الثورة – جهاد الزعبي:
تعرّض ملعب المدينة الرياضية في منطقة البانوراما بدرعا، والصالة الرياضية، لأعمال تخريب، بسبب اتخاذها من قبل النظام البائد لمركز عمليات عسكرية واعتقال، حيث تفتقد المحافظة حالياً، لملعب مناسب لإقامة مباريات الدوري الممتاز لنادي الشعلة، وإقامة التدريبات فيه.
أرضية الملعب
منذ عدة أشهر، بدأت عمليات تركيب عشب، وتجهيز أرضية ملعب المدينة الرياضية، وحسب مدير مديرية الرياضة بدرعا أمين المسالمة، فإن عمليات تركيب العشب الصناعي للملعب وصلت لمراحل جيدة، ولكنها توقفت بسبب الظروف الراهنة، منذ شهر كانون أول العام الماضي، وبعد التحرير تمت متابعة الموضوع مع محافظ درعا والجهات المعنية في دمشق، وقدمنا دراسات لاستكمال أعمال التأهيل، ولكن لم يتم إجراء أي عمل حتى الآن، ونحن قريباً ننتظر استحقاق الدوري الممتاز ومشاركة نادي الشعلة فيه، حيث كان حلم أبناء درعا وعشاق كرة القدم بشكل خاص أن يشاهدوا فريقاً لهم يمثلهم بالدوري الممتاز، وبعد معاناة وصبر طويلين امتدا (28) عاماً، صعد الشعلة للدوري الممتاز، وتحقق الحلم وأصبح لهم فريق بهذا الدوري، وازدادت الآمال أن يروا فريقهم يلعب أمام أعينهم وعلى أرضهم، لكن ذلك لم يتحقق، حيث لعب الشعلة، الموسم الفائت، مباريات الدوري الممتاز خارج أرضه، والسبب عدم جاهزية ملعب البانوراما؟!
الصالة متضررة
وبيّن المسالمة أن الصالة الرياضية في الملعب البلدي بحاجة ماسة للتأهيل والصيانة، كي تواكب المباريات في دوريات كرة اليد والسلة والطائرة، والكاراتيه والريشة وغيرها من ألعاب، مضيفاً أن تلك الصالة تعرّضت أيضاً، كما الملعب، لتخريب من قبل عصابات النظام البائد، وكانت مقراً لهم، وتم الكشف عليها وإعداد دراسة فنية من أجل إعادة تأهيلها ومازلنا ننتظر الوعود.
قصة الملعب
وأوضح الناشط الرياضي والإعلامي أحمد قطيفان أن لملعب البانوراما قصة، حيث
يقع الملعب ضمن المدينة الرياضية الجديدة، وتم إنشاؤه بمواصفات دولية، وتمت إقامة بعض المباريات والدورات الرسمية عليه بعد تدشينه، ومع انطلاقة الثورة السورية عام (2011) تحوّل اسم هذا الملعب إلى كابوس، حيث أصبح مرتعاً وساحة حرب لجيش النظام البائد آنذاك، وأصبح مصدر خوف ورعب، ومركز اعتقال للمواطنين بدرعا، لأن الداخل إليه مفقود والخارج مولود، مضيفاً أنه ورغم ذلك عند صعود نادي الشعلة للدوري الممتاز (2024) أخذ المسؤولون على عاتقهم إعادة الحياة لملعب البانوراما، والعمل على ترميمه وصيانته وتغيير أرضيته، من العشب الطبيعي إلى العشب الصناعي، ووعدوا الجمهور أن يكون جاهزاً لتنطلق عليه أول صافرة للدوري الممتاز في بداية شهر تشرين أول الماضي، لكن ذلك لم يتحقق، لأن أعمال الترميم والصيانة لم تنته، ولعب الشعلة جميع مبارياته في الممتاز خارج أرضه، وبعد سقوط النظام توقف العمل من قبل الشركة المنفذة للمشروع، رغم أن نسبة الإنجاز في أرضيته وصلت إلى (75%) ولايزال العمل متوقفاً حتى الآن؟! وبعد المتابعة المتواصلة والحثيثة من قبل مديرية الرياضة والشباب بدرعا لمشروع الملعب، من أجل استكماله ليكون جاهزاً مع بداية الموسم القادم، حتى لاتتكرر المأساة مرة أخرى، ويلعب الشعلة خارج أرضه، وبعد أن حمدنا الله على بقاء الشعلة بالدوري الممتاز، تم الوصول عن طريق الوزارة إلى قرار يقضي بسحب الأعمال من الشركة المنفذة للمشروع (شركة البناء والتعمير) لعدم التزامها بتنفيذ المشروع حتى نهايته، على أن يتم استكماله من قبل الوزارة في القريب العاجل، وطلبت وزارة الرياضة والشباب من مديرية الرياضة بدرعا، إعداد دراسة للأعمال المتبقية من مشروع ملعب البانوراما، والمتضمنة المرافق الخدمية و المشالح والمدرجات والمنصة، وغير ذلك من أجل استكمالها، ووصلت الدراسة المقدمة لهذه الأعمال، أنها بحاجة لمبلغ مليار و (700) مليون ليرة سورية، علماً بأن تكلفة الملعب للعشب الصناعي وحده بلغت (16) مليار ليرة سورية، حيث تم التنفيذ مركزياً، عن طريق شركة البناء والتعمير، والآن نتمنى من الجهات المعنية أن تسارع لاستكمال ملعب البانوراما بدرعا بكل مفرداته، قبل أن يبدأ دوري الموسم القادم، وحتى لايضطر جمهور درعا مرة أخرى لمرافقة فريقه خارج أرضه، وهنا سيترتب عليه أعباء إضافية وربما مخاطر أيضاً.
الشعلة بحاجة للدعم
وأفاد مدرب فريق الشعلة الأولمبي، الكابتن وليد العلي، أن النادي بحاجة ماسة للدعم لمواكبة مباريات الدوري الممتاز، حيث الحاجة ماسة للتعاقد مع لاعبين، وشراء مستلزمات تدريب، ومواصلات ورواتب لاعبين ومدربين وإداريين، وغيرها من نفقات أخرى، مشيراً إلى أن رجل الأعمال سوري وابنه كان لهما الدور الكبير في دعم النادي والصعود للدوري الممتاز، ولكن الواقع الحالي يحتاج إلى مزيد من الدعم من رجال الأعمال والجهات المعنية حتى تبقى شعلة درعا مضيئة.