نادي النضال الدمشقي.. استثمارات ومشاريع تأهيلية و وضع رؤية جديدة للألعاب

الثورة – علاء حسن:
في زمن تتعالى فيه التحديات التي تواجه الرياضة السورية، وتفرض المتغيرات الاقتصادية والظروف الاجتماعية قيودها على نمو وتطور البنى التحتية للأندية الرياضية، يبرز نادي النضال الرياضي بدمشق، كنموذج مُشرق، للعزيمة والإصرار على تحقيق الأفضل، بين جدران هذا النادي العريق، لا تُصنع البطولات فقط، بل تُبنى الأحلام وتُصقل المواهب، وتُرسم ملامح مستقبل رياضي مشرق لجيل جديد من الشباب والفتيات.

إعادة تأهيل المنشأة

ما بين جهود الصيانة والتأهيل، ورؤية شاملة لتطوير الأداء الفني والإداري، تؤكد إدارة النادي أنها تسير على طريق طويل، لكن ثابت، في سبيل النهوض بالمستوى العام لمنشآت النادي وخدماته، بما يُلبّي تطلعات الرياضيين ويُعيد لهذا النادي مكانته، كأحد أبرز أندية العاصمة، وأكثرها عطاءً، فالمسألة ليست مجرد إصلاحات هندسية أو ترميمات شكلية، بل هي رسالة متكاملة، تُعبّر عن التزام راسخ بنهج التطوير والبناء والارتقاء.
فقد أنهت إدارة نادي النضال الرياضي في دمشق مؤخراً أعمال الصيانة والتأهيل لعدد من المواقع الحيوية ضمن منشآت النادي، وذلك في إطار خطة تطويرية تهدف إلى تحسين بيئة العمل الرياضي وتوفير البنية التحتية الملائمة لممارسة الأنشطة المختلفة.
وفي تصريح لرئيس مجلس إدارة النادي، فخري الجلاب، أكد أن هذه الخطوة جاءت استجابة لحاجة ملحّة لإعادة تأهيل بعض المواقع داخل النادي، حيث تمّ العمل على إعادة إكساء وتأهيل المدخل الغربي، ليكون أكثر ملاءمة لاستقبال اللاعبين والزوار، كما قام مستثمر المسبح، وفقاً للعقد المبرم معه، بترميم البنية التحتية الكاملة للمرافق المرتبطة، وإعادة تأهيل الحمامات الواقعة في القسم ذاته من المنشأة.

إنشاء صالات جديدة

وفي سياق التوسّع المستقبلي، أوضح الجلاب، أن إدارة النادي، رفعت مؤخراً كتاباً رسمياً إلى محافظ دمشق، عبر مديرية الرياضة والشباب، يتضمن طلباً لتنفيذ دفتر شروط خاص، يهدف إلى إنشاء صالتين رياضيتين مغلقتين، بمساحة (285) متر مربع لكل صالة، وذلك لخدمة ألعاب القوة، كما يتضمّن المشروع بناء مكاتب إدارية وصالات متعددة الاستخدامات، وضمن إطار الاستثمار، قامت الإدارة بإعداد دفتر شروط لمشاريع استثمارية جديدة على السور الغربي للنادي، تشمل إنشاء محلات تجارية بطول (70) متراً، وعمق خمسة أمتار، وذلك بعد مخاطبة الجهات الرسمية وطلب إزالة الكازية المؤقتة (صهريج حديد) التي تعيق تنفيذ المشروع.

ألعاب النادي

أما على صعيد النشاط الرياضي، فأكد الجلاب أن النادي يضم مجموعة واسعة من الألعاب النشطة تشمل: كرة القدم، الجودو، الكاراتيه، التايكواندو، الملاكمة، المصارعة، كرة الطاولة (إناث)، والسباحة، مشيراً إلى أن العديد من هذه الرياضات تمارس ضمن صالات ضيقة المساحة، وغير مُعتمدة رسمياً، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام أبطال النادي الذين أحرزوا بطولات مهمة على المستويات الوطنية والعربية والآسيوية.
وفيما يتعلق بـالمدرسة الصيفية، أوضح رئيس النادي أن النشاط انطلق منذ بداية شهر حزيران الماضي، ويستمر حتى نهاية شهر آب، ويشمل تدريبات في السباحة، بالإضافة إلى إمكانية اختيار لعبة من بين: كرة القدم، الكاراتيه، الجودو، الملاكمة، التايكواندو، وتستهدف المدرسة الأطفال من عمر (5 حتى 13) سنة، من الجنسين، بإشراف مباشر من إدارة النادي وبتنظيم من مدربين أكفاء.
وأشار الجلاب إلى أن النادي وضع برنامجاً تدريبياً خاصاً، لمتابعة هؤلاء الأطفال، ورعاية مواهبهم، وأنه سيتم خلال حفل التخرّج اختيار أبرز العناصر الواعدة وتنسيبهم رسمياً إلى فرق النادي لتطوير قدراتهم ودمجهم في المسار الرياضي الاحترافي.
وفي ختام تصريحه، شدد رئيس النادي على أن إدارة نادي النضال عازمة على الاستمرار في مسيرة التطوير والارتقاء، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو إعادة تقديم النادي كنموذج حضاري مشرّف، يليق بدمشق وبالرياضة السورية، والمساهمة في إعداد جيل جديد من الأبطال الذين يمثلون الوطن في المحافل الدولية، وأشاد بالدعم المباشر والجهود الكبيرة التي بذلها رئيس مكتب ألعاب القوة في مديرية الرياضة والشباب بدمشق، ميسر سعد، ودوره الفاعل في دعم وتطوير واقع النادي، وتهيئة المناخ المناسب لتحقيق النجاحات.
هذا ويُشار إلى أن نادي النضال تأسس عام (1978) وبدأ بممارسة النشاط الرياضي عام (1986) ويقع ضمن المنطقة الصناعية، ومجال عمله يشمل مناطق الشاغور، الدويلعة، بستان الدور، ابن عساكر، ويعتبر مقر النادي مهماً من الناحية الجغرافية، كونه يقع على المدخل الجنوبي لريف دمشق، ويستقطب أبناء الريف من المناطق القريبة، وخاصة المواهب والخامات الواعدة، لضمها ضمن قواعد وفرق النادي.
.