الثورة – سرحان الموعي:
طالب مزارعو محافظة حماة بتأجيل الديون المستحقة عليهم تجاه فروع المصرف الزراعي التعاوني، وإمكانية تقسيطها، نتيجة الظروف الجوية القاسية التي سادت الموسم الزراعي الحالي، والتي أدت إلى تراجع كبير في إنتاجية الأراضي، ولاسيما البعلية منها، بسبب ضعف الهطول المطري والجفاف الذي أصاب المزروعات، وعلى رأسها القمح.
وأوضح رئيس جمعية “ديمو” الفلاحية عمر عبد الله المحيميد، أن المردود الإنتاجي لهذا الموسم كان متدنياً جداً، إذ إن مساحات واسعة من الأراضي البعلية لم تُحصد إطلاقاً، بينما لم يتجاوز إنتاج الدونم المزروع بالقمح 250 كيلوغراماً في الأراضي المروية، مقارنةً مع أكثر من 500 كيلوغرام في المواسم السابقة. أما الأراضي البعلية فكان إنتاجها في بعض المواقع لا يتعدى 10 كيلوغرامات، وفي أخرى نحو 50 كيلوغراماً فقط.
وأشار إلى أن تكلفة زراعة الدونم الواحد من القمح تجاوزت مليوناً ونصف مليون ليرة، فضلاً عن ارتفاع أجور الري، إذ بلغت ساعة السقاية عبر منظومة الطاقة الشمسية نحو 50 ألف ليرة، وعبر مولدات الديزل قرابة 70 ألفاً.
من جهته، لفت رئيس جمعية “جب رملة” فارس منيف إلى ضرورة إلغاء الفوائد والغرامات المالية المفروضة على المزارعين، مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الكبير في أسعار المستلزمات الزراعية قبل وبعد التحرير، موضحاً أن سعر كيس السماد في فرع المصرف الزراعي بلغ نحو 498 ألف ليرة، بينما في السوق انخفض بعد التحرير إلى حوالي 250 ألف ليرة، ما يعكس فجوة كبيرة أثقلت كاهل الفلاحين.
كما أكد المزارع محمد خليف أن المزارعين لم يحصلوا بعد على كامل مستحقاتهم من قيم محصول القمح، حيث وصلت إليهم دفعات جزئية فقط، الأمر الذي أعاق قدرتهم على تسديد ديونهم تجاه المصرف الزراعي.
وبيّن أن هناك فروقاً واضحة بين أسعار السماد والبذار المستجرة قبل شهري “تشرين الأول وتشرين الثاني” وتلك التي استجرت بعد التحرير، ما أوقع الفلاحين في خسائر إضافية. بدوره، أشار المزارع صلاح المحيميد من “ديمو” إلى أن قلة الأمطار ونقص مياه الري في القناة الممتدة على محور “أصيلة- خنيزير- سلحب”، فاقم معاناة المزارعين الذين باتوا عاجزين عن سداد التزاماتهم.
من جانبه، أكد رئيس اتحاد فلاحي حماة رضوان الصالح حرص الاتحاد على متابعة قضايا الفلاحين مع الجهات المعنية، مشيراً إلى وجود لجان مختصة تقوم بالكشف على الأضرار بالتعاون مع الروابط الفلاحية وفروع المصرف الزراعي، بغية رفع مقترحات لتأجيل الديون عن الموسم الحالي وتخفيف الأعباء عن المزارعين.