الثورة – فخر الصاحب:
تحقق حلم الجماهير الدمشقية العريقة، باستعادة نادي المجد لاسمه التاريخي دمشق الأهلي، النادي الأقدم والأعرق، سواء على مستوى سوريا بشكل عام، أم دمشق الفيحاء بشكل خاص، دمشق الأهلي الذي تأسس عام (1932) هو النادي الدمشقي الأول الذي حاز لقب كأس الجمهورية، وهو من مثّل سوريا أيام الوحدة مع جمهورية مصر، حيث التقى الأهلي المصري في النهائي المعروف، دمشق الأهلي الذي خرّج العديد من نجوم الكرة السورية، فهو من قدّم الهدافين التاريخيين للدوري السوري، رجا رافع ومحمد الواكد، وهو من قدّم حسين ديب ومنذر إدلبي وعبد الله صديقة وأنس مخلوف وطارق جبان وعمر خليل وفراس معسعس وسامر عوض وعلي الرفاعي و زاهر ميداني، وقبلهم رضوان ملاح وبسام رمضان وإبراهيم محلمي ومعتصم غوطوق وعارف سلو وحنين بتراكي، وغيرهم الكثير مما يطول المقام في ذكرهم.
هذا النادي العريق الذي تميز بالألعاب الفردية أيضاً، ليس على المستوى المحلي فقط، بل الدولي، وفي مقدمة هذه الألعاب الشطرنج والجودو وغيرهما.
دمشق الأهلي دعا أمس الوسائل الإعلامية للإعلان عن موافقة وزارة الرياضة والشباب بعودة نادي المجد لاسمه القديم التاريخي دمشق الأهلي، كأول نادٍ يتم قبول طلبه بعودته لاسمه القديم.
شعار جديد والرهان على المخلوف
أقامت إدارة دمشق الأهلي ( المجد سابقاً) مؤتمراً صحفياً لتزف لعشاق النادي خبر موافقة وزارة الرياضة والشباب على استعادة النادي لاسمه السابق “دمشق الأهلي” كما تم إطلاق الشعار الجديد للنادي، حيث تميّز تصميمه الناجح بإظهار ما كان يطلق على النادي بما تتميز به الشام بالياسمين وقلعة دمشق.
كما تم خلال المؤتمر تقديم المدير الفني لفريق رجال كرة القدم، الكابتن الخلوق أنس مخلوف، الذي بيّن للحضور خطة عمل الموسم الحالي، وطموحات الفريق في منافسات الدوري، كما تطرق عضو إدارة النادي، ومشرف كرة القدم أنس قرام إلى بيان إستراتيجية العمل بالنادي، بما يخص الفريق الأول وفرق الفئات العمرية.
أما رئيس النادي المحامي ناصر خير الله فأجاب عن أسئلة الحضور عن واقع الاستثمارات بالنادي، ورؤية الادارة للمرحلة القادمة.
طموح دمشق الأهلي
حمل المؤتمر الصحفي الذي أداره رئيس النادي ناصر خير الله، ومشرف كرة القدم أنس قرام، ومدرب الفريق أنس مخلوف، والزميل الإعلامي أنور البكر، الكثير من الإجابات والتوضيحات التي طرحت في المؤتمر، والتي تشغل بال عشاق هذا النادي الذين ابتعدوا عن متابعته في الملاعب، في معظم مراحل الثورة السورية.
( الثورة) كان لها الحصة الأكبر في الأسئلة
والتي تمحورت حول طموحات النادي وأبرز تعاقداته وملف الاستثمارات وقواعد الفريق، وهل هناك نيّة بعودة كرة السلة لألعاب النادي الدمشقي، فتميزت الإجابات بالشفافية والوضوح وإليكم أبرزها.
الاستثمارات
الحديث عن ملف الاستثمارات، كان مفتاح خطط النادي المستقبلية، حيث الطموح كبير، بما يحمله اسم دمشق الأهلي من تاريخ، لكنه يصطدم بواقع مرير، بضعف مردود هذه الاستثمارات، رغم كثرتها، وابتعاد الداعمين في الفترة السابقة، على أمل عودتهم قريباً، حيث النقطة الإيجابية كانت بتنازل المستثمر القديم عن عقده مع النادي لمستثمر جديد، لكن بالوارد ذاته، ثلاثة مليارات على مدار العام، وهو مبلغ يكاد لايكفي الفريق الكروي الأول، إذا ما أراد مجاراة باقي الأندية السورية.
و مازالت مقرات النادي في حي الجورة والصالحية والإطفائية بين أخذ ورد قضائي.
التعاقدات
بيّن الكابتن أنس مخلوف (للثورة) أهم التعاقدات التي أبرمها النادي ضمن الإمكانيات المتاحة، بعودة أبناء النادي الذين كانوا محترفين في أندية أخرى أمثال: أحمد رجب، مازن عمارة، أحمد عمارة، وسيم أيوب، وتم استقطاب لاعبين مميزين من أندية أخرى أمثال: محمد رستم، علي مريمة، عبد الكريم فتيح، كما تم تجديد عقود مازن سردار ومحمد الشيخ، فادي المصري، والنية تتجه للمحافظة على نجوم التشكيلة الأساسية للفريق، وباب التعاقد سيبقى مفتوحاً بما يحتاجه الفريق، كما سيتم الاعتماد على أبناء النادي الموهوبين في مقدمتهم بشار الحريري، وغيره من المواهب القادمة للكرة السورية بقوة.
المخلوف أوضح أن نية وطموح النادي في المرحلة الراهنة، وحسب ظروف وإمكانات النادي، هي تقديم كرة جميلة تليق باسم النادي، وتثبيت مكانه في دوري المحترفين، وأقلها احتلال مركز متوسط على اللائحة، لحين بناء فريق قادر على المنافسة، بما يحمله اسم النادي من تاريخ عريق.
ضعف القواعد والعقود
من الأسئلة التي طرحتها (الثورة) هو التراجع الكبير في قواعد النادي، والإصرار على الأسماء ذاتها التي أشرفت على الفئات العمرية ولم تنجح! بل فشلت بتحقيق أي شيء، مما أثار هذا الأمر استغراب محبي النادي ؟ فالمعروف عن نادي (المجد سابقاً) قوة قواعده ومواهبه الكثيرة التي قدمها للكرة السورية، فجاء التوضيح بأن هؤلاء هم أبناء النادي، وأن الظروف لم تكن
مواتية لنجاحهم، وأن الإدارة الحالية أعطتهم ثقتها والفرصة الأخيرة لإثبات أحقيتهم بقيادة قواعد النادي الدمشقي.
والأمر الآخر الذي أكدت عليه (الثورة) أن أهم أسباب ضعف وتراجع الكرة السورية، من خلال الدوري والأندية، هو توقيع عقود لمدة موسم واحد للاعبين، مما يؤثر على استقرار هذه الأندية وخططها المستقبلية، وهو ما ينعكس أيضاً على الدوري السوري، وهذا الأمر لانراه بأي دوري بالعالم الكروي؟! فتم تبرير الأمر بعدم قدرة الأندية السورية على إبرام عقود طويلة لضيق الحال المادي، وبالتالي بات اللاعب يشترط ويتحكم ويبازر من يدفع له أكثر، وبقاء الأمر على حاله ينذر بالسوء، وعلى الجمعية العمومية التي تتبنى طروحات الأندية أن تصدر قرارات ملزمة للأندية بعدم تصديق أي عقد يقل عن ثلاث سنوات ما لم يكن اللاعب قد تجاوز الثلاثين عاماً، للانتهاء من هذه الظاهرة التي تتسبب بعدم استقرار أنديتنا وبالتالي دوري المحترفين الذي هو بوابة المنتخبات الوطنية.
وأخيراً بالنسبة لباقي ألعاب النادي، وهل هناك نية لعودة اللعبة الشعبية الثانية كرة السلة لألعاب النادي، فتم التأكيد على أنه سيتم التركيز على الألعاب التي يتميز ويتفوق بها النادي، مثل الجودو والشطرنج، وسيتم إدخال لعبة الكاراتيه، أما كرة السلة ففي الوقت الراهن يصعب عودتها حتى تتحسن مداخيل النادي، وربما يبدأ البناء في الفئات العمرية وتجهيزها للمستقبل إن سمحت الظروف.