الثورة – فؤاد العجيلي:
بعد سنوات من النزوح، يعود عدد من سكان حلب إلى مناطقهم في أحياء السكن العشوائي، ليجدوا بيوتهم مهدمة أو غير صالحة للسكن، فيما لا تزال مناطقهم تنتظر التنظيم العمراني وتوفر البنى التحتية.
من الأجداد إلى الأحفاد
ننتظر منذ سنوات تنظيم المنطقة، حتى نتمكن من بناء منزل مرخص تقول السيدة، السبعينية، الحلبية “أم عبد الله”، المقيمة في حي السكري لصحيفة الثورة، وتضيف: اعتدنا على الوعود، التي تبقى وعوداً من دون تنفيذ. لم يكن الحاج أبو ناصر، البالغ من العمر سبعين عاماً أيضاً، والذي يقطن في حي الحيدرية، بحال أفضل من أم عبد الله، إذ عبّر بمرارة عن غسل يديه من إمكانية تنظيم العشوائيات، خلال حياته، قائلاً: “يمكن أن يعيش أحفاد أحفادي، لحظة إنجاز المخططات التنظيمية لمنطقة الحيدرية”.
تلة السودا تنتظر من بين تلال القمامة وبقايا الأنقاض
يعبر أبو فراس القاطن في منطقة وادي العرايس، بحي الكلاسة، منذ 30 عاماً، عن استيائه من واقع المنطقة التي تفتقر إلى أدنى الخدمات الأساسية، رغم الوعود المتكررة بتأمين سكن بديل. كنا نعيش أيامًا سوداء في عهد النظام البائد.. هذا ما قاله الحاج “خالد حمود” أحد قاطني منطقة تلة السودة، في حي الكلاسة أيضاً، وأشار إلى أن حكومة النظام البائد قامت بهدم أبنية تلة السودا بحجة إقامة منطقة تطوير عقاري، وأضاف: ننتظر منذ 20 عاماً، واليوم أملنا كبير أن يتم وضع المنطقة ضمن خطط مجلس المدينة، في ضوء المشاريع الاستثمارية التي يتم الإعداد لها بحلب.
26 منطقة مخالفات
وفقاً لإحصائيات رسمية، بلغ عدد مناطق السكن العشوائي في حلب نحو 26 منطقة، لا تزال تنتظر إنجاز المخططات التنظيمية والتفصيلية الخاصة بها، وسط اتهامات الأهالي ببطء العمل وتكرار الاجتماعات دون نتائج ملموسة على الأرض.وبالعودة إلى العام 2011، أقر مجلس شعب النظام البائد حي الحيدرية كمنطقة تطوير عقاري، ولكن ما جرى لاحقاً هو تدمير آلته العسكرية للحي بشكل شبه كامل. ومع بدء الحكومة الجديدة تبني نهج الاستثمار بشتى المجالات، ومنها المجال العقاري، تبنّت محافظة حلب المشروع، إذ وضع محافظ حلب المهندس عزام الغريب في بداية شهر آب الماضي، حجر الأساس لأول مشروع تطوير عقاري تنظيمي في حي الحيدرية شرقي المدينة.
وأوضح المحافظ حينها، أن هذا المشروع يمثل بداية لنهضة عمرانية شاملة في حلب، وأن الحي سيشهد تنفيذ مشاريع نوعية، تهدف لتنظيم المدينة وتحسين البيئة العمرانية فيها.
تنظيم العمل العمراني
وفي معرض العمل على معالجة مناطق السكن العشوائي والمخالفات، أقام مجلس محافظة حلب الأسبوع الماضي، وبمشاركة وفد من وزارة الأشغال العامة والإسكان، ورشة لإعادة إعمار وتنظيم العمل العمراني في حلب.وتمت مناقشة جهود تعزيز التطوير العمراني، عبر إقامة مناطق تطوير عقاري جديدة تعتمد على معايير تنظيمية تسمح بمزيد من المرونة وتشجع على جذب الاستثمارات.
وأكد وفد وزارة الأشغال العامة والإسكان أنه سيتم تفعيل دور المؤسسة العامة للإسكان والتعاونيات السكنية، مع دراسة إمكانية ربط جمعيات التعاون السكني بالمطورين العقاريين من القطاع الخاص، إضافة لبحث آليات جديدة لتمويل وتنفيذ المشاريع السكنية التعاونية، بهدف توفير حلول سكنية ميسورة التكلفة وذات جودة عالية للمواطنين.