الثورة – متابعة زهور رمضان:
لم تكد مدينة حماة تنتهي من فعاليات مهرجان حماة الثقافي، حتى بدأت التحضيرات تنطلق من جديد لمهرجان “ربيع حماة للتسوّق”، بدورته الثانية والستين تحت شعار “ربيع يزهر ونصر يستمر”، الذي انطلقت فعالياته في التاسع من أيلول الجاري لمدة أربعة عشر يوماً، في أجواء احتفالية نابضة بالحياة، وجمع المهرجان بين ألوان الربيع وروح الانتصار، كما قدّم تجربة تسوّق مميزة وسط فعاليات ترفيهية وتفاعلية، كما فتح أبوابه لكلّ من يبحث عن الفرح، التجدد، والدعم المحلي.
فعاليات ثقافية متنوعة
انطلقت فعاليات مهرجان ربيع حماة بحضور وزير الإعلام حمزة المصطفى، ومحافظ حماة وبمشاركة شخصيات رسمية وشعبية كبيرة وواسعة تبرز تراث المدينة، وتؤكد عظمة الشعب السوري، ويستمر المهرجان حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، ويتضمن عروضاً فنية ومسرحية، وفقرات ترفيهية للأطفال، ومسابقات ثقافية للكباروالصغار، إضافة إلى فعاليات تراثية باللباس الفلكلوري الحموي، ومعرض للكتاب وسوق للأشغال اليدوية، ما يعكس تنوعاً ثقافياً واجتماعياً يعزز روح الانتماء والفرح في المدينة.
ويعود مهرجان ربيع حماة هذا العام لأول مرة بعد التحرير، ليؤكد من خلاله أهالي حماة قدرتهم على النهوض مجدداً رغم الظروف القاسية التي مروا بها خلال فترة النظام البائد، ويضم المهرجان التسوقي أكثر من 250 محل تسوق حول قلعة حماة وسط المدينة، ويعتبر جزءاً من تراث المدينة الممتد منذ نحو تسعين عاماً.
ربيع حماة
وذكرت يارا شهدا- مراسلة تلفزيونية، أنه على الرغم من أن الجو الآن ليس ربيعاً، إلا أن مهرجان التسوق الذي كان ينطلق عادة في شهر آذار أو نيسان من كلّ عام انطلق هذا العام في الخريف في شهر أيلول متأخراً عن موعد انطلاقه ليحيي النسخة الاستثنائية شعارها “ربيع يزهر ويستمر” هذا هو سبب الاحتفال في شهر أيلول.
عضو الأمانة العامة لمحافظة حماة حافظ طيفور أكد :إنه في كل يوم يوجد فعالية جديدة، ويستمر المهرجان أربعة عشر يوماً، مبيناً أن أكبر عقبة واجهت الانطلاق هي موضوع الوقت، فلم يكن هناك متسع من الوقت سوى عشرة أيام فقط، وكانت المهمة صعبة لذلك أنجز العمل بأسرع وقت، إذ جهزت أماكن العرض قبل يومين من الافتتاح.
فيما ذكر مدير مركز حماة الإعلامي أن ريع مهرجان ربيع حماة “مهرجان النصر” سيكون مخصصاً لترميم المناطق المتضررة في ريف حماة المدمر بشكل كامل، لإعادة إعمار ما دمرته آلة القتل والحرب زمن النظام البائد.
وقال رئيس غرفة صناعة حماة أسعد كجون: إن مهرجان حماة للتسوق الذي قام برعاية محافظ حماة ملفت بتنظيمه الرائع جداً، مشيراً إلى بذل مجهود عال من قبل اللجنة العليا للتنظيم خلال فترة قصيرة بحدود عشرين يوماً من العمل المستمر ليلاً ونهاراً.
مهرجان مختلف
يختلف المهرجان هذا العام عن أي مهرجان آخر أقيم في حماة، لأنه مميز بطابع النصر كما يشهد تنظيماً كبيراً من قبل عناصر الشرطة السياحية ودوريات الأمن العام، وإقبالاً كبيراً على الرغم من أنه أنجز بشكل سريع خلال مدة زمنية قصيرة كما يشكل فرصة تنافسية لطرح المواد، ويشكل متنفساً للأهل من خلال الفعاليات المنظمة كما يشكل تنافسية بين الشركات من خلال العروض .عن طريق طرح المواد والعلامات التجارية .
وشهد مهرجان الربيع في حماة حركةً جماهيريةً نشطة، في جميع أيامه مع استمرار تدفق الزوار بكثرة في كلّ أيامه، إذ وصف محمد أبي عيشة أحد زوار المهرجان أنه استثنائي هذا العام، وقد شهد افتتاحاً مميزاً تفوق على جميع النسخ السابقة في حماة.
فيما ذكر بسام العبد الله- أحد الزوار: إن دوار قلعة حماة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مهرجان الربيع، وكان كلّ تاجر من التجار ينصب خيمته ويبيع، وهكذا تطور المهرجان كل عام حتى الوصول للنسخة الاستثنائية اليوم، أما التاجر عبد الرحمن يرى أن هذا المهرجان تميز أكثر من الناحية التنظيمية، إذ شهد إقبالاً كبيراً من الزوار، بالإضافة لوجود وجوه جديدة من محافظات أخرى.
ربيع النصر
بدورها السيدة رويدا- المتطوعة في تنظيم المهرجان، ذكرت أن الربيع هو ربيع النصر بعد سقوط النظام البائد، مشيرة إلى أن المهرجان هو الربيع العربي لسوريا، وهذا السبب الذي جعلها تشارك في تنظيم المهرجان.
كما أكد أحمد دبساوي- أحد زوار مهرجان الربيع، أنه يشارك للمرة الأولى في هذا المهرجان الذي وصفه بالممتاز والرائع، مؤكداً وجود حسومات وعروض ضمن أجواء تنبض بالفرح، لافتاً لوجود أشياء كثيرة غابت عن مدينة حماة 20 سنة.
بائع العرقسوس وشراب التمر الهندي محمد سفاف، الذي ينادي بصوته المميز “عسل بارد خميرة يا سوس” يقول: إن مهرجان حماة للتسوق هو من فلكلور مدينة حماة الذي انطلق أول مرة منذ عام 1935، فقد كان أهل حماة يقيمون المهرجان حول القلعة يأتي التجار وأصحاب المهن، مضيفاً: إن الفرحة فرحتان فرحة النصر وفرحة اللمة الحلوة، إذ يطرح التجار بضائعهم ويخفضون أسعارهم ليتمكن المواطن من شراء ما يحتاج.
مشاركة الأطفال
كما زين أطفال حماة هذا المهرجان من خلال مشاركتهم التي زادت من ألق المهرجان وأعطته جمالاً آخر بلون خاص، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال الصور التي عبرت عن فرحة الأطفال وبهجتهم عبر مشاركتهم المنشد يحيى حوا على منصة الافتتاح برفقة مجموعة منهم وغناء أنشودة “ميلي يا حماة ميلي”، وسط تفاعل كبير من الجمهور كما أقام مهرجان الربيع فعالية ماراثون السباق التي تقام لأول مرة في المهرجان، في أجواء حماسية جمعت 80 متسابقاً يبدأ من دوار البشريات وينتهي عند قلعة حماة.
وفي هذا السياق أكد نصر كردي رئيس اللجنة الفنية لألعاب القوى أن ألعاب القوى هي من الألعاب التي تجمع الناس على المحبة والتعاون فمن هنا جاءت فكرة إقامة فعالية الماراثون هذه التي تمت بالتعاون والتنسيق مع إدارة مهرجان ربيع حماة مع عدة منظمات شعبية ونقابة المهندسين في حماة ومع مديرية الرياضة والشباب،
الرسم عنوان المهرجان
كما جسد الفنانون مهرجان ربيع حماة للتسوق من أمام القلعة، فقد رسم أحد الفنانين لوحة فنية تُجسد رموز مدينة حماة، ضمن برنامج الرسام في المهرجان، فمن خلال نظرة أولى تجعلك تغوص في حضارة المدينة وتاريخها العريق، عرضت هذه اللوحة الفنية على أسوار قلعة حماة لتجسد معالم المدينة وعراقتها الخالدة.