الثورة – فؤاد مسعد:
العدالة الانتقالية أولوية تسبق تحقيق السلم الأهلي، ودوران عجلة الاقتصاد يكسر كلَّ عصا انفصالية في طريق السلم الأهلي، هذا ما أكده المخرج غزوان قهوجي في حديثه لصحيفة الثورة عن أهمية السلم الأهلي، وضرورة ترسيخ ثقافة الانتماء والتجذر بالأرض وحب الوطن.
ويتابع قائلاً: “للأسف خلّف سقوط النظام البائد انقسامات اجتماعية وسياسية بسبب كثرة عدد المنتفعين منه في الداخل أولاً، وبسبب طبيعة تكوين الشعب السوري وتعدد مكوناته، ومن هنا تظهر الحاجة الى بناء جسور الثقة بين الأطراف المختلفة، وهي مسؤولية الدولة الجديدة تجاه الشعب، ويكون ذلك أولاً بتحقيق العدالة الانتقالية ثم إعادة بناء الهوية الوطنية المشتركة”.
وعن دور المبدع في ذلك، يقول: “يلعب الفنان والمثقف دوراً مهماً من خلال إعادة صياغة الخطاب العام، ونقد العنف والتطرف، وتعزيز الوعي التاريخي والمساهمة في إنتاج أفكار إصلاحية، فعلينا استخدام الفن كأداة للتقارب من خلال إبراز قصص التعايش والمصالحة في أعمالنا، وعلينا التعاون مع الدولة في تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تجمع أطياف المجتمع السوري في مساحة حوارية وابداعية، ولا بأس بفن يسخر من العنف ويقدم السلام كقيمة أكثر جاذبية للناس”.
ويشير إلى أن النظام البائد بذل جهده من خلال منظومات فساده في إنتاج مثقف بوق مغلف بإيديولوجيا هشة، وتحول هذا النتاج بعد التحرير الى خطاب شعبوي طائفي تحريضي، عبر استخدام النظام المخلوع لمؤسسات الدولة الثقافية كمنابر ومصانع لهذا النتاج الهش، يقول: “أعتقد أن علينا استخدام مؤسساتنا الثقافية والفنية اليوم لإعادة إنتاج جيل مثقف حر، فالعمل على بناء الإنسان هو الاستراتيجية ذات الديمومة الأطول من العمران وله الأولوية”.
وينهي كلامه بالتأكيد على أن القوة الناعمة “الثقافة والفنون” تدعم كل ما سبق على التوازي، ولكن المطلوب من الفن اليوم المساعدة في بناء دولة جديدة.