حين يصبح الخوف من تناول الدواء النفسي ظاهرة.. د. ميسم وطفي: العلاج النفسي تعديل للأفكار السلبية المشوهة

الثورة – فادية مجد:

كثير من المرضى يخافون من تناول الدواء النفسي أو العلاج بجلسات نفسية، والسبب المتعارف عليه أن مجتمعاتنا لا تزال تعاني من وصمة تجاه الصحة النفسية، إذ يتم نعت المريض بأنه غير سوي عقلياً، أضف لذلك المخاوف من قبل المرضى أنفسهم، وخشيتهم من تناول الدواء النفسي أو حتى العلاج النفسي، لاعتقادهم أن تناول الدواء قد يجعلهم مدمنين. فما أسباب الخوف من تناول الدواء والعلاج.. وما طرق العلاج النفسي وكيفية الاستخدام الآمن لتناول الدواء؟

لتسليط الضوء على ذلك تواصلنا مع الدكتورة ميسم وطفي- دكتوراه في تربية الطفل- اختصاص إرشاد وصحة عقلية، والتي بدأت حديثها بالقول: يُعرف الخوف من تناول الدواء علمياً، باسم اضطراب القلق المرضي أو Nosophobia، والذي يتمثل في خوف مفرط، وغير منطقي من الإصابة بمرض نفسي أو جسدي، حتى من دون وجود أعراض واضحة، وقد يترافق مع نوبات هلع، توتر دائم، وسواس، أو تجنب الأماكن الاجتماعية، خوفاً من الإصابة أو من نظرة الآخرين.

العلاج السلوكي المعرفي

وبينت د. وطفي أن هناك مجموعة أسباب تتمثل بتجارب سابقة مؤلمة أو مشاهدة أحد أفراد الأسرة يعاني من مرض نفسي، والوصمة المجتمعية المرتبطة بالعلاج النفسي أو تناول الأدوية، والتعرض المفرط للمعلومات الطبية عبر الإنترنت أو وسائل الإعلام، والقلق العام أو الاكتئاب أو اضطرابات الوسواس القهري.

وعن العلاج النفسي ودوره أكدت أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو من أكثر الأساليب النفسية فعالية في معالجة الاضطرابات النفسية، ويعتمد على الربط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات، لتغيير الأنماط السلبية التي تؤثر على الصحة النفسية، مبينة أن أبرز أدواره في العلاج النفسي هي تعديل الأفكار السلبية، حيث يساعد الفرد على التعرف إلى الأفكار المشوهة، التي تؤدي إلى القلق أو الاكتئاب، ثم استبدالها بأفكار أكثر واقعية وتفاؤلاً، وتحسين السلوكيات غير الصحية من خلال فهم العلاقة بين التفكير والسلوك، عبر تدريب الشخص على تبني سلوكيات أكثر إيجابية، وتعزيز مهارات التكيف، ومواجهة المخاوف تدريجياً من خلال استخدام أسلوب “التعرض التدريجي”، لمساعدة الأشخاص على التغلب على الرهاب واضطرابات القلق.

وعن أهم الاضطرابات التي يعالجها.. ذكرت د. وطفي أن أهم الاضطرابات هي الاضطراب النفسي، مثل الاكتئاب، حيث يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تعديل التفكير السلبي وتحسين المزاج، أما اضطرابات القلق فيعالجها عن طريق تقنيات الاسترخاء والتعرض التدريجي، فيما الوسواس القهري يكون من خلال تحدي الأفكار القهرية، وتغيير السلوكيات، بينما يعالج العلاج السلوكي المعرفي الإدمان من خلال تقنيات ضبط النفس وتغيير نمط التفكير.

