الثورة – وفاء فرج:
شهد قطاع الصناعات الكيميائية خلال السنوات السابقة قبيل العام 2011 تطوراً ملحوظاً، واستطاعت منتجاته العبور إلى معظم الدول المجاورة، وحققت قدرة تنافسية كبيرة مع غيرها من المنتجات.
إلا أن القطاع بدأ يتراجع وينخفض تواجده في تلك الأسواق، فما الأسباب التي أدت إلى ذلك، وما فرص هذا القطاع للعودة، خاصة أن الصناعي السوري يمتلك القدرة على إعادة إحياء صناعته نتيجة امتلاك الكفاءة، وبالتالي كيف السبيل لتحقيق ذلك؟.
رئيس لجنة صناعة المنظفات بغرفة صناعة دمشق وريفها محمود المفتي، أوضح لصحيفة الثورة أن واقع الصناعات الكيميائية متباين ومتفاوت نتيجة وجود صناعات تحويلية من منظفات ودهانات وأدوية بشرية وبيطرية وما يتعلق بأمور الدباغة.. لافتاً إلى أن قدرتها التنافسية ترتفع نتيجة انخفاض تكاليف الإنتاج، وإلغاء المنصة وانخفاض الرسوم الجمركية ووجود عمالة بتكلفة مقبولة، معتبراً أن تلك العوامل تشكل نقاط قوة في الصناعات الكيميائية.
المفتي، لم يخف وجود نقاط ضعف منها ارتفاع تكاليف النقل المحلي ما بين الموانئ السورية والمعامل، وحتى النقل مع دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً مرتفعة وتشكل 15 بالمئة من قيمة المنتج وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع الأردن التي تصل فيها تكلفة النقل للسيارة 600 دولار من عمان إلى الرياض، فيما لدينا تكلفتها 3 آلاف دولار، وهي إشكالية لم توجد لها حلول حتى الآن.
وأكد وجود تحسن ببعض الأمور سواء من حيث نشاط الصناعي لإيجاد الحلول لهذه الفوارق خلال الوقت الحالي، عن طريق إيجاد أصناف بجودة عالية وقادرة على المنافسة، منوهاً بأن قارب النجاة للصناعة السورية هو التنوع والجودة من خلال رفع كفاءة المعامل.
ولفت إلى أن هذا الأمر الذي يجب العمل عليه حتى نحقق شعار صنع في سوريا، منوهاً بأن تصدير أي منتج لم يعد فقط يخص الصناعي، وإنما يمثل الدولة ككل، وهو ما جعل الدولة داعمة لصادراتها عبر تقنية كبيرة.
وكشف أنه سيتم إطلاق جائزة أفضل منتج كيميائي للعام 2025 لستة أصناف من المنتجات، بهدف رفع كفاءة المنتج وضبط الجودة والإدارة والاهتمام بالسلامة العامة والصحة والسلامة المهنية.
ولم يخف المفتي وجود صناعات كيميائية غير قادرة على المنافسة والتصدير نتيجة ارتفاع تكاليف إنتاجها، منها صناعة السيراميك التي تشكل فيها حوامل الطاقة ما بين 15 إلى 20 بالمئة من تكلفة الإنتاج، وأنه ضمن الظروف الحالية تعاني ظروفاً صعبة، ومعالجة وضعها سيكون على مرحلتين، إذ تم الحصول على وعود من وزارة الاقتصاد والصناعة بتخفيض أسعار حوامل الطاقة الفيول والغاز كنقلة أولى، وستكون المرحلة الثانية في حال تم الربط على خط الغاز العربي وربط هذه المعامل سيكون لها اليوم قدرة تنافسية مرتفعة خاصة أن هناك معامل واكبت التطور وبدأت مطابع عالية الجودة وقامت بتحديث خطوط الإنتاج لديها، مبيناً أنه حتى نشجع هذه المعامل على الاستمرار يجب أن نقدم لها الدعم بحوامل الطاقة حتى لا تصل هذه المعامل إلى مرحلة الإغلاق.
ويرى المفتي أن موضوع النقل مهم لكل الصناعات، موضحاً أن أجور النقل إلى الأسواق التقليدية مثل العراق التي تصل تكلفة السيارة إلى 8 آلاف دولار في حال القيام بعملية المناقلة من سيارة إلى أخرى على الحدود، معتبراً أن هذا الوضع صعب جداً تصديرياً، إلا أن لدينا فرصة واعدة باستراتيجية التصدير لدول مجلس التعاون الخليجي، إذ لديهم قدرة شرائية جيدة وتنافسية عالية ويستطيع المنتج السوري إثبات وجوده بالكفاءة والجودة والتميز والإبداع، وأنه يجب أن يكون لدينا كل عام نمو بالصادرات تدريجي، آملاً فتح الأسواق الأميركية أمام المنتج السوري كونها من أكبر الأسواق المستهلكة في العالم، وأن يتم من قبل وزارتي الخارجية والاقتصاد بحث موضوع الرسوم الجمركية المرتفعة مع أميركا، مبيناً أنه كان هناك تواجد للمنتجات السورية في أميركا من خلال المعرض الصغير الذي أقيم هناك، وذلك من خلال شركة غذائية وشركة أخرى، معتبراً أن هذا التواجد عبارة عن بوادر إيجابية.
وأكد أن الأسواق المستهدفة بحاجة إلى دراسة لمعرفة الأصناف والأنواع المطلوبة، لافتاً إلى أن السوق الأميركية إذا اعتبرناها أفضلية في ظل الرعاية الأميركية والعربية لإنعاش الاقتصاد السوري، فإن الأسواق الأميركية غير تقليدية يمكن إيجاد فرصة عمل فيها في حال تخفيض الرسوم الجمركية.