الثورة – جهاد الزعبي:
تشهد مدينة بصرى الشام التاريخية زيارة مجموعات سياحية أجنبية عديدة، وبشكل ملفت عما كانت عليه قبل عدة أشهر، حيث أصبحت تستهوي السياح الأجانب. فقد زارت المدينة مجموعتان سياحيتان تضمان سائحين من كندا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وهولندا، بهدف الاستمتاع بمشاهدة المواقع الأثرية والتاريخية الموجودة فيها.
تنوع حضاري
السائح الأمريكي “مارفين ميلر” نوه بجمالية مسرح بصرى وتصميمه، مشيراً إلى أن المدينة تمثل أنموذجاً للتنوع الحضاري والديني، وتجسد صورة رائعة للتعايش السائد فيها عبر القرون. وأشادت الباحثة الأمريكية في تاريخ الممالك القديمة “ماري سولين درابيو” بالدقة الهندسية للمواقع، ما يعكس براعة في فن العمارة، وبيّنت أن النسق المشيدة به، يدل على استخدام نظريات علمية متطورة في البناء، استُخدمت في تلك الفترات، وهذا ما يفسر العمر الزمني لها منذ آلاف السنين.
تحتاج لتأهيل
ودعا المستشار البريطاني “صموئيل ليغو” إلى التشاركية بين المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي والحكومة السورية لإبراز هذه الكنوز الأثرية، والاهتمام بها أكثر، وخاصة بعد تأثرها الواضح بالحرب، حيث تحتاج كثيراً من العمل للحفاظ عليها. من جهته، أكد السائح الهولندي “إيلسجي سولتز” ضرورة ملاحقة كل من أساء لهذه الكنوز، وذلك حسب القوانين الدولية التي تحدُّ من استخدام هذه المواقع لأغراض غير إنسانية.
صيانة الأضرار
رئيس مجلس المدينة المهندس عبد الله المقداد أفاد أنه بالرغم من عودة النشاط السياحي وبشكل ملحوظ بعد التحرير، إلا أن المدينة ما زالت تحمل آثار الدمار الذي حلَّ ببعض المواقع، كسرير بنت الملك والمدرج والقلعة والعديد من المساجد القديمة، كشاهد على همجية النظام البائد، وهذا ما يدعونا جميعاً لحماية هذا الإرث التاريخي، حيث تم ومن خلال حملة “بصرى في أعيننا” تنفيذ بعض الترميمات في شوارع وساحات المدينة وإنارة الشوارع، ولكن الحاجة ماسة لمزيد من الدعم والتشاركية، بالتعاون مع المنظمات الدولية، لصيانة وتأهيل المواقع الأثرية والتاريخية المتضررة.