عودة الوجوه الغائبة.. فنانون بين الحنين والرغبة باستعادة المكان

الثورة – حسين روماني:

لا يبدو أنّ الحنين إلى الدراما السورية محصور بالجمهور الذي اعتاد حضورها لسنوات، بل صار أيضاً جزءاً من وجدان الفنانين الذين ابتعدوا عن دمشق في ظروف مختلفة، ليعودوا اليوم عبر أعمال أو تصريحات تحمل رغبة في استعادة المكان، وفي بعض الأحيان استعادة الزمن أيضاً.

منصة عودة

بعد غياب امتد أكثر من عشر سنوات، تطلّ لينا دياب مجدداً على الشاشة السورية عبر مسلسل “عيلة الملك” الذي يخرجه محمد عبد العزيز، عودةٌ انتظرها كثيرون منذ مشاركتها الأخيرة في مسلسل “الأخوة” عام 2015، لم تكتفِ دياب بالإعلان عن مشاركتها فحسب، بل بدت ملامح الاندماج واضحة حين ظهرت من كواليس التصوير في دمشق، محتفية بعيد ميلادها بين فريق العمل، وكأنها ترسم صورة رمزية لعودتها الشخصية والفنية في آن واحد. إلى جانبها، انضمت ديمة بياعة إلى المسلسل ذاته، لتجسد شخصية “سلوى”، الابنة الكبرى لجبري الملك ” الذي يؤديه سلوم حدا.”وقد جاء انضمامها بعد اعتذار أمل عرفة، ما يضفي على مشاركتها ثقلاً إضافياً، خصوصاً أنّ بياعة لم تبتعد كثيراً عن الدراما، لكنها اختارت العودة هذه المرة من باب عمل سوري صرف، يعيدها إلى تواصل مباشر مع جمهورها المحلي. تشكّل مشاركة الممثلتين معاً في “عيلة الملك” مؤشراً على تحوّل المسلسل إلى محطة بارزة للعودة، ليس كعمل درامي وحسب، بل كبوابة رمزية يعبر منها الفنانون إلى دمشق بعد سنوات من الابتعاد.

حنين معلّق بذاكرة الشخصيات

العودة الأبرز جاءت مع الممثل جمال سليمان، الذي حلّق من القاهرة إلى دمشق مطلع هذا العام بعد غياب دام ثلاثة عشر عاماً، دخوله العاصمة حمل طابعاً شخصياً عاطفياً، فكان أول ما صرّح به: “زمان والله اشتقنا يا شام”، تلك الكلمات لم تكن مجرد تحية، بل إعلان عن صلة لم تنقطع رغم طول الغياب. الأكثر لفتاً أنّ سليمان، إلى جانب ظهوره العاطفي، استعاد شخصياته القديمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أعاد نشر صورة لشخصية “مطر” من مسلسل “ذكريات الزمن القادم” (2003)، كما ذكّر جمهوره بشخصية “رأفت الشمالي” في “الخيط الأبيض”، بدا وكأنه يستحضر تلك الأدوار لا بوصفها ذكرى فنية فقط، بل كبوصلة تشير إلى مكانٍ ما ينتظر أن يُستعاد. لم يُعلن سليمان بعد عن عمل جديد في سوريا، لكنه أكد أنّه يفتقد الدراما السورية التي لطالما مثّلت “قيمة مضافة للإبداع العربي”، وبين عودته الإنسانية إلى الوطن واستدعائه الرمزي لشخصياته، يترك الممثل الباب مفتوحاً أمام احتمال العودة الفنية متى وجد النص المناسب.

بعد أربعة عشر عاماً

بين الأسماء العائدة أيضاً يبرز مكسيم خليل الذي ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بالإنتاجات العربية المشتركة، قبل أن يعلن انضمامه إلى مسلسل “مطبخ المدينة” مع المخرجة رشا شربتجي، أهمية هذه العودة تكمن في أنّها تعيد جمع خليل وشربتجي بعد أربعة عشر عاماً من تعاونهما في “الولادة من الخاصرة”، أحد أبرز الأعمال التي شكّلت منعطفاً في الدراما السورية مطلع العقد الماضي. المسلسل، الذي واجه تأجيلات وتعثراً في الإنتاج، استعاد زخمه فور إعلان مشاركة خليل، ليصبح العمل محط ترقب، ليس فقط لقصته، بل لكونه يحمل عودة نجمٍ طالما ارتبط اسمه بالأدوار المركّبة، إلى بيئة التصوير السورية.

الدراما كجسر للذاكرة

تتباين مسارات هؤلاء الفنانين، لكنّ القاسم المشترك بينهم جميعاً هو الحنين، سواء جاء في صورة عمل درامي جديد كما في حالة لينا دياب وديمة بياعة، أم عبر حضور شخصي كما فعل جمال سليمان، أم في شكل مشروع مؤجل انتعش بانضمام مكسيم خليل. تعكس هذه التحركات شيئاً أبعد من مجرد أعمال فردية، فهي تشير إلى أنّ الدراما السورية لا تزال تمتلك قوة جذب، وأنها تشكّل ذاكرة جمعية للفنانين والجمهور معاً، فلكل ممثل منهم شخصية أو عمل ارتبط في أذهان الناس، وصار العودة إليها بمثابة عودة إلى الوطن ذاته.وفيما يواصل بعضهم التحضير والتصوير، ويكتفي آخرون بالتصريحات، تبقى عودة الفنانين السوريين علامة فارقة في المشهد الثقافي، ورسالة واضحة أنّ دمشق لا تزال حاضنة للحكايات، مهما طالت سنوات الغياب.

آخر الأخبار
مشاريع صناعية تركية قيد البحث في مدينة حسياء الصناعية تطوير القطاع السياحي عبر إحياء الخط الحديدي الحجازي محافظ درعا يلتقي أعضاء لجنة الانتخابات الفرعية تجهيز بئر "الصفا" في المسيفرة بدرعا وتشغيله بالطاقة الشمسية توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي