الثورة – ابتسام الحسن:
لا تزال محافظة حمص، مدينة وريفاً، تعاني من أزمة حادة في مياه الشرب بعد انخفاض منسوب مياه نبع التنور، المصدر الرئيسي المغذي للمدينة بمياه الشرب النقية، التي انخفضت إلى ٨٠ ألف متر مكعب يومياً، بعد أن كانت قد تجاوزت ١٣٠ ألف متر مكعب يومياً خلال العام الفائت، ما انعكس بدوره على كميات الضخ اليومية للسكان.
انخفاض المنسوب
معاون مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حمص المهندس عمر شمسيني، بيّن أن الإجراءات المتخذة من قبل المؤسسة لتعويض النقص في عين التنور، تتم من خلال استخدام خمسين بئراً، و التناقص في المنسوب لا يزال مستمراً، وهذه الإجراءات للحفاظ على الحد الأدنى من الضخ الذي يتراوح ما بين ٨٠ إلى ٨٥ ألف متر مكعب باليوم. ورأى أن بعض الأحياء لاتزال تعاني من انقطاع المياه، نظراً لانخفاض واردات المياه الناتجة عن التغيرات المناخية، وأن السبب الرئيسي لتراجع منسوب المياه في نبع التنور هو قلة التغذية المطرية وعمليات الضخ المستمرة، لافتاً إلى أن جميع الإجراءات المتخذة لم تصل إلى تعويض النقص الحاصل.
ترشيد المياه
ولفت م. شمسيني إلى أهمية ترشيد المياه، إذ تم إطلاق حملة توعية شاملة، بالتعاون مع المحافظة، لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد الاستهلاك والتقليل من الهدر، وخاصة خلال المرحلة الراهنة، مشيراً إلى ضرورة تعاون المواطنين وحرصهم على الثروة المائية.ونوه بأن المعاناة تزداد من جراء ارتفاع بعض المناطق وانخفاضها، إضافة إلى زيادة عدد السكان التي أدت إلى تفاقم أزمة المياه في بعض المناطق التي تحتاج الشبكة فيها إلى إعادة تأهيل، والمعاناة ستبقى طالما لم يتم تقييم الشبكة وتأهيلها من جديد. لذلك لابد من دراستها وتجهيزها للتزويد المتقطع، وتقسيمها إلى حارات لتتم تغذيتها كل على حدة.وأكد قيام المؤسسة بزرع “سكورة” لتفعيل برنامج التقنين يوم بيوم، وتقسيم المدينة إلى منطقتين، مضيفاً :إنه تم التنسيق مع جامعة حمص من أجل إعادة تصميم وتقييم الشبكة، وقد يستغرق هذا المشروع بعض الوقت، والمؤسسة حالياً في طور رصد الاعتمادات اللازمة.
عن الخطوات العملية المتخذة لإحياء مشروع أعالي العاصي، أوضح م. شمسيني أن المشروع استراتيجي يهدف إلى استجرار مياه نهر العاصي وتنقيتها وضخها إلى المدينة، بحيث يغطي ٥٠ بالمئة من الحاجة الفعلية للسكان، وهو مشروع مركزي ووزاري، علماً أن المؤسسة قامت بإجراء الدراسات اللازمة لمحطة الضخ، وتمت دراسة موضوع الوصل بين محطتي حمص وحماة، والدراسة جاهزة.
خطة طارئة
شمسيني لفت إلى اتخاذ المؤسسة خطوات عدة، وإعداد خطة للحالات الطارئة، من ضمنها الإرواء بالصهاريج، وتحديد نقاط توزيع خزانات لتزويد المواطنين بمياه الشرب بمعدل ٣٠ لتراً يومياً، إضافة لوضع صهاريج القطاع الحكومي تحت تصرف المؤسسة، وإطلاق حملات التوعية، وإشراك المجتمع المحلي، وهي إجراءات للاستجابة الطارئة في حال خروج نبع التنورعن الخدمة، إضافة لتأهيل آبار المدينة واستثمار آبار الحدائق.وهناك خطة متوسطة الأجل لحفر آبار في مناطق مأمونة المياه، مثل دحيريج والسمعليل، وحفر ٢٠ بئراً في المدينة، وخطة بعيدة الأجل، هي تنفيذ مشروع أعالي العاصي أو استجرار المياه من الساحل لمدينتي حمص ودمشق. مشيراً إلى تأهيل ٢٥ بئراً في المدينة.
وذكر أن كميات الضخ، تصل إلى قرابة ١٠٠ ألف متر مكعب يومياً، وبرنامج التقنين مستمر، وفي حال تحسن الواقع المائي سوف يتحسن الإرواء للمناطق كافة.