الثورة – لينا شلهوب:
أصدرت وزارة التربية والتعليم قراراً، ينص على السماح للمؤسسات التعليمية الخاصة، بما فيها المدارس ورياض الأطفال، بفتح دوام مسائي إضافي وفق نظام الفوجين للعام الدراسي 2025-2026، وذلك ضمن ضوابط ومعايير دقيقة تضمن الحفاظ على جودة التعليم واستقراره، في خطوة جديدة تهدف إلى تلبية احتياجات العملية التعليمية، وتوسيع فرص الالتحاق بالمؤسسات التربوية.
ضوابط الترخيص وشروطه
استند القرار إلى أحكام المرسوم التشريعي رقم /55/ لعام 2004 وتعديلاته، وتعليماته التنفيذية، إضافة إلى محضر لجنة شؤون التعليم الخاص الرئيسية في جلستها رقم /40/ المنعقدة بتاريخ 1/9/2025، ويأتي القرار استجابة لمتطلبات المصلحة العامة وما تفرضه الظروف الراهنة من ضرورة إيجاد حلول عملية لمشكلات الكثافة الصفية والضغط المتزايد على المدارس.
وحددت الوزارة مجموعة من الشروط الواجب توافرها لدى المؤسسات التعليمية الراغبة في تطبيق نظام الفوجين، منها طلب رسمي للترخيص، إذ يتوجب على صاحب المؤسسة أو وكيله القانوني التقدّم بطلب رسمي مرفق بجميع الوثائق المطلوبة إلى مديرية التربية والتعليم المختصة، وسريان الترخيص الأساسي، ويشترط أن يكون ترخيص المؤسسة الأصلي سارياً، وألا تكون قد ارتكبت مخالفات جسيمة أو مترتب عليها ذمم مالية غير مسددة، كذلك تخفيض الرسوم، وعلى المؤسسة أن تلتزم بتخفيض القسط التعليمي وأجور الخدمات بنسبة لا تقل عن 15 بالمئة مقارنة بما تتقاضاه في الدوام الصباحي، مع التقيد بدرجة الترخيص، إذ لا يسمح للمؤسسة بتجاوز الدرجة الممنوحة لها ضمن قرار ترخيصها الأصلي، إضافة إلى تعيين كادر مستقل، حيث يتعين تخصيص كادر تعليمي مؤهل ومستقل لإدارة دوام الفوج الثاني، بما يحافظ على مستوى العملية التعليمية في الدوام الصباحي.
ومن الشروط الواجب توافرها لدى المؤسسات التعليمية الراغبة في تطبيق نظام الفوجين، التسجيل دون قيود، إذ يحظر تقييد تسجيل التلاميذ بمعدل درجات محدد، ضماناً لعدالة القبول، مع اتباع آلية تقديم تقارير دورية، عبر التزام المؤسسات برفع تقارير نصف سنوية إلى الوزارة تتضمن نسب الحضور، ومستوى التحصيل العلمي، والنتائج المحققة في الدوام المسائي.
طبيعة الترخيص ومدته
نص القرار على أن رخصة دوام الفوج الثاني تُعد ترخيصاً مؤقتاً ينتهي بانتهاء العام الدراسي الممنوح من أجله، مع إمكانية تجديده بعد دراسة تقييمية تعدها مديرية التربية والتعليم المختصة، وذلك استناداً إلى الحاجة الفعلية لعمل الفوجين.
فيما أوضحت وزارة التربية أن المؤسسات التعليمية الراغبة في الحصول على الترخيص يمكنها تقديم طلباتها إلى مديريات التربية المعنية، خلال فترة زمنية يتم تحديدها، تمنح المدارس والروضات فرصة كافية لاستكمال الوثائق والإجراءات المطلوبة.
دلالات القرار
من جهتها، لفتت الخبيرة التربوية رحاب مرشد، ومديرة إحدى المدارس بريف دمشق، إلى أن هذا القرار يأتي في ظل تزايد أعداد الطلاب وتنامي الحاجة إلى مقاعد دراسية إضافية، خصوصاً في المناطق التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، ومن شأن اعتماد نظام الفوجين أن يسهم في استيعاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ، ويخفف الضغط عن البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، مع الحفاظ على نوعية التعليم.
كما يعكس القرار حسب الخبيرة مرشد حرص الوزارة على إيجاد حلول عملية من دون الإخلال بمعايير الجودة، وتم ربط الترخيص بمجموعة من الضوابط الصارمة التي تضمن التوازن بين حق الطلاب في التعليم وبين التزامات المؤسسات التعليمية تجاه الدولة والأهالي.
توقعات وآفاق مستقبلية
يتوقع خبراء تربويون أن يسهم تطبيق نظام الفوجين في تقليص مشكلات الاكتظاظ داخل الصفوف، مع إمكانية تعميم التجربة في حال نجاحها، كما قد يفتح هذا القرار المجال أمام نقاشات أوسع حول مستقبل التعليم الخاص في البلاد ودوره في دعم العملية التربوية إلى جانب المدارس الحكومية.
من هنا يمكن القول: إن وزارة التربية وضعت من خلال هذا القرار إطاراً تنظيمياً مرناً يتيح للمؤسسات التعليمية الخاصة استيعاب الطلب المتزايد على مقاعد الدراسة، شريطة الالتزام بالضوابط المحددة، ويبقى نجاح التجربة مرهوناً بمدى جدية المؤسسات في التطبيق، وحرصها على تقديم خدمة تعليمية تراعي مصلحة الطالب وجودة العملية التعليمية على حد سواء.