ولفتت إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يتميز بأنه قصير المدى نسبياً (عادة بين 8 إلى 20 جلسة)، ويركز على الحاضر وليس الماضي، كما أنه قائم على الأدلة العلمية، ويُمكن تطبيقه فردياً أو جماعياً أو عبر الإنترنت، مؤكدة أنه يمكن استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) جنباً إلى جنب مع الدواء النفسي، وغالباً ما يكون هذا الدمج أكثر فعالية في معالجة العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري.

الخوف عامل مثبط

ورداً عن سؤالنا متى يصبح استخدام الدواء خطيراً؟ تحدث نقيب صيادلة طرطوس هلال صبرة عن التأثيرات الجانبية لتناول الأدوية النفسية، مشيراً إلى أن الأدوية النفسية مثلها مثل أي دواء، قد يكون له آثار جانبية محتملة، ويمكن أن يكون الخوف من هذه الآثار الجانبية عاملاً مثبطاً لتناول الدواء، مبيناً أن عدم الفهم وقلة المعلومات أو المفاهيم الخاطئة حول كيفية عمل الأدوية النفسية ولماذا تُوصف، يمكن أن تزيد من القلق، ولهذا من المهم جداً مناقشة أي مخاوف مع الطبيب المعالج، أو حتى الصيدلاني، إذ إنه يقوم بشرح الفوائد المحتملة، والإجابة على جميع الأسئلة للمساعدة في تخفيف هذا القلق، موضحاً أن أهم النصائح التي يمكن تقديمها للمريض الذي يبدأ بتناول الأدوية النفسية، المصروفة من قبل الطبيب المختص هي الالتزام تماماً بالجرعات الموصوفة، وعدم إنقاصها، أو زيادتها، والالتزام بهذه الجرعات وبطريقة أخذ الدواء، كما يتوجب عدم قطع الدواء فجأة من دون إعلام الطبيب، وإعلام الطبيب أو الصيدلي، في حال حدوث بعض التأثيرات الجانبية المزعجة.

ولفت إلى أن استخدام الأدوية النفسية يكون خطيراً فقط عندما نسيء استخدامها عبر تناول جرعات أكثر من الجرعات المطلوبة، أو في حال دمج أكثر من علاج معاً، الأمر الذي يؤدي إلى آثار خطيرة في تلك الحالات.

آخر الأخبار
الذهب يواصل ارتفاعه محلياً وعالمياً والأونصة تسجل 42.550 مليون ليرة سوريا: مستعدون للتعاون مع "الطاقة الذرية" لمعالجة الملفات العالقة التأمين الصحي.. وعود على الورق ومعاناة على الأرض "تجارة ريف دمشق" تبحث مع شركة تركية توفير الأدوية البيطرية   قرار ينصف المكتتبين على مشاريع الإسكان مراقبون تموينيون جدد .. قريباً إلى الأسواق  جاليتنا في "ميشيغن" تبحث مع نائب أميركي الآثار الإنسانية للعقوبات  "الشيباني والصفدي وباراك" يعلِنون من دمشق خطة شاملة لإنهاء أزمة السويداء 4 آلاف طن  إنتاج القنيطرة من التين خطاب يناقش مع لجنة التحقيق بأحداث السويداء المعوقات والحلول هل تكون "المخدرات" ذريعة جديدة في صراع واشنطن وكراكاس ؟ لجنة لدراسة قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية في حلب باحث اقتصادي: التجارة الخارجية  تضاعفت مرة ونصف منذ ثمانية أشهر نقلة من  الاقتصاد الواقعي إلى الالكتروني تعاون مالي سوري - سعودي "قدرات".. مشروع يضيء دروب الباحثين عن فرصة عمل المدارس الخاصة في اللاذقية.. رفاهية تعليمية لِمَن استطاع إليها سبيلاً سوق السيارات المستعملة.. أسعار خيالية والصيانة تلتهم ماتبقى البلاغة السياسية.. كيف اختصر الرئيس الشرع التحديات في خمسين ثانية؟ إطلاق متحف افتراضي للسجون يوثق شهادات الناجين في سوريا