“تحالف الشر”.. بين مزاعم التوحيد وحقيقة التفكيك

حيان الشمالي – كاتب سوري:

عقدت ما تعرف بـ”الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، اليوم الجمعة، في مدينة الحسكة، ما يسمى بـ”مؤتمر تعزيز وحدة الموقف بين مكونات شمال شرق سوريا”، في خطوة استباقية من “قسد” لوأد أي محاولات للتوصل لاتفاق مع الحكومة السورية.

اللافت للنظر في مؤتمر “قسد” استضافة شخصيات عملت على زعزعة الاستقرار في سوريا في مرحلة ما بعد نظام الأسد، حيث يعرف السوريون جيداً علاقة تلك الشخصيات بالنظام المخلوع، وكيف كانت تعمل لصالحه خلال الفترة الماضية.

تخلل مؤتمر “قسد” كلمات لكل من حكمت الهجري “الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز” في سوريا، وغزال غزال مفتي منطقة الساحل السوري.

لا يثق السوريون اليوم بخطاب في ظاهره وطني يدعو للوحدة من شخصيات لم تدخر جهداً في سبيل تفكيك سوريا وتمزيقها، ولم يمض كثير من الوقت على دعوات بعضهم للتدخل الخارجي خصوصاً من قبل العدو الإسرائيلي، ناهيك عن الارتباط الوثيق بدولة الاحتلال والتنسيق معها.

يتساءل آخرون بسخرية عن التوازن في مطالبة الهجري بدولة مدنية والتي باتت أسطوانة مشروخة في كل خطاب له يكررها، في حين رفض بشكل قاطع دخول مؤسسات الدولة السورية الأمنية إلى السويداء، مطالباً بتشكيل تلك المؤسسات من أبناء السويداء فقط، واستقوى بالعدو الإسرائيلي في سبيل تحقيق ذلك، حيث استهدف طيران الاحتلال أرتال قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية على أطراف السويداء.

وفي تناقض واضح، فإن الهجري الذي لم يقبل بأن يدخل السويداء أي لون سوري آخر، يطالب بمشاركة واسعة في حكم سوريا، التي في الأساس تعكسها الحكومة السورية الجديدة، المكونة من مختلف الأطياف والمكونات السورية.

أما غزال غزال، مفتي الساحل السوري، والذي عينه نظام الأسد المخلوع سابقاً، والذي عمل بعد التحرير بتنسيق عال مع فلول النظام في استهداف قوات الأمن العام فقد حاول تسويق نفسه اليوم بصورة الشخصية الوطنية المدافعة عن وحدة سوريا.

وبسخرية أيضاً يتساءل سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي عن غياب هذه الدعوة من غزال أيام النظام المخلوع الذي استثمر في الطائفية إلى الحد الذي أوصل سوريا للانهيار، وما سبب صمته عن تحويل البلاد إلى مزرعة لعائلة الأسد.

ويحمّل المنتقدون غزال مسؤولية التفكك الذي وصل إليه المجتمع السوري، بسبب مشاركته في تأجيج الصراع في سوريا طيلة سنوات الثورة السورية، ووقوفه الداعم إلى جانب نظام الأسد المخلوع، فكيف يمكن الوثوق بدعواته المغلفة بالوطنية؟!
وليس بعيداً فإن “قسد” التي تحمل مشروعاً انفصالياً بعيداً عن الوطنية تحاول استثمار الوقت، واللعب في الوقت بدل الضائع لتشتيت جهود الدولة السورية في الوصول إلى اتفاق يضمن وحدة وسلامة البلاد.
فإلى أين يريد هؤلاء الانفصاليون جر البلاد؟ وهل يمكن الوثوق في لصوص ساندوا الأسد ونظامه عشرات السنين في بناء دولة جديدة عنوانها “سوريا لكل السوريين”؟

آخر الأخبار
الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر  الشرع يخاطب السوريين من إدلب.. رمزية المكان ودلالة الزمان   فيدان: استقرار سوريا جزء من استقرار المنطقة  محافظ درعا يعد بتنفيذ خدمات خربة غزالة الاقتصاد السوري.. المتجدد زمن الإصلاح المالي انطلاق الماراثون البرمجي للصغار واليافعين في اللاذقية محليات دمشق تحتفي بإطلاق فندقين جديدين الثورة - سعاد زاهر: برعاية وزارة السياحة، شهدت العاصمة دم... السفير الفرنسي يزور قلعة حلب.. دبلوماسية التراث وإحياء الذاكرة الحضارية تحضيرات لحملة مكافحة الساد في مستشفى العيون بحلب 317 مدرسة في حمص بحاجة للترميم أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا  من العزلة الى الانفتاح .. العالم يرحب " بسوريا الجديدة" باراك: نتوقع تشكيل حكومة سورية شاملة قبل نهاية العام أهالي قرية جرماتي بريف القرداحة يعانون من انقطاع المياه "الأمم المتحدة" : مليون  سوري عادوا لبلادهم منذ سقوط النظام البائد  "إسرائيل " تواصل مجازرها في غزة.. وتحذيرات من ضم الضفة   "فورين بوليسي": خطاب الرئيس الشرع كان استثنائياً بكل المقاييس