مركز التعليم الشعبي في جرابلس.. إنجازات تعليمية ومهنية

الثورة – جهاد اصطيف:

اطّلع مدير منطقة جرابلس في ريف حلب ياسر أحمد عبدو-بزيارة ميدانية إلى مركز التعليم الشعبي في المدينة- على الأنشطة التعليمية والمهنية التي يقدمها المركز ودوره الفاعل في تأهيل المرأة السورية لسوق العمل، سواء في المجال المهني أم الأكاديمي، وشكلت الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية، وتبادل الآراء حول تطوير الخدمات التعليمية في خطوة تعكس التزام الحكومة المحلية بتطوير الموارد البشرية في مناطق شمال سوريا.

أهداف المركز

يعد مركزالتعليم الشعبي في جرابلس واحداً من أهم المبادرات التي تهدف إلى تزويد النساء بالمهارات التي تساعدهن على تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية، في منطقة تواجه تحديات كبيرة بعد سنوات من النزاع.. المركز يقدم برامج تدريبية متنوعة في مجالات عدة، إذ يمكن للنساء اكتساب مهارات جديدة، ما يسهم في تمكينهن وإدماجهن بشكل أكبر في سوق العمل.

وخلال الزيارة، قدمت إدارة المركز شرحاً مفصلاً عن الأقسام التدريبية المتوفرة، وركزت على الأثر الذي تحققه هذه الأقسام في تغيير واقع النساء المتدربات، وبحسب البيانات التي تم تقديمها، يضم المركز حالياً أكثر من 160 متدربة، يتوزعن على ستة أقسام تدريبية رئيسية، وهذا التعدد في الأقسام يعكس التنوع الكبير في البرامج التدريبية التي يقدمها المركز لتلبية احتياجات سوق العمل وتطوير مهارات النساء في مختلف المجالات.

الأقسام التدريبية

يعد قسم الخياطة من أكثر الأقسام إقبالاً، ويضم نحو 10 معلمات متخصصات، تتعلم المتدربات في هذا القسم تقنيات الخياطة الأساسية والمتقدمة، بالإضافة إلى تصميم الملابس وتفصيلها، ومن خلال هذا التدريب، يمكن للمتدربات الحصول على مهارات مهنية تساعدهن في البدء بمشاريعهن الخاصة أو العمل في ورش الخياطة المحلية، وهذا القسم يحظى بشعبية كبيرة، ويعد من أكثر الأقسام التي تلبي احتياجات السوق المحلية، ثم قسم الأعمال اليدوية الذي يختص بتعليم النساء المهارات الحرفية، مثل صناعة الزينة، والخزف، والتطريز، وغيرها من الأعمال اليدوية.

ويهدف المركز لتنمية القدرات الإبداعية لدى المتدربات، وتعليمهن كيفية تحويل هذه المهارات إلى مشروعات صغيرة، يمكن أن تدرّ عليهن دخلاً مستقلاً، بالإضافة إلى ذلك يسهم هذا القسم في نشر ثقافة الحرف اليدوية المحلية في المجتمع.

قسم صناعة مواد التنظيف، فيعنى بتعليم المتدربات كيفية صناعة المنظفات المنزلية بشكل آمن وفعال، ويشمل التدريب على كيفية تحضير مواد التنظيف التي تستخدم في المنازل والمرافق العامة، مثل المنظفات السائلة والصابون والمعقمات، وهو مجال مهني مهم في وقتنا الحالي، ويمكن أن يتم استخدام هذه المهارات في الأعمال التجارية أو العمل كمستقلات لتوريد المنتجات المحلية.

أما قسم الحاسوب – ونظراً لتقدم التكنولوجيا وازدياد الاعتماد على الحوسبة في كل المجالات- فيقدم تدريباً متخصصاً للمتدربات في كيفية استخدام البرامج المكتبية، مثل معالجة النصوص وجداول البيانات، بالإضافة إلى تعلم أساسيات استخدام الإنترنت، وهذا القسم يعزز قدرات النساء على التفاعل مع أدوات العصر الحديث، ويوفر لهن فرص العمل في مختلف القطاعات التقنية، ثم قسم اللغة التركية الذي يعتبر مهماً بشكل خاص في منطقة جرابلس نظراً للعلاقات القوية بين المنطقة وتركيا، ويهدف إلى تدريب المتدربات على اللغة التركية، وهو أمر أساسي لتوسيع الفرص التجارية وفرص العمل، وخاصة في المناطق الحدودية.

وأخيراً قسم التجميل الذي تديره معلمتان متخصصتان في هذا المجال، إذ تتعلم المتدربات كيفية العناية بالبشرة والشعر، وتطبيق الماكياج، ويهدف إلى تعليم النساء كيفية تقديم خدمات تجميلية احترافية، ما يمكنهن من فتح صالونات تجميل أو العمل كمستقلات في هذا المجال الذي يشهد طلباً متزايداً.

الالتزام بالتدريب والتعليم

تلتزم المتدربات في مركز التعليم الشعبي بالحضور المنتظم، هذا الالتزام يعكس الجدية في التدريب والإصرار على تطوير المهارات المهنية، حتى في أشهر الصيف، تستمر الدروس والتدريب من دون انقطاع، ما يدل على مستوى من الانضباط العالي والرغبة الحقيقية في التعلم.

إلى جانب المتدربات، يعمل في المركز طاقم متكامل يتكون من 21 معلمة، بالإضافة إلى فريق من العمال المساندين مثل المستخدمين، النجارين، والحدادين، وحراس الأمن، هذا الدعم اللوجستي يوفر بيئة تعليمية آمنة ومستقرة تساهم في نجاح العملية التدريبية.

أهمية الزيارة

زيارة مدير منطقة جرابلس للمركز، كانت فرصة هامة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة من قبل الإدارة المحلية لدعم مشاريع التعليم المهني، وأشاد مدير المنطقة بالمستوى العالي من التنظيم والكفاءة الذي أظهره المركز في تدريب المتدربات، مؤكداً أن دعم المشاريع التعليمية والمهنية يعد من أولويات الإدارة المحلية، وأعلن عن التزامه بتقديم الدعم اللازم لتعزيز استمرارية البرامج التدريبية وتطويرها في المستقبل.

هذه الزيارة ليست فقط مجرد تفقد لعمل المركز، بل هي أيضاً تأكيد على أهمية التعليم المهني في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، كما أن هذا النوع من المشاريع يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين حياة النساء وتمكينهن من المشاركة الفاعلة في المجتمع.

آخر الأخبار
الفوسفات تحت المجهر… توضيحات تحسم الجدل حول "يارا" تحسين الواقع الخدمي في ريف دمشق جامعة اللاذقية تطلق "وجهتك الأكاديمية" 10 ملايين دولار لتأهيل الطرقات في حلب يمنح الخريجين أملا أوسع إدراج معاهد حلب الصحية تحت " التعليم التقاني" الاستثمار الوطني .. خيار أكثر استدامة من المساعدات الشرع.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية منصة إلكترونية.. هل يصبح المواطن شريكاً في مكافحة الفساد؟ بمشاركة سوريا.. اجتماع وزاري تحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة انطلاق ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في "ثقافي طرطوس" المنصة الإلكترونية.. تعزيز الرقابة المجتمعية في مكافحة الفساد لجنة بحجم "بلدية".. مشاريع خدمية متواصلة في كشكول "وجهتك الأكاديمية".. في جامعة حلب..مساعدة الطلاب لاختيار تخصصهم الجامعي الجفاف الشديد ينتشر في جميع أنحاء نصف الكرة الشمالي بين 3 و5 ملايين سنوياً.. أجور نقل الطلاب ترهق جيوب الأهالي "الغار الحلبي".. عبق التراث السوري اللجنة العليا تتوقع إجراء الانتخابات قبل نهاية أيلول الحالي تدهور شبكات الري وتكاليف المدخلات تحديات تواجه مزارعي الأتارب إدلب تعيد الحياة لقطاعها الصحي وزير الداخلية: التواصل المستمر مع الفعاليات المجتمعية لتعزيز الثقة