الثورة – فاتن حبيب:
الإنسانية هي الطريق الوحيد للنجاة.. بهذه العبارة يفتتح الشاب أحمد منصور من قريته الجميلة الدالية التابعة لريف جبلة حديثه لصحيفة الثورة.
يقوم بخوض تجربة الحياة البرية في منزله الريفي الجميل الذي يتربع في أحضان الجبال الخضراء ذات التنوع البيئي الكبير، من خلال تربية أنواع من الحيوانات والطيور البرية النادرة والمهددة بالانقراض، ويقول: بدأت هذه التجربة المتفردة في المنطقة منذ عشرين عاماً، فبحثت عبر الانترنت عن كيفية العناية بكل نوع من حيث الطعام وأنواع الأمراض وعلاجها، والتدفئة والبرد، وغيرها من العوامل الجوية، ولم أحقق نجاحاً في البداية.. إلا أن إصراري جعلني مغامراً يتعشق ويتحدى الحياة البرية، ولدي نموذج مصغر عن حياة الغابة مع أصدقائي الغزلان، والنسور، والبواشق، والهداهد، والطواويس وغيرها، ما جعل حياتي اليومية تتغير، وتكون أقرب للطبيعة ببساطتها وجمالها اللا محدود.
هواية وليست تجارة
يضيف منصور: الأمر بالنسبة لي هواية غير عادية قمت من خلالها بالحفاظ على أنواع مهددة بالانقراض، فأصبح لدي قطيع صغير من غزلان اليحمور، والنسر السوري، وأطلقت الكثير منها في الجبال والغابات لإغناء الحياة البرية في الساحل، وحرصاً على استمرار دورة حياتها خاصة في الحرب، والزلزال، والحرائق، والصيد الجائر، التي شهدتها المنطقة والتي أثرت سلباً على حياتها.
صعوبات كبيرة وتحديات
يقول: عانيت كثيراً.. فشلت وفشلت، ثم نجحت خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع أسعار الأغذية الخاصة بتربية هذه الحيوانات، والمصاريف الكبيرة لتأمين الأدوية والمناخ الخاص.واليوم لدي صباحات متجددة معهم، وصرنا أصدقاء نتشارك حياة مختلفة ونقية حياة الغابة في منزلي الريفي بين الجبال.. هذه قمة الإنسانية وقمة الجمال.