الثورة – بشار محمد:
باشرت فرق دوري الممتاز، تحضيراتها لانطلاقة الدوري المرتقبة افتراضياً منتصف الشهر القادم، بعد أن حسمت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم العديد من المقترحات التي تتعلق بمنافسات الدوري، ولكن تحديد الموعد النهائي لانطلاقة الموسم تعترضه صعوبات وتحديات داخل قبة الفيحاء وخارجها، منها عقبات إدارية ومالية تفرض تأجيل الانطلاقة، ربما حتى ولادة مجلس جديد لاتحاد اللعبة، ومنها عدم البت بشكل وطريقة الدوري لهذا الموسم، وإن كان مقترح إقامته على شكل تجمع لحل مشكلة الملاعب التي هي عنصر أساسي لابد من لحظه للبت بالمقترحات، سواء لتحديد موعد الانطلاقة أم طريقة إقامة المنافسات.
خطوة أساسية
عجلة التحضيرات انطلقت في الأندية، بعد أن أقرت الجمعية مقترحات أساسية للبدء بالعمل الجدي، لجهة إلغاء الهبوط في الدوري الممتاز عن الموسم الماضي، ومشاركة (14) نادياً خلال الموسم المقبل، وصعود أندية دمشق الأهلي والحرية وأمية وخان شيخون للدوري الممتاز، كما تم اعتماد هبوط أربعة أندية في الموسم القادم من الدوري الممتاز، والسماح بالتعاقد مع خمسة لاعبين من مواليد (1990) والتعاقد مع محترفين أجانب، وتصعيد ناديي الرواد وأهلي الميادين لدوري الدرجة الأولى.
كما تم الاعتراف بالمسابقات في الشمال المحرر، وقبول انتساب أندية شرطة دير الزور وجيش حلب والهيجانة والشباب، كأعضاء أصلاء إلى جانب إلغاء اقتطاع نسبة (10%) من عقود اللاعبين، وتوجيهها بدلاً من ذلك لدعم الفئات العمرية وتطوير قواعد الناشئين.
القرارات شكلت اللبنة الأساسية للبدء بالتحضيرات الجدية، فالأندية المتنافسة حُسمت، بانتظار موعد الانطلاقة وطريقة الدوري، وعليه تحركت عجلة التدريبات الفنية والبدنية، وتسارعت التعاقدات على مستوى اللاعبين والمدربين، ومنهم العرب بانتظار دعم خيارات بلاعبين أجانب.
تحديات وعقبات
بعد الخطوة الأساسية لابد أن تتبعها خطوات لتحقيق انطلاقة واثقة وجيدة لروزنامة النشاط، وهنا بيت القصيد، فأخبار قبة الفيحاء تشير إلى ضرورة دعم الكادر الإداري “الوظيفي” في الاتحاد للقيام بمتابعة وإدارة ملف المسابقات والمنتخبات والعمل الإداري “الروتيني ” بعد أن شهد الجسم الإداري تسرّباً للبعض، نتيجة الظروف المالية الصعبة التي يمر بها اتحاد اللعبة، ممثلة بأمانته العامة.
مراقبون أشاروا إلى أن استقالة اللجنة الاستشارية، نتيجة اقتراب موعد انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد، وبقاء الأمين العام مع بعض رؤساء الأقسام، وضغط استحقاقات منتخباتنا الوطنية بمختلف مستوياتها يفاقم الواقع الحالي للاتحاد وينذر حقيقة بما لا يحمد عقباه.
حقيقة المشهد
بعيداً عن الكلام المعسول، واقتراباً من الواقع بموضوعية داخل قبة الفيحاء، وداخل إدارات الأندية، فإن حقيقة المشهد تشير إلى تحديات كبيرة أمام المعنيين المتواجدين في الاتحاد للبت بموعد انطلاقة الدوري، فالوعود شيء والحقيقة شيء آخر، قياساً بظروفهم الداخلية من جهة، ومن جهة ثانية تعج صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بمشكلات مالية لمعظم الأندية، ونقرأ عن حملات دعم مادية مشكورة ومبشّرة في ظل الظروف الصعبة التي ورثتها أنديتنا، نتيجة التخبط الإداري والمالي الكارثي الذي كان سائداً خلال الفترة الماضية.
الأمر الثاني المهم لنجاح انطلاقة الموسم، إحداث نقلة نوعية في ملاعبنا، وهذا فعلياً لمسناه من حرص وزارة الرياضة والشباب عبر مديرياتها في المحافظات للإسراع بتجهيز وصيانة الملاعب لتكون جاهزة لاستضافة مباريات الدوري والأنشطة الكروية، وتحديداً في ملاعب حمص وحماة واللاذقية، في حال سلمنا أن ملاعب دمشق وحلب أفضل حالاً.
ركائز انتخابية
وأمام هذا الواقع الصعب الذي ليس وليد اللحظة، وإنما هو نتيجة طبيعية لحجم الخروقات والتجاوزات والعمل الارتجالي خلال المراحل المتعاقبة في الدورات الانتخابية الماضية، يفترض أن تكون التحديات والصعوبات الحالية، وإيجاد حلول لها، ركائز معيارية في الانتخابات القادمة، تحدد وتوجّه بوصلة الصوت الانتخابي لولادة مجلس قوي ومنسجم، يدرك حراجة الموقف، ويعي أهمية التغيير، وإحداث نقلة نوعية لكرتنا الوطنية، وهذا يحتم أن تكون القوائم المنتظرة على مستوى التحديات، دون أن نغوص بكارثة إلغاء شرط الشهادة العلمية التي ستؤثر على مصير كرتنا، بانتظار قادمات الأيام التي نأمل أن تحمل الخير لكرتنا، منتخبات وفرق، لتحقيق نتائج وإنجازات تليق بسوريا الجديدة.