الثورة – جاك وهبه:
يشهد التعاون السوري- السعودي في مجال الاستثمارات نقلة نوعية، تتجلى في توقيع اتفاقيات ضخمة وتوسيع الحضور السعودي في قطاعات حيوية داخل سوريا.. في خطوة تعكس عودة الدفء للعلاقات الاقتصادية بين دمشق والرياض.
ويأتي هذا التعاون في إطار رؤية مشتركة لإعادة إعمار الاقتصاد السوري وتعزيز التكامل العربي، إذ تسعى المملكة العربية السعودية، عبر شركاتها الرائدة، إلى استثمار إمكانيات السوق السوري الواعدة، وخاصة في مجالات الصناعة، الدواء، والطاقة.
في المقابل، تفتح سوريا أبوابها أمام رؤوس الأموال الخليجية لإحياء صناعاتها الوطنية والاستفادة من الخبرات السعودية في مجالات الإنتاج والتصدير، لتحمل هذه الشراكة في طياتها آفاقاً استراتيجية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة في المنطقة.
ضمن هذا السياق، بين ممثل إحدى الشركات القابضة من المملكة العربية السعودية، مازن محمد بترجي، عن توجه استثماري بارز في سوريا يركز على قطاع الصناعات الدوائية، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لتوسع شركته في السوق السوري يتمثل في الاستحواذ على مصانع أدوية، رغم المشاركة الحالية في قطاعات أخرى مثل حبيبات البلاستيك ومنتجات الأطفال.
وقال بترجي، في تصريح خاص لصحيفة الثورة، على هامش فعاليات إحدى المعارض السورية المشارك فيها: “نحن حالياً نصدر حبيبات البلاستيك وبعض منتجات الأطفال إلى سوريا، لكن السبب الرئيسي في تواجدنا الآن وهو الاستحواذ على مصانع أدوية”.
وأوضح أن شركته، هي شركة صناعية رائدة في المملكة العربية السعودية ولها حضور في عدة أسواق دولية، وترى في سوريا فرصة استراتيجية مدفوعة بعدة عوامل، من بينها الموقع الجغرافي المميز، ووفرة الكفاءات السورية المتعلمة، والبنية التحتية المؤهلة لدعم الصناعات الدوائية والتصدير إلى الخارج.
ولفت بترجي إلى أن زيارته لسوريا جاءت ضمن الوفد السعودي الذي ضم أكثر من 150 رجل أعمال، مبيناً أنه جرى خلال الزيارة توقيع نحو 45 اتفاقية بقيمة تفوق 20 مليار ريال سعودي، وهو ما يعكس اهتمام المملكة بتوسيع شراكاتها الاقتصادية مع سوريا وثقتها الكبيرة بفرص الاستثمار المتاحة فيها.
وفي إطار خطط الشركة، كشف بترجي عن نية الشركة تطوير منتجات دوائية بالتكامل بين مصنع في سوريا وآخر في السعودية، بهدف تعزيز سلاسل الإنتاج والتصدير، مضيفاً: “نحن مؤمنين بالسوق السوري، وبإذن الله سيتم تطوير منتجات دوائية بتكامل بين المصنع في سوريا والمصنع في السعودية”.
واختتم بترجي حديثه بتوجيه الشكر للحكومة السورية على الاستضافة، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل بداية لشراكات اقتصادية طويلة الأمد تعود بالنفع على الطرفين، قائلاً: “نشكر سوريا على الاستضافة، نحن نؤمن أن التعاون العربي الصناعي هو مستقبلنا جميعاً”.
يُذكر أن هذا التوجه السعودي يعكس اهتماماً متزايداً بالعودة إلى السوق السوري كمركز صناعي وتجاري محوري في المنطقة، في ظل مؤشرات إيجابية على صعيد إعادة الإعمار والانفتاح العربي- العربي.