الثورة- ترجمة هبه علي:
يتجه مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركيين نحو تصادم حاد، بشأن إلغاء العقوبات الشاملة على سوريا، وهي منطقة نادرة تشهد تحالفات بين الحزبين على جانبي المناقشة.
وتركز المناقشات، على ما إذا كان ينبغي إلغاء قانون قيصر (لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019) بالكامل، وهي آلية عقوبات صارمة منعت تقريباً كل التعاون أو المشاركة الأمريكية والدولية مع نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد.
تم تضمين التشريع لإلغاء قانون قيصر في نسخة مجلس الشيوخ من قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2026، ولكن تم التصويت على تعديل نسخة مجلس النواب من قانون NDAA لإلغاء قانون قيصر الأسبوع الماضي.
سيقضي المشرعون في مجلسي الشيوخ والنواب أسابيع في التوفيق بين نسختيهم من قانون تفويض الدفاع الوطني، الذي يعتبر تشريعاً إلزامياً، وليس من الواضح ما إذا كان قانون قيصر سيصمد في هذه العملية، وسيسعى المشرعون إلى التوصل إلى مشروع قانون يحظى بأغلبية الأصوات، ويحظى بدعم جميع الجمهوريين.
وفي حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إنه يريد رفع جميع العقوبات الأمريكية على سوريا، إلا أنه لم يصدر أوامر صريحة للكونغرس بإلغاء قانون قيصر بالكامل، أو يشير إلى ما إذا كان راضياً عن قدرته الحالية على تعليق العقوبات لمدة ستة أشهر في كل مرة.
وحركة إلغاء القانون تحظى بدعم قوي، من بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جيم ريش (جمهوري عن ولاية أيداهو)، والسيناتور جين شاهين (ديمقراطي عن ولاية هاواي)، والسيناتور جوني إرنست (جمهوري عن ولاية أيوا)، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ؛ والسيناتور راند بول (جمهوري عن ولاية كنتاكي)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ورئيس لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ.
وكانت إرنست سافرت مع مجموعة من المشرعين من الحزبين إلى دمشق للقاء الرئيس أحمد الشرع في آب، وبصفتها أحد رعاة قانون قيصر، قالت: إن الأولوية الأهم لأمريكا هي استمرار مشاركتها في سوريا لمنع نفوذ إيران وروسيا والصين من ترسيخ وجودها، أو هيمنة تركيا.
وأضافت إرنست” هل أنا متشككة؟.
نعم، أنا متشككة، لكن هل أنا متفائلة؟.
نعم.. أنا أيضاً متفائلة، لذا سنمنحهم فرصة الشك طالما أنهم يكسبون هذه الفرصة”، “ولكن إذا بدأت الأمور تتجه نحو الأسوأ، فلن ندعم ذلك بعد الآن، وقد أوضحنا ذلك بوضوح للرئيس أثناء زيارتنا له”.
ويقول المدافعون عن إبقاء قانون قيصر: إن مشروع القانون يسمح للولايات المتحدة بمحاسبة الحكومة السورية على هذه الأولويات الرئيسية.
قال سيروان كاجو، محلل الشؤون الكردية الذي تحدث في الفعالية التي نظمها صندوق شاي وصندوق الناصريين: “ربما لا تلقى دعوةً شعبيةً لتعليق تخفيف العقوبات الذي بدأ في أيار مع اجتماع الرئيس ترامب والرئيس الشرع، لكنني أعتقد أنه يمكن استخدامه كوسيلة ضغط”.
ويقول المدافعون عن إلغاء قانون قيصر: إن التشريع أصبح عتيقاً، وإن مهمته المتمثلة في تغيير سلوك الديكتاتور السوري المخلوع لا تنطبق على حكومة الشرع.
وعندما اجتمعت السيناتور جين شاهين مع الشرع في آب قالت: إنها تدرك التحديات الهائلة التي تواجه البلاد، لكنها مصممة على ضرورة رفع العقوبات.
وقالت شاهين في اتصال هاتفي مع الصحفيين الشهر الماضي، بعد ساعات من مغادرتها دمشق: “تحدثنا أيضاً عن أهمية رفع عقوبات قيصر، التي تمنع الاستثمار في البلاد والازدهار والفرصة التي يريد الناس رؤيتها في المستقبل”.
وقالت في إشارة إلى زعماء المجتمع الديني والمجتمع المدني الذين تواصلت معهم خلال الرحلة: “لقد اعترف كل من التقينا بهم بأن هذه هي بداية جهد طويل وصعب لضمان التمتع بالأمن والازدهار في البلاد”.
وانضم إلى شاهين في ذلك الوقت النائب جو ويلسون (جمهوري من مقاطعة كاليفورنيا)، الذي يرعى إلغاء قانون قيصر في مجلس النواب، والذي وصف الشرع بأنه “شخص إيجابي.. مكرس لشعب سوريا”.
وقال ويلسون: “أرى الآن لماذا كان الرئيس دونالد ترامب، خلال لقائه به في الرياض في أيار معجباً به للغاية”.
المصدر- The Hill