انعكس ارتياحاً شعبياً وتفاؤلاً حذراً.. تحسن ملحوظ في التغذية الكهربائية

الثورة – رسام محمد:

شهدت مختلف المحافظات خلال الساعات الماضية تحسناً ملحوظاً في واقع التغذية الكهربائية، الأمر الذي انعكس ارتياحاً عاماً بين المواطنين، مع تسجيل تفاؤل مشوب بالحذر بانتظار استمرار هذا التحسن وتطوره خلال الفترة المقبلة، بحسب استمزاج أراء عدد من المواطنين وفعاليات وخبراء في عدد من المحافظات قامت به صحيفة الثورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق قال أمين سر غرفة صناعة حمص المهندس عصام تيزيني: إن أهم رسالة في التحسن الذي طرأ على القطاع الكهربائي هو أنه “صدق من وعد”، لأن الوعود نُفذت على أرض الواقع، سواء التخفيف من التقنين، أم زيادة الرواتب والأجور مؤخراً، وبهذا نستطيع أن نقول لجمهور المشككين إنّ من وعد تأخر قليلاً، إلا أنه استطاع أن يفي بوعده لو جزيئاً، والمشكلة ليست فقط في الكهرباء، بل هي في كل مناحي الحياة والإرث ضخم، وكله بحاجة إلى حلول.
وأضاف تيزيني: إن التخفيف من التقنين سينعكس إيجاباً، وهو دفعة إلى الأمام نحو الراحة النفسية لدى الصناعي، وإيمانه أن القادم أفضل، ولو أن الظرف الاقتصادي ما زال يحكمه التعثر.

استقرار كهربائي زراعي

ومن جهته أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور يحيى السيد عمر أن الحاجة الفِعْلية لسوريا من الكهرباء تُقدَّر بـ7.500 ميغا واط، والغاز الأذري عند استقرار توريده سيُولّد 1.200 ميغا واط، ما يقارب 16بالمئة من حاجة سوريا، وهذه النسبة جيدة وتعكس مستوى التحسُّن، خاصةً أن كمية التوليد قبل المشروع كانت 2.500 ميغا واط، ما يعني أن الغاز الأذري ساهم بزيادة كمية الطاقة المُولَّدة بنسبة تقارب 50 بالمئة.
وعليه فإن تحسُّن ساعات وصل الكهرباء في سوريا ليس مجرد تحسُّن خدمي، بل هو مدخل إنتاجي ينعكس مباشرة على التكلفة والإنتاجية وثقة السوق، فكل ساعة إضافية من التغذية النظامية تعني ساعات تشغيل فعلية بلا اعتماد مُكلّف على المولدات والديزل، وهذا التحسُّن يمنح الشركات والورش القدرة على التخطيط المسبق وتقليص الهدر الفني وزمن التوقف، فتتحسن القدرة التنافسية وتستقر الأسعار نسبياً.
وأشار د. السيد عمر إلى أهميته في قطاع الزراعة، فهو يوفّر الاستقرار الكهربائي رياً منتظماً عبر تشغيل المضخات بكلفة أقل من الوقود السائل، ما يزيد دخل المزارعين ويخفّف خسائر المواسم. كما يشجّع ذلك على التوسع في التصنيع الزراعي البسيط بالقرب من مناطق الإنتاج.
وبين أنه في قطاع الصناعة، فسيُؤدّي ثبات الطاقة إلى رفع معدلات استغلال القدرة الإنتاجية وخفض كلفة الوحدة، ويثبت ورديات العمل، وتستعيد الورش المتوسطة والصغيرة نشاطها بلا استثمارات إضافية في الطاقة البديلة، أما المشروعات الصغيرة والمنزلية فتستفيد سريعاً.
وأضاف: على مستوى الاقتصاد الكلي، سيَهبط الضغط على كلفة الإنتاج والتضخم، وسيتراجع استيراد المشتقات لتغذية المولدات. بهذه السلسلة من الآثار، يصبح تحسُّن الكهرباء رافعة مباشرة للتعافي الاقتصادي وتوسيع فرص العمل محلياً.
وشدد د. السيد عمر، على أن هذا التحسُّن يعد مؤشراً على قدرة الحكومة السورية على دعم مدخلات الإنتاج، وإيجاد حلول للعقبات التي تواجه التعافي الاقتصادي، ومن المتوقع أن تزداد ساعات الوصل في الأشهر القادمة، مع توقع زيادة واردات الغاز.
بدوره قال الخبير الزراعي المهندس موسى المبكر: إنّ استقرار وضع الكهرباء يوفر على الفلاح أكثر من نصف القيمة المالية لأن سقاية المزروعات على المولدات مكلفة، بسبب ارتفاع المحروقات والأعطال مع ارتفاع الحرارة، ولكن في حال وصل الكهرباء تكون الأعطال أخف.
تفاؤل حذر
وفي السياق، وخلال قيامنا باستمزاج آراء عدد من المواطنين في العديد من المحافظات، أبدت الغالبية العظمى تفاؤلا حذرا ومشروطا، وعبر العديد منهم عن الأماني بألا تتراجع الأمور من جديد، لأي طارئ وأن تتراجع ساعات التقنين مجدداً، والأهم- بحسب مواطنين، حتى في العاصمة دمشق التنسيق بين مديريات الكهرباء والمياه، ليكون وقت التزويد متزامناً، لأنه في كثير من الحالات لا يستفيدون من ساعات تزويد المياه بسبب انقطاع الكهرباء.
رولا كيالي، مواطنة من دمشق، تقطن في حي المزة قالت: إنها لمست تحسناً في الكهرباء منذ مساء أمس، إلا أنها طالبت الجهات المعنية بالتنسيق لتصبح ساعات التزويد بالمياه متزامنة مع ساعات الكهرباء، لأن المعاناة كبيرة في تأمين المياه حالياً.
سليمان حسون، من مدينة قطنا في ريف دمشق، أفاد: إن ساعات التغذية الكهربائية 2 مقابل 4 ساعات قطع.
حنين ديوب، من مدينة قدسيا، قالت: إن ساعات التغذية الكهربائية 2 وصل مقابل 4 قطع، بعد إن كان القطع يصل إلى 7 ساعات متواصلة.
خالد العفيش، من دير الزور، أكد على التحسن الكبير في واقع الكهرباء منذ أمس ووصلت ساعات التغذية إلى 2 مقابل 4 قطع.

د. جمانة داؤد، من طرطوس، قالت: إنه وبعد أن وصلت ساعات قطع التيار الكهربائي إلى 12 ساعة مقابل 3 او 4 وصل، فإن ساعات الوصل أصبحت 2 مقابل 4 قطع، وطالبت أن يكون هذا الوضع الجيد مستمراً وألا يعود التقنين كما كان.
أما عناية عباس من حمص، قالت: إن التحسن وصل إلى ساعة ونصف وصل، وأملت أن يزيد كما في بقية المحافظات.
سامية جانودي من اللاذقية، بينت أن واقع الكهرباء ما زال دون الطموح، فساعات القطع تصل إلى 4-5 قطع مقابل1-5 فقط وصل.
ونايا وسوف من حماه أوضحت أن ساعات الوصل منذ الأمس وصلت إلى 2 ساعة مقابل 4 قطع، أيضاً ردينة محمد من ريف حماة أشادت بالتحسن الكبير على واقع الكهرباء في ريف المحافظة الغربي خلال الساعات الماضية ليصل إلى 2 ساعة وصل و4 قطع.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً