بين الجاهزية والطموح.. هكذا تبدأ سوريا عامها الدراسي

الثورة – مها دياب:

تستعد المدارس في سوريا بداية الأسبوع لاستقبال الطلبة، إيذاناً بانطلاق عام دراسي يحمل في طياته الكثير من الأمل والطموح، ويجدد التزام المؤسسات التربوية برسالتها في بناء الإنسان، فكل صف يُعاد ترتيبه، وكل كتاب يُفتح من جديد، تنبعث روح جديدة من الإصرار على التعلم، وتُستعاد الثقة بأن التعليم هو الطريق الأصدق نحو مستقبل أفضل.

وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن أبرز جهودها لهذا العام الدراسي، ضمن خطة متكاملة تضمن جاهزية المدارس من خلال توفير بيئة تعليمية متطورة، وتجهيز البنية التحتية، وإعدادها بأعلى المعايير، بما يسهم في صقل مهارات الطلبة وتحقيق التميز الأكاديمي، وتمت إعادة النظر في هذه الخطة بناءً على التغذية الراجعة، إذ جرى تعديلها لدعم التعليم والتعلم، بالتوازي مع إطلاق حملة “عودة الطلاب إلى المدارس” بجاهزية متكاملة تضمن بيئة تعليمية متميزة.

وفي تصريح خاص، قالت الموجهة التربوية وصال العلي من تربية ريف دمشق: “إن الوزارة حرصت هذا العام على أن تكون العودة إلى المدارس مدروسة ومبنية على تقييم واقعي للتحديات السابقة، وقد تم تعديل الخطة التعليمية بناءً على التغذية الراجعة من الميدان، لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، ومعلمين أكثر استعداداً للتعامل مع التحديات التربوية، بما ينعكس إيجاباً على الطلبة ويعزز من جودة التعليم”.

بيئة تعليمية

العلي لفتت إلى أن الوزارة عملت على توفير بيئة تعليمية متكاملة تشمل تحسين البنية التحتية، وتحديث الوسائل التعليمية، وتوفير المستلزمات الأساسية، بما يضمن انطلاقة قوية للعام الدراسي. وقد تم التركيز على خلق بيئة محفزة للطلبة، تساعدهم على التعبير عن أنفسهم، وتنمية مهاراتهم، والانخراط في العملية التعليمية بشكل فعّال. وأكدت أن تدريب العاملين في قطاع التعليم يشكل حجر الأساس في تحسين جودة العملية التعليمية، إذ تم تنظيم دورات تدريبية مكثفة تستهدف المعلمين والموجهين والإداريين، بهدف تطوير مهاراتهم المهنية، وتعزيز قدراتهم التربوية.

وبينت العلي أن هذا التدريب لم يقتصر على الجانب النظري، بل شمل تطبيقات عملية تساعد المعلمين على التعامل مع التحديات الصفية، وتقديم محتوى تعليمي فعال يراعي الفروق الفردية بين الطلبة.

جودة التعليم

وبينت العلي أن التدريب ينعكس بشكل مباشر على جودة التعليم، ويصبح المعلم أكثر قدرة على استخدام الأساليب الحديثة في التدريس، وتطبيق استراتيجيات مبتكرة تساعد الطلبة على فهم المواد الدراسية بشكل أفضل، كما يسهم التدريب في تعزيز ثقة المعلمين بأنفسهم، ويمنحهم الأدوات اللازمة للتعامل مع مختلف المواقف التربوية، مما يخلق بيئة تعليمية محفزة ومبدعة.

ونوهت بأن المعلمين الذين يخضعون لتدريب منتظم يصبحون أكثر استعداداً للتعامل مع التحديات التربوية، سواء أكانت متعلقة بسلوك الطلبة أم بصعوبات التعلم أو بالتغيرات التي تطرأ على المناهج، وأن هذا الاستعداد يساهم في بناء مجتمع أكاديمي قادر على التكيف مع متطلبات العصر الحديث، ويعزز من قدرة النظام التعليمي على مواكبة التطورات العالمية.

وأوضحت العلي أن خطة الوزارة تضمنت أيضاً تطوير المناهج الدراسية، وتحديث الوسائل التعليمية بما يتناسب مع احتياجات الطلبة، ويواكب التطورات العلمية والتكنولوجية، وهذا التطوير يهدف إلى تحسين المحتوى، وجعله أكثر ارتباطاً بالواقع، وأكثر قدرة على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي.

أدوات حديثة

كما أكدت على أن استخدام الأدوات التكنولوجية في التعليم أصبح ضرورة ملحة، إذ تسهم هذه الأدوات في جعل العملية التعليمية أكثر جاذبية وفعالية، وقد تم تدريب المعلمين على استخدام اللوحات الذكية، وبرامج التعليم الإلكتروني، ومنصات التعلم عن بعد، مما يجعلهم أكثر قدرة على تحفيز الطلاب على التعلم، ويعزز من قدرتهم على تقديم محتوى تعليمي متطور.

وبينت أن التدريب يسهم أيضاً في تحسين الأداء المهني للمعلمين، ويمنحهم القدرة على تقديم أداء متميز داخل الصفوف الدراسية، كما يساعدهم على اكتساب معارف جديدة، وابتكار طرق فعالة للتعامل مع التحديات الصفية، ما ينعكس إيجاباً على جودة التعليم، ويعزز من قدرة المعلمين على بناء علاقات إيجابية مع الطلبة.

العلي ذكرت أن التدريب لا يقتصر فقط على تحسين مهارات التدريس، بل يشمل أيضاً تطوير مهارات القيادة والإدارة الصفية، إذ يتعلم المعلمون أساليب القيادة الصحيحة، ويكتسبون مهارات التواصل الفعّال مع الطلبة، مما يجعلهم قادرين على إدارة الصفوف الدراسية بكفاءة، وتحقيق بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.

وأوضحت أن التدريب يسهم أيضاً في تعزيز التواصل الفعال بين المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، ما يساعد في معالجة أي مشكلات قد تعترض العملية التعليمية.

وأشارت إلى أنه ضمن هذا السياق نظمت الوزارة ورشات عمل لتدريب الموجهين الاختصاصيين والتربويين، ليقوموا بدورهم في تدريب المعلمين ورفع جودة الأداء التربوي، بما يحقق التكامل بين جميع عناصر العملية التعليمية.

والدورة التدريبية التي نظمتها الوزارة امتدت لأربعة أيام، وتوزعت على أربعة محاور رئيسية: اليوم الأول خصص لأخلاقيات مهنة التعليم، والثاني للإدارة الصفية، والثالث للتخطيط، والرابع للتقويم.

هذه المحاور تم اختيارها بعناية، لما لها من أهمية كبيرة في نجاح العملية التربوية والتعليمية، وتطوير مهارات المعلمين بشكل شامل.

خطة درسية

وبينت العلي أن وزارة التربية أصدرت الإجراءات المتعلقة بتطبيق الخطة الدراسية الطارئة للعام الدراسي 2025- 2026، والتي تضمنت تقويم العام الدراسي، والدوام الإداري، والخطة الدراسية للتعليم العام والريفي، إضافة إلى التعليم المهني، هذه الإجراءات تهدف إلى تنظيم العملية التعليمية وضمان انتظامها في جميع المدارس، وتوفير بيئة تعليمية مستقرة.

وتحدثت عن أبرز التعديلات التي طرأت على الخطة الدراسية لهذا العام، وهي إلغاء مادة الوجداني، وإضافة حصة للأنشطة، وحصتين للمادة الاختيارية، إلى جانب زيادة عدد حصص الرياضيات من أربع إلى خمس حصص، وزيادة عدد حصص اللغة العربية، مؤكدة أن هذه التعديلات تعكس اهتمام الوزارة بتقوية المهارات الأساسية لدى الطلبة، وتعد خطوة إيجابية نحو تحسين جودة التعليم، وتعزيز التحصيل الدراسي. وأشارت العلي إلى أن الخطة الأسبوعية أصبحت تتضمن سبعاً وعشرين حصة لجميع الصفوف من الأول إلى السادس، ومدة الحصة الدراسية أربعون دقيقة في الدوام النصفي (صيفاً وشتاءً)، مع وجود فرصتين مدة كل واحدة عشر دقائق، لافتة إلى أن الدوام يبدأ في الساعة السابعة والنصف صباحاً في المدارس ذات الدوام النصفي، والثامنة صباحاً في المدارس ذات الدوام المستمر، مما يضمن انتظام العملية التعليمية وتوزيع الوقت بشكل مناسب.

تطلعات إيجابية

كما أكدت العلي أن هذه الجهود المتكاملة تعكس حرص وزارة التربية والتعليم على تقديم عام دراسي ناجح ومثمر، يحقق تطلعات الطلبة والمعلمين، ويعزز من جودة التعليم في سوريا.

وأضافت: إن الوزارة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الجوانب الأكاديمية والتربوية، بما يسهم في بناء شخصية الطالب، وتنمية مهاراته، وتمكينه من التفاعل مع المجتمع بشكل إيجابي.

وختمت العلي قولها: إن وزارة التربية وضعت هذا العام الدراسي على سكة التطوير الحقيقي، من خلال خطة شاملة تبدأ بتأهيل المدارس، ومن ثم تدريب المعلمين وتحديث المناهج. ضمن خطوات مدروسة تهدف إلى خلق بيئة تعليمية محفزة، ومعلمين أكثر جاهزية، وطلبة أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر، ومع انطلاق العام الجديد، تتجدد الآمال أن يكون عاماً مليئاً بالنجاح والإنجاز، يحمل في طياته فرصاً حقيقية للنهوض بالتعليم، وبناء جيل واعٍ ومتمكن.. وأمنياتنا لكل طالب ومعلم بعام دراسي مثمر، تسوده المعرفة، ويزهر فيه الوطن.

آخر الأخبار
أردوغان: إسرائيل تستغل التوترات في سوريا.. وتركيا متمسكة بدعم وحدة البلاد صحنايا ترسم لوحة سوريا الأجمل بين الجاهزية والطموح.. هكذا تبدأ سوريا عامها الدراسي معركة إلغاء "قانون قيصر" تتواصل في الكونغرس بنسخة استثنائية مهرجان "ربيع حماة للتسوق" يزهر في الخريف بالنصر مشاريع تنموية وإغاثية لهيئة الأعمال الخيرية العالمية في سوريا التحولات الإيجابية في سوريا والمنطقة ومصير خطط التقسيم الإسرائيلية ترحيب عربي بإعلان سوريا خارطة طريق إنهاء أزمة السويداء دعم الرعاية النفسية والصحية بقوانين محلية رايتس ووتش: انتهاكات إسرائيل في الجنوب السوري ترقى لجرائم حرب  اغتصاب "روان".. قصة ضحية أم صرخة مجتمع "الاغتصاب" جريمة بلا حدود.. انتهاك خطير لحقوق الإنسان  غزة بلا طبابة .. وصندوق السكان يحذر من كارثة صحية  اتفاق السويداء.. يرسم مساراً لاستقرار الجنوب ووحدة البلاد طريق عرطوز - قطنا يفتتح أمام الحركة  فشل الصناعة باب مشرع للتهريب "اتحاد شركات شحن البضائع الدولي".. يوصي بإنشاء لجنة متابعة إقليمية خارطة طريق السويداء تحظى بتأييد دولي .. باراك: ترسم مساراً لأجيال السوريين التعليم المهني في حمص.. بين الإهمال وحلم النهوض تأمين صحي جديد للعاملين.. ولجنة مشتركة تدرس المقترحات