار المشاتل الخاصة والعامة، تنوعت أسعار الشتول العام الماضي للقطاع الخاص حسب كل غرسة وفق ما بينه عدد من المزارعين، فالليمون الحامض سعر غرسته تراوح من ٤ إلى ٧ آلاف ليرة، أما الزيتون من ١٠ إلى ١٢ ألف ليرة، والتفاحيات من ٧ إلى ١٠ آلاف ليرة ،والتيل الفرنسي الورقي من ٣ إلى ٤ آلاف ليرة.

أما الأفوكادو الذي يشهد إقبالاً كبيراً على زراعته فقد سجّل من ٥٠ إلى ١٠٠ ألف ليرة للغرسة.

وعلى الرغم من انخفاض أسعار الشتول في مديرية الزراعة إلا أن تحميل أنواع على حساب أنواع أخرى وعدم انتقاء الغراس برغبة المزارع، مما قد يحمّله خسارة في الإنتاج يتلافاها بشرائه من المشاتل الخاصة، ويبتعد عن الإجراءات الإدارية المتبعة التي تجهد المزارع بشروطها، إضافة لتخفيض أجور نقل هذه الشتول عند شرائها من مشاتل قريبة من الأراضي الزراعية، والتي تُحمّل على سعر الشتلة.

أخيراً..
وفي ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه سوريا، يبرز الاهتمام بالغراس الزراعية كأحد الحلول الاستراتيجية لإعادة إحياء القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، فالغراس ليست مجرد شتلات تزرع في التربة، بل هي استثمار طويل الأمد في مستقبل البلاد الزراعي، وما نأمله توفير مستلزمات العملية الزراعية بيسر لدعم هذا القطاع الاقتصادي الهام.

آخر الأخبار
المئات من أهالي العنازة بريف بانياس يقولون كلمتهم: سوريا واحدة موحدة ويجمعنا حب الوطن مشاركة لافتة للمغتربين في "كيم أكسبو".. أثبتوا جدارتهم في السوق الدولية فرنسا تلغي مذكرة التوقيف بحق المخلوع  الأسد وسط تصاعد المطالبات بالمحاسبة الدولية فعاليات من اللاذقية لـ"الثورة": سيادة القانون والعدالة من أهم مرتكزات السلم الأهلي وزير الاستثمار السعودي يطلع على الموروث الحضاري في متحف دمشق الوطني مذكرة تفاهم سياحي بين اتحاد العمال وشركة "لو بارك كونكورد" السعودية كهرباء ريف دمشق تتابع إصلاح الأعطال خلال يوم العطلة وزير الاستثمار السعودي يزور المسجد الأموي محافظ درعا: استقبلنا نحو 35 ألف مهجر من السويداء ونعمل على توفير المستلزمات باريس تحتضن اجتماعاً سورياً فرنسياً أمريكياً يدعم مسار الانتقال السياسي والاستقرار في سوريا فيصل القاسم يدعو إلى نبذ التحريض والتجييش الإعلامي: كفانا وقوداً في صراعات الآخرين الحفاظ على السلم الأهلي واجب وطني.. والعبث به خيانة لا تغتفر  الأمن الداخلي يُجلي عائلة أردنية علقت في السويداء أثناء زيارة لأقاربها "الصمت الرقمي".. كيف غيّرت وسائل التواصل شكل الأسرة الحديثة؟  عودة اللاجئين السوريين.. تحديات الواقع ومسارات الحل  نائبة أميركية تدعو لإنهاء "الإبادة الجماعية" في غزة وئام وهاب… دعوات للعنف والتحريض الطائفي تحت مجهر القانون السوري الأمم المتحدة ترحب برفع العقوبات عن سوريا وتعتبرها خطوة حاسمة لتعافي البلاد الاستثمار السعودي حياة جديدة للسوريين ..  مشاريع استراتيجية لإحياء العاصمة دمشق  الباحثة نورهان الكردي لـ "الثورة": الاستثمارات السعودية  شريان حياة اقتصادي لسوريا