الثورة – فردوس دياب:
مع انتهاء العطلة الصيفية عاد الطلاب إلى مقاعد الدراسة وسط تحديات وآمال وطموحات جديدة، إذ يواجه البعض منهم صعوبة في التكيف مع روتين المدرسة، والواجبات اليومية بعد عطلة صيفية، وهو الأمر الذي يحمل على عاتق المعلم والأهل مسؤوليات وواجبات إضافية تتمثل بتقديم الدعم لهم نفسياً وتربوياً لمساعدتهم على التكيف سريعاً في أجواء العام الدراسي الجديد.

صعوبة التكيف
الاختصاصية النفسية التربوية مجد كامران آلوسي، أوضحت أن العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية يمكن أن تكون تجربة مثيرة أو مرهقة، خاصةً للطلاب الذين قد يواجهون صعوبة في التكيف بعد فترة من الراحة والابتعاد عن الروتين الدراسي، لذلك من المهم العمل على وضع آليات نفسية وتربوية يجب اتباعها لمساعدة الطلاب والتلاميذ، وخاصة الأطفال الصغار، في عملية التكيف والعودة إلى المدارس.وأضافت: إن هناك عدة طرق لتهيئة التلاميذ نفسياً (الجانب الذاتي)، وتربوياً (الجانب الأكاديمي والسلوكي)، أما بالنسبة لطرق التهيئة النفسية فهي من خلال التواصل الإيجابي معهم، ويكون ذلك عبر الحديث عن المدرسة بشكل إيجابي، كاللعب مع الزملاء والتعرف على أصدقاء جدد وتعلم أشياء جديدة وممتعة، بالإضافة إلى الأنشطة المثيرة والمحببة لديهم، ومحاولة طمأنة الذين يشعرون منهم بالقلق والتوتر، أو الخوف وإخبارهم أن مشاعرهم طبيعية وأنها ستختفي مع مرور الوقت، وتعزيز شعورهم بالثقة في قدراتهم واستخدام الكلمات التشجيعية والمحفزة التي تجعلهم يشعرون بالحافز والقدرة على التكيف.أما عن طرق التهيئة التربوية فهي- حسب الباحثة آلوسي، تكون بوضع جدول زمني مرن يوضح أولويات الدراسة والأهداف الشخصية لكل يوم، لأن هذا يساعد الطلاب على العودة إلى الروتين الدراسي بشكل تدريجي، ومساعدتهم على كيفية تنظيم وقتهم بين الواجبات المدرسية والأنشطة غير المدرسية (مثل الرياضة والهوايات الأخرى).
مشاعر طبيعية
وأكدت آلوسي على ضرورة مراقبة الطفل بعد العودة من المدرسة، لمتابعة انعكاسات الأيام الأولى على سلوكه ونفسيته ومشاعره، فبعض التلاميذ، يظهر عليه القلق والتوتر والإرهاق، لذلك يجب التحدث معهم واحتواءهم وغمرهم بالحب والحنان، وإفهامهم أن تلك المشاعر طبيعية، ولاسيما في الأيام الأولى من المدرسة، كما يجب على المعلمين وأولياء الأمور توفير بيئة مرنة وغير ضاغطة، لمساعدتهم على سرعة التكيف بشكل أفضل، وتعزيز ثقتهم بالنفس وتشجيعهم المستمر والاعتراف بإنجازاتهم الصغيرة، سواء كانت هذه الإنجازات تتعلق بالدراسة أم تتعلق بالنشاطات الاجتماعية، هذا بالإضافة إلى تحديد الأهداف الدراسية بشكل واضح، كتحسين مهارة معينة أم تحقيق درجة معينة في مادة دراسية، لأن ذلك يمنح الطلاب شعوراً بالطمأنينة والأمان.
وختمت الباحثة التربوية حديثها بالقول: إن العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية، يمكن أن تكون بداية لعام دراسي ناجح، إذا تم الاستعداد لها بشكل نفسي وتربوي مناسب، مع مراعاة جوانب التكيف النفسي والجسدي، وتوفير بيئة تعليمية مشجعة وداعمة، تجعلها تجربة أكثر سلاسة ونجاحاً.