سوريا تنهي سياسة المحاور.. والعرب يحتضنون دمشق كلاعب فاعل

الثورة- منهل إبراهيم:

في لحظة من لحظات التحول الكبرى، يلتف العرب حول سوريا الجديدة بمشهد لم يكن مألوفا من قبل، وهذا دليل على نجاح القيادة السورية الجديدة في مقاربتها لقضايا المنطقة، وفي تقديم نفسها لمحيطها العربي والإقليمي والدولي على حد سواء.وفي ظل زخم دبلوماسي إقليمي ودولي تجاه سوريا، شهدت دمشق منذ سقوط النظام المخلوع حراكاً عربياً ملحوظاً، تميز بتوافد مسؤولين بمختلف المستويات لإجراء مباحثات مع القيادة السورية الجديدة، بالتوازي مع تفاعل دولي تضمن زيارات وفود أوروبية وأميركية.

ومن المؤكد أن النضج السياسي والقدرة على التصرف بعقلية الدولة التي أظهرتها القيادة في دمشق خلال الفترة الماضية، شجعا العديد من الدول العربية على مساندة سوريا ودعمها في كل المجالات لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض باقتصادها المنهار، بسبب سنوات الحرب الطويلة والعقوبات.

ويؤكد موقع i24NEWS أنه في ضوء الدعم العربي الكبير الذي تتلقاه دمشق، فإن ذلك يدل على أن سوريا نجحت في توحيد العرب لجانبها، ونجحت بتوحيد الصف العربي، مشيراً إلى أن العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية يبنون في سوريا مواقفهم ومقارباتهم الإيجابية، ولا بد من دعم وحدة الأراضي السورية.

التعاون العربي السياسي والاقتصادي مع سوريا، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعافي الوطني وإعادة الإعمار، وتعزيز الأمن والاستقرار، وإعادة توحيد المؤسسات تحت مظلة الدولة، بما يسهم في إنهاء حالة الانقسام التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية. وفي الوقت الذي تسعى فيه سوريا إلى توسيع علاقاتها الدولية، فهي تعمل على أن تكون هذه العلاقات متوازنة مع الجميع، بما يحفظ استقلاليتها ومصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

وقد ساهم النشاط الدبلوماسي السوري، الذي يقوده وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني والذي يتزامن مع خطوات إعادة بناء الدولة داخلياً، في تنشيط العلاقات الثنائية مع دول الجوار والعالم، وإعادة جسور التواصل، بالإضافة إلى تعزيز حضور سوريا في المنابر الإقليمية والدولية، وفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف الفاعلة بما فيها القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، وكذلك الاتحاد الأوروبي.

وتعد عودة سوريا إلى المنظومة العربية بعد انهيار النظام المخلوع، خطوة رئيسية في إنهاء سياسة المحاور التي اتبعتها حكومة المخلوع وترسيخ استقرار المنطقة، وإنهاء الانعزال السوري عن محيطه العربي، وتحويل سوريا من ساحة للصراعات الإقليمية وتصفية الحسابات إلى لاعب فاعل في المنظومة العربية.

لم تكن مصادفة أن أول زيارة خارجية، قام بها وفد برئاسة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، كانت وجهتها الرياض، ثم الدوحة، وأبوظبي، وكذلك كانت الزيارة الأولى للسيد الرئيس أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية، بوصفها أول زيارة خارجية له، والذي استقبل بحفاوة كبيرة من طرف المسؤولين في المملكة، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ومنذ الأيام الأولى لإسقاط النظام المخلوع، سارعت كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية إلى التعبير عن ترحيبهما واهتمامهما بالتغير الحاصل، فأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا أعربت فيه عن ارتياحها “للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري الشقيق وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها”.

ومثلت دول الخليج العربي رافعة الاحتضان العربي للتغيير الحاصل في سوريا، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات العربية المتحدة، ولم تتأخر المملكة العربية السعودية كذلك في تأييده، فأبدت استعدادها للوقوف إلى جانب سوريا، ومساعدتها من أجل التعافي المبكر، ودعمها من أجل رفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأميركية المفروضة عليها، بسبب ممارسات نظام الأسد البائد، وكذلك فعلت الإمارات العربية المتحدة، وبفضل هذا الالتفاف العربي تم إسقاط العقوبات عن سوريا، وعودة العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية وغربية أخذت على عاتقها دعم استقرار سوريا الجديدة وهويتها ووحدة وسلامة أراضيها.

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي