الثورة – إيمان زرزور:
خرّجت جامعة إدلب، اليوم الأحد، دفعة جديدة من طلابها في مختلف الاختصاصات، بحضور الرئيس أحمد الشرع، وذلك في حفل رسمي أقيم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
شهد الحفل حضور الرئيس الشرع إلى جانب عدد من المسؤولين وأعضاء الكادر التدريسي، حيث ألقى كلمات التهنئة والتشجيع على الخريجين.
وقد اعتُبر الحفل مناسبة بارزة لتأكيد أهمية التعليم ودوره في بناء مستقبل سوريا، وبرز خلال الحفل تخرج لطيفة الدروبي، عقيلة الرئيس أحمد الشرع، التي نالت شهادة التخرج في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
يحمل حضور الرئيس الشرع حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب جامعة إدلب، دلالات تتجاوز الطابع الاحتفالي الأكاديمي، إذ يعكس توجه القيادة السياسية نحو إعادة الاعتبار للتعليم العالي باعتباره ركيزة أساسية لإعادة بناء الدولة بعد سنوات من الحرب في سوريا.
كما أن وجود الرئيس في قاعة التخرج إلى جانب الكادر التدريسي والطلاب يعكس رسالة واضحة بأن دعم الجامعات ومخرجاتها يقع في صلب أولويات المرحلة الجديدة.
وشكل تخرج لطيفة الدروبي، عقيلة الرئيس الشرع، في كلية الآداب والعلوم الإنسانية نقطة بارزة في الحفل، لما يحمله من رمزية مضاعفة، فهي ليست مجرد خريجة، بل تمثل صورة الأسرة الأولى التي تشارك المواطنين مسيرتهم التعليمية وتختبر التحديات نفسها التي يواجهها الطلاب.
هذا المشهد يرسّخ فكرة أن التعليم هو الخيار المشترك لجميع السوريين، بغض النظر عن مواقعهم الاجتماعية أو السياسية، ويعزز قيمة المشاركة في مشروع إعادة بناء المجتمع.
وجاء إعلان الجامعة عن تخرج 2029 طالباً وطالبة هذا العام من مختلف الكليات ليعكس مؤشراً إيجابياً على تعافي قطاع التعليم العالي في المناطق التي عانت من الحرب، وهذه الأرقام هنا ليست مجرد إحصاء، بل تحمل دلالة على أن الجامعات السورية تستعيد دورها كمصنع للطاقات البشرية القادرة على المساهمة في التنمية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى كوادر علمية مؤهلة للنهوض بالمؤسسات والخدمات.
يحمل الحفل رسالة سياسية مفادها أن التعليم سيبقى خط الدفاع الأول في مواجهة محاولات تفريغ المجتمع من طاقاته، كما أن مشاركة الشرع شخصياً في المناسبة تكرّس فكرة أن الدولة الجديدة تسعى إلى الاستثمار في المعرفة باعتبارها أداة للاستقرار والنهضة، وفي الوقت نفسه، فإن الجمع بين الطابع الرسمي والأكاديمي والشخصي (بتخرج عقيلة الرئيس) يوجّه رسالة اجتماعية عن القرب من الناس والالتصاق بهمومهم وتطلعاتهم.
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يظهر التعليم كجسر رئيسي للمستقبل، فإعادة بناء سوريا لا يمكن أن تقتصر على إعادة الإعمار المادي، بل لا بد من أن تشمل بناء الإنسان عبر منظومة تعليمية متينة، وحفل تخرج جامعة إدلب يختزل هذه الرؤية، إذ يربط بين رمزية القيادة السياسية، وجهود المؤسسات الأكاديمية، وطموحات الشباب، ليجعل من التعليم أداة جامعة تضع البلاد على مسار جديد من التنمية والاستقرار.