الثورة – سومر الحنيش:
خيّب ناديا الكرامة وحطين آمال جماهيرهما خاصة، والجماهير السورية عامة، في مسابقة كأس التحدي الآسيوي لكرة القدم ( البطولة الثالثة في التصنيف الآسيوي) بعدما ودّع كلاهما المنافسة من الدور التمهيدي، رغم أن المؤشرات كانت تدعو – على الأقل – لتقديم مشاركة مشرفة، والوصول إلى دور المجموعات، في المسابقة الأضعف قارياً؟!
حطين اصطدم بفريق أبديش عطا القيرغيزي، فريق مجهول على الصعيد الآسيوي، لكنه تمكن من هزيمة الحيتان بخمسة أهداف مقابل هدفين، في نتيجة صادمة، لاتعكس الفارق المفترض بين الناديين على الورق، أما الكرامة فقد خسر أمام باشوندارا البنغلادشي بهدف وحيد، جاء بطريقة درامية، بعد تشتيت خاطئ من محترفه الأجنبي “دينغ” الذي لم يقدم أي إضافة تذكر مع بقية المحترفين.
مستوى ضعيف
حطين ظهر بمستوى كارثي، فقبل ثلاثة أهداف في الشوط الأول، ولم يُظهر أي ردة فعل، وظهرت العيوب في خطوط الفريق الذي بدا مشتتاً وغير منسجم.
الكرامة هو الآخر قدم أداءً باهتاً، خصوصاً في الشوط الأول، استحواذ بلا فعالية، تمريرات طويلة بلا جدوى، وانسجام شبه معدوم بين اللاعبين، و في الشوط الثاني تحسّن إيقاع اللعب، وتعددت المحاولات، لكن اللمسة الأخيرة غابت، فكانت الخسارة أمام خصم متواضع جداً.
سبب الفشل
المؤسف أن هذه الإخفاقات لم تأتِ صدفة، بل هي انعكاس مباشر لواقع رياضتنا المأزوم، مشكلتنا ليست فقط في نظام إداري مهمل وفاشل، أو حتى في دوري ضعيف، أو حتى في التطوير الفني والإداري، بل في أزمة معرفية أعمق.
مشكلتنا الكبيرة جداً أننا لا نعلم كيف نُحضّر ونخوض مباريات من هذا النوع، ولا ندرك أن التحضير للدوري المحلي شيء، وللاستحقاقات الخارجية شيء آخر تماماً.
اليوم، وبعد أن أصبحنا عاجزين حتى أمام أندية من قيرغيزستان وبنغلادش، في بطولة آسيوية ثالثة التصنيف.
يجب أن نسأل أنفسنا: كيف سيكون حالنا إذا واجهنا فرقاً من الصف الأول في الكويت أو السعودية أو الإمارات ؟
ما الحل ؟
الواقع يفرض علينا الاعتراف أن الإصلاح لن يأتي بمحاولات “ترقيع” بل بخطة طويلة المدى لا تتأثر بتغير الإدارات أو المزاج العام، وتأسيس مدارس ومراكز تدريب على أسس حديثة، وخلق ثقافة احترافية حقيقية، والبدء بالبناء من الصفر لكل المفاصل العاملة في كرة القدم التي تحولت إلى علم يحتاج إلى البحث والمتابعة، وتأمين دعم مالي مستدام مع رقابة وشفافية.