الثورة:
أكد الوفد التقني التابع لوزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، في تصريحات لوكالة سانا، وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس يوم الإثنين الماضي، في زيارة رسمية تهدف إلى تسوية أوضاع الجالية السورية تمهيدًا لافتتاح السفارة السورية في طرابلس، ومن ثم القنصلية في بنغازي ضمن المرحلة الثانية من الخطة.
وأشار الوفد إلى أن الزيارة جاءت بتوجيه مباشر من وزير الخارجية، حيث بدأ الفريق عمله وفق خطة منظمة ترتكز على تقديم الخدمات القنصلية العاجلة، وعلى رأسها تمديد جوازات السفر، ومنح تذاكر مرور للسوريين الذين لا يملكون وثائق سفر، لتسهيل عودتهم إلى البلاد.
وفي السياق ذاته، أوضح أعضاء الوفد أن العمل جارٍ على تجهيز مقر مؤقت للبعثة الدبلوماسية بانتظار استلام المبنى الرئيسي، كما يتم التنسيق مع الجهات المختصة لإعادة تفعيل الخط الجوي المباشر بين دمشق وطرابلس، مع التطلع لانطلاق أول رحلة جوية في أقرب وقت.
وأشاد الوفد بالعلاقات التاريخية المتينة بين سوريا وليبيا، مؤكدًا أن الشعب الليبي كان سندًا حقيقيًا للشعب السوري خلال الحرب، مثمّنًا القرار الذي اتخذته وزارة الخارجية الليبية بإعفاء السوريين من كافة الغرامات المترتبة عليهم سواء كانوا المقيمين أو المغادرين.
وأشار الوفد إلى أنه بصدد دراسة الحالات الإنسانية الراغبة بالعودة الطوعية إلى سوريا، بالتعاون مع الجهات الليبية المختصة، مؤكدًا أن افتتاح السفارة المرتقب سيوفر جميع الخدمات القنصلية التي يحتاجها المواطن السوري في ليبيا.
كما كشف الوفد عن وجود حزمة من المقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية، من بينها إعفاء متبادل من التأشيرات، ودعوة المستثمرين الليبيين إلى زيارة دمشق، وإنشاء آلية عمل مشترك بين البلدين لتفعيل التعاون الاقتصادي والدبلوماسي.
وفي إطار الجهود الثنائية، لفت الوفد إلى أن هناك 43 اتفاقية قائمة بين البلدين، وأن السوق السورية لطالما كانت وجهة مفضلة للمواطن الليبي، مشيرًا إلى أن السفارة الليبية في دمشق أبلغت عن قرب تفعيل منظومة منح التأشيرات.
وختم الوفد بالإشارة إلى أن الفريق القنصلي أنجز منذ الجمعة الماضي قرابة 8000 معاملة، شملت تمديد جوازات السفر، وتذاكر مرور، وتصديق وثائق رسمية، مشيدًا بدور الجالية السورية في ليبيا وتعاونها الإيجابي، ومعبّرين عن ارتياحهم الشديد لمشاعر الفرح التي أظهرها المواطنون السوريون لعودة التواصل الرسمي مع دولتهم بعد انقطاع طويل